دشن الرئيس الصيني هو جينتاو ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين انبوب نفط يربط بين سيبيريا والصين وحاولا في الوقت نفسه دفع قدما المفاوضات المتعلقة بملف اخر "استراتيجي" هو الغاز. ويحتل تصدير المحروقات الروسية حيزا كبيرا ومتناميا في التعاون الاقتصادي بين القوتين، اذ ان روسيا هي اول منتج للنفط في العالم والصين اكبر مستهلك للطاقة بعدما تقدمت على الولاياتالمتحدة في هذا المجال. الى ذلك، تلبي بكين هدف موسكو بتنويع الصادرات الروسية عبر الالتفاف على اوروبا. كما ان روسيا تحقق اهداف الصين بزيادة مصادرها للتزود بالطاقة من اجل مواكبة نموها الكبير. وقال الرئيس الروسي الذي استقبله نظيره الصيني في قصر الشعب "لم تشهد علاقاتنا يوما في السابق مثل هذا المستوى من الثقة المتبادلة". وعبر هو جينتاو عن امله في ان تتيح زيارة مدفيديف "تطوير الشراكة الاستراتيجية الصينية الروسية" التي اطلقت في 1996. وترأس الرئيسان حفل التدشين الرمزي لانبوب النفط بين سيبيريا والمحيط الهادىء الذي سينقل النفط من سيبيريا الى المصافي في مدينة داكينغ الصينية (شمال شرق). لكن تشغيل انبوب النفط سيتم لاحقا. وقال الرئيس الصيني ان "هذا المشروع يشكل نموذجا للتعاون المتبادل المفيد للبلدين". والسنة الماضية انجزت الشركة العامة المكلفة نقل النفط الروسي "ترانسنفت" بناء اول قسم من انبوب النفط البالغ طوله 2694 كلم مع قدرة سنوية تبلغ 30 مليون طن من النفط ويربط بين تايشت (سيبيريا الشرقية) وسكوفوردينو. والقسم الصيني سيتطلب انبوبا بطول 930 كلم. وقال نيكولا توكاريف رئيس ترانسنفت ان بدء تشغيل الانبوب سيكون في الاول من كانون الثاني/يناير المقبل. واعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ايغور سيتشين الذي يرافق مدفيديف في زيارته الاثنين ان عملاق النفط الروسي "غازبروم" والشركة الوطنية النفطية الصينية يمكن ان يوقعا اتفاقا بحلول منتصف العام 2011 يتعلق بتسليم الغاز الروسي الى الصين. واضاف ان المحادثات الجارية "استراتيجية وواعدة" بخصوص هذا الملف المتعثر منذ سنوات حول مسالة الاسعار. وسيتشين مقرب من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ويتراس مجلس ادارة اكبر مجموعة نفطية روسية "روزنفت". وفي تشرين الاول/اكتوبر 2009 وخلال زيارة بوتين الى بكين وقعت غازبروم والشركة الوطنية النفطية الصينية اتفاقا اطارا ينص على تسليم حوالى سبعين مليار مكعب سنويا من الغاز الروسي الى الصين. وترغب الصين في تنويع مصادرها من الطاقة لتشمل خصوصا الغاز والطاقة النووية والطاقات المتجددة. وفي قطاع الطاقة ايضا، اعلنت موسكووبكين لتوهما عن مشروع مشترك بكلفة تقدر بخمسة مليارات دولار ينص على بناء مصفاة نفط في مرفأ تيانجين الصيني (شمال شرق) وشبكة تضم 500 محطة وقود على الاقل في الصين. ومدفيديف الذي يزور الصين للمرة الثانية منذ انتخابه رئيسا في 2008 سيلتقي في نهاية النهار رئيس الوزراء الصيني وين جياباو. وتتفق الصين وروسيا الدولتان الدائمتا العضوية في مجلس الامن الدولي حول العديد من الملفات مثل الشرق الاوسط والسودان وحظر انتشار الاسلحة واصلاح الاممالمتحدة والمؤسسات المالية الدولية. وبعد بكين سيزور الرئيس مدفيديف الثلاثاء الجناح الروسي في معرض شنغهاي الدولي.