تتواصل الجهود السبت في محاولة لانتزاع تسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين، قبل ساعات من انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا قوية داعية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى "بذل كل الجهود الممكنة" لمنع توقف المفاوضات. وسيلتقي عباس ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السبت في نيويورك بعد محادثات مساء الجمعة لم تسفر عن اي نتيجة. وقال جيفري فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الاوسط ان "المفاوضات مكثفة فعلا حاليا". من جهته، طلب نتانياهو من وزير الدفاع في حكومته ايهود باراك تمديد زيارته لنيويورك للمشاركة في الجهود من اجل التوصل الى تسوية تسمح بمواصلة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، حسبما ذكرت الاذاعة الاسرائيلية العامة. ولانقاذ مفاوضات السلام، طلبت الاسرة الدولية وعلى رأسها الرئيس الاميركي باراك اوباما، بشكل واضح من نتانياهو تمديد العمل بقرار تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية الذي اعلن قبل عشرة اشهر في قرار تنتهي مدته الاحد. وفي الوقت نفسه، دعا الاميركيون الفلسطينيين الى "عدم استخدام التهديد بالخروج" من المفاوضات. واعلنت اسرائيل الجمعة استعدادها للتوصل الى "تسوية" حول الاستيطان لكن القيادة الفلسطينية سارعت الى رفض مثل هذه التسوية كونها لا تضمن استمرار العمل بقرار تجميد البناء الاستيطاني الذي ينتهي الاسبوع المقبل. وقال مسؤول اسرائيلي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه، ان "اسرائيل على استعداد للتوصل الى تسوية متفق عليها بين الاطراف" لكنه اكد انه "لا يمكن ان يكون هناك توقف تام للبناء الاستيطاني". واضاف ان نتانياهو "يبذل جهودا مكثفة للتوصل الى تسوية مماثلة قبل انتهاء مفعول قرار التجميد في 26 ايلول/سبتمبر"، موضحا ان "الولاياتالمتحدة تشارك بشكل كبير في هذا البحث عن تسوية".وتحت ضغط اليمين القومي المتشدد في التحالف الحكومي والمستوطنين، استبعدت حكومة نتانياهو تمديد المهلة الى ما بعد الموعد المحدد. لكن في نيويورك قال عباس انه لن يكتفي "بحل جزئي" او تسوية لا تضمن "وقفا تاما" للاستيطان. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس في نيويورك حيث يرافق عباس "لا بد من استمرار تجميد الاستيطان بشكل كامل في الاراضي الفلسطينية والقدسالشرقية". واضاف ان "اي حلول جزئية مرفوضة من اجل استمرار المفاوضات"، موضحا ان "الحلول الجزئية لا تخلق المناخ المناسب لاستمرار هذه المفاوضات". ولقي رئيس السلطة الفلسطينية دعم الجامعة العربية التي قال امينها العام ان تمديد تجميد الاستيطان "واجب" و"سيوجه رسالة رمزية تفيد ان السياسة الاسرائيلية جدية في هذا الشان". وصرح عمرو موسى في مؤتمر صحافي في نيويورك ان "عملية مفاوضات جدية وقابلة للحياة لا يمكن ان تتواصل ويستمر في نفس الوقت بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة". واضاف "اذا استمر (الاسرائيليون) في قضم وحدة الاراضي الفلسطينية وتغيير مضمونها الديمغرافي وطابعها الجغرافي فلماذا نضيع وقتنا؟". ودان المستوطنون اليهود في الضفة الغربية بشدة دعوة الرئيس اوباما الى تمديد تجميد النشاط الاستيطاني. واتهم مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة (يشع) الرئيس الاميركي "بالرضوخ لتهديدات الفلسطينيين بالانسحاب من طاولة المفاوضات اذا لم تتم الاستجابة الى شروطهم المسبقة" المتعلقة بتمديد قرار تجميد بناء المستوطنات. وقال "اذا اراد الرئيس اوباما ان يظهر في دور الوسيط النزيه في هذه العملية، فعليه ان يوضح لعباس ومن معه ان التهديدات والابتزاز والشروط المسبقة غير مقبولة". وقد وعد المستوطنون باطلاق سلسلة من استدراجات العروض اعتبارا من منتصف ليل الاحد لاستئناف البناء الاستيطاني. واعلنت اسرائيل في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر قرار تجميد اعمال البناء لمدة عشرة اشهر في مستوطنات الضفة الغربية حيث يقيم حوالى 300 الف مستوطن مستثنية من هذا القرار ورش البناء التي انطلقت قبل صدوره وبناء المباني العامة كالمدارس والكنس.