الكويت (رويترز) - سحبت الكويت هذا الأسبوع الجنسية من رجل دين شيعي اتهم باهانة شخصيات اسلامية يجلها السنة في قضية ألقت الضوء على تزايد التوتر الطائفي في هذا البلد. وحظرت الحكومة التجمعات العامة هذا الشهر خشية أن تؤدي التصريحات المنشورة لرجل الدين ياسر الحبيب عن عائشة زوجة النبي محمد التي يجلها السنة الى وقوع اشتباكات. ونشرت تصريحات الحبيب التي ألقاها في لندن بموقعه على الانترنت الذي أغلقته الكويت. وغالبا ما تشعل التوترات بين السنة والشيعة بالدول الاسلامية بفعل مثل هذه القضايا التي تخص النبي وصحابته. وقال كاتب العمود فؤاد الهاشم في صحيفة الوطن اليومية انه لو وضع سني مجنون مفك براغي في ظهر رجل دين شيعي أو العكس فان الكويت مهيأة للاشتعال. وتصاعدت حدة التوتر في منطقة الخليج العربية التي يهيمن عليها السنة منذ غزو الولاياتالمتحدة للعراق عام 2003 ووصول الشيعة العراقيين الى الحكم. وزاد التقارب بين شيعة العراق وايران القوة الشيعية غير العربية الذي أثار برنامجها للطاقة النووية قلق الحكومات الغربية وحلفائها من دول الخليج العربية من أن تتحول الى دولة تمتلك أسلحة نووية. وكثير من دول الخليج بها أقليات شيعية بعضها تمتد صلاته الأسرية الى عائلات في ايران. ويعتقد أن نحو 30 في المئة من بين 1.1 مليون كويتي هم شيعة بينما يوجد في البحرين أغلبية شيعية. واتهمت البحرين هذا الشهر أكثر من 20 شخصا من القيادات الشيعية المعارضة اعتقلوا في حملة واسعة النطاق بالتآمر للاطاحة بالنظام الملكي السني في الممكلة وذلك بعد اشهر من الاحتجاجات العنيفة في الشوارع. وتصاعدت حدة التوتر في الكويت عام 2008 عندما أقام بعض الشيعة وبينهم نواب بمجلس الامة مراسم لتأبين عماد مغنية القيادي الامني البارز في حزب الله اللبناني الذي اغتيل في دمشق. وشعر بعض السنة ان هذا الاجراء ينطوي على اهانة للكويتيين في ظل شكوك بشأن دور مغنية في خطف طائرة تابعة لشركة طيران الكويت عام 1988 حيث قتل شخصان. وفر الحبيب من الكويت عام 2004 بعد الافراج عنه بطريق الخطأ من السجن حيث كان يقضي عقوبة لاهانة صحابة النبي محمد. وقال بعض الكويتيين ان سحب جنسية الحبيب سابقة خطيرة للحقوق المدنية في الكويت التي تتميز بثقافة سياسية أكثر تقدما عن معظم جيرانها من دول الخليج العربية. وقال أحمد اسماعيل وهو موظف شيعي متقاعد "البعض خائف من أن أي أحد يرفع صوته في المستقبل سيجرد من جنسيته ... كان ينبغي أن يعيدوه الى وطنه ويحاكموه دون أن يجردوه من جنسيته." لكن بعض نواب مجلس الامة من السنة يقولون ان رد الحكومة لم يكن كافيا. ورحب النواب بسحب جواز سفر الحبيب لكنهم طالبوا بالتحقيق في كيفية مغادرته الكويت ومن يمول أنشطته.