حاولت شركة بي.بي توجيه أغلب اللوم في انفجار منصة حفر أدى الى أسوأ حادث تسرب نفطي في الولاياتالمتحدة الى شركتي ترانس اوشن وهاليبرتون المتعاقدتين معها. وفي تقرير صدر يوم الاربعاء دافعت بي.بي أيضا عن بعض قراراتها التي وصفها سياسيون أمريكيون بأنها اجراءات لخفض التكلفة ساهمت في الكارثة التي وقعت بخليج المكسيك. وشمل ذلك استخدام تصميم لبئر ذات غطاء واحد واستخدام عدد من أجهزة حفظ التوازن - التي تستخدم لضمان أن يكون الغلاف الاسمنتي موضوع بشكل منتظم حول البئر - أقل من الموصى به واستخدام مياه خفيفة بدلا من طمي الحفر الثقيل الذي كان يبقي البئر تحت السيطرة. وسلط التقرير الذي أعده مسؤول السلامة في بي.بي مارك بلاي الضوء على ثمانية مواطن خلل رئيسية أدت معا الى انفجار بئر ماكوندو والى الانفجار الذي أعقبه. وأغلب تلك العوامل ستكون بشكل طبيعي ضمن المسؤولية الاساسية لترانس اوشن باعتبارها مشغلة لمنصات الحفر أو هاليبرتون التي قامت بعمل الغلاف الاسمنتي للبئر. وانتقدت ترانس اوشن التقرير. وقالت في بيان "هذا تقرير يخدم صاحبه ويحاول اخفاء العامل الجوهري الذي هيأ لوقوع حادث ماكوندو.. وهو تصميم بي.بي المعيب بشكل قاتل للبئر. في كل من التصميم والانشاء .. اتخذت بي.بي سلسلة من قرارات خفض التكلفة زادت المخاطر." وقال توني هايوارد الرئيس التنفيذي لبي.بي "سيتضح أن من المستبعد أن يكون تصميم البئر قد ساهم في وقوع الحادث." ونفت بي.بي أن تكون تسعى لتحويل اللوم الى طرف اخر لكن تقريرها شمل بعض الانتقادات اللاذعة للشركتين المتعاقدتين. وقالت "على مدى 40 دقيقة فشل طاقم ترانس اوشن في ادراك والتعامل مع تدفق النفط والغاز من البئر." ورفض متحدث باسم الشركة التعليق بشأن ما اذا كان من المفترض ان يراقب عمال من بي.بي الضغط في البئر أيضا. وتراقب شركات مثل رويال داتش شل بشكل فوري جميع ابارها من مواقع مركزية حتى يتم رصد أي زيادة في الضغط كما حدث في بئر بي.بي قبل وقوع انفجار. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولين في هاليبرتون. ونفت بي.بي أيضا أن يكون اصراراها على أن تنجز هاليبرتون عملية انشاء الغلاف الاسمنتي باستخدام ستة أجهزة فقط لحفظ التوازن - بدلا من 21 وفق توصيات هاليبرتون - كان سببا في الانفجار. وقالت بي.بي ان الخليط الاسمنتي "غير المستقر" الذي استخدمته هاليبرتون هو الذي تسبب في تسرب النفط. وخسرت شركة النفط البريطانية نحو 70 مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب الكارثة. وكان المستثمرون يترقبون التقرير من أجل الحصول على مؤشرات بشأن ما اذا كانت بي.بي ستكون قادرة على اقتسام التكلفة المحتملة للتسرب - والتي قدرها بعض المحللين بأنها ستتجاوز 50 مليار دولار - مع شركات متعاقدة أو شركاء. وفي الساعة 1403 بتوقيت جرنتش جرى تداول سهم بي.بي مرتفعة 1.5 في المئة منسجمة مع مؤشر ستوكس يوروب 600 للنفط والغاز. ورفضت اناداركو بتروليوم التي تملك 25 في المئة من البئر دفع نصيبها من تكاليف تنظيف التسرب واتهمت بي.بي بالاهمال الجسيم. واذا ثبتت على بي.بي تهمة الاهمال الجسيم فلن تتمكن الشركة البريطانية من استرداد التكاليف من اناداركو أو ميتسوي اليابانية التي تملك عشرة في المئة في البئر. كما سيجعل ذلك بي.بي عرضة لغرامات اتحادية يحتمل أن تتجاوز 20 مليار دولار. وانفجرت منصة الحفر في 20 ابريل نيسان مما اسفر عن مقتل 11 عاملا وغرقت بعد ذلك بيومين مما تسبب في تسرب للخام استمر الى أن تم وضع غطاء على البئر في 15 يوليو تموز بعد تسرب 4.9 مليون برميل الى البحر. وقالت بي.بي الاسبوع الماضي انها انفقت ثمانية مليارات دولار حتى الان في اطار استجابتها للتسرب.