بكين (رويترز) - قالت الصين والولاياتالمتحدة يوم الاربعاء ان العلاقة الثنائية بينهما التي تتسم بالتوتر في بعض الاحيان أصبحت أفضل بعد محادثات في بكين والتي أبدى بعدها الطرفان تفاؤلا تجاه الروابط التي اهتزت بسبب توترات اقتصادية وأمنية. وجاء هذا التناغم بين اثنين من أكبر الاقتصادات في العالم خلال محادثات بين الرئيس الصيني هو جين تاو ومستشارين من البيت الابيض هما توم دونيلون نائب مستشار الامن القومي ولاري سامرز مدير المجلس الاقتصادي الوطني. وخلال عام 2010 مرت واشنطنوبكين بفترات توتر حول سياسة الانترنت والتبت ومبيعات الاسلحة الامريكية لتايوان والعملة الصينية وما تطالب به الصين من سيادة على بحر الصين الجنوبي. كما أشعل عجز الميزان التجاري الامريكي مع الصين المتزايد والذي قدر حجمه بنحو 226.9 مليار دولار عام 2009 نزاعات تجارية. ومن المرجح أن يزور الرئيس الصيني الولاياتالمتحدة في أوائل العام المقبل وقلل من شأن الخلافات في تصريحات الى دونيلون وسامرز اللذين وصلا الى بكين يوم الاحد للاجتماع مع كبار مسؤولي الاقتصاد والدبلوماسيين. وقال لهما الرئيس في مستهل المحادثات بينما سمح للصحفيين بدخول قاعة الاجتماعات لفترة وجيزة "سمعت أن المباحثات التي أجريتماها سرت على ما يرام. أنا متأكد من أن هذه الزيارة ستعزز ولا شك التواصل المتبادل والثقة المتبادلة." وأضاف هو "منذ أن تولى الرئيس (الامريكي باراك) أوباما منصبه ظلت العلاقات الصينية الامريكية بصفة عامة تتطور بشكل صحي بفضل جهود الجانبين." وقال دونيلون للرئيس الصيني ان ادارة أوباما تتطلع أيضا الى جعل علاقاتها مع الصين تتسم بالسلاسة. ومضى دونيلون يقول أثناء جلوسه الى جوار الرئيس الصيني " كانت مباحثاتنا مثمرة وتفصيلية وشاملة وغطت كافة القضايا الامنية والاقتصادية." ولم يذكر أي من الجانبين ما هي الموضوعات التي تطرقا اليها خلال المحادثات التي استمرت ثلاثة أيام وانتهت اليوم الاربعاء والتي شملت اجتماعا بين سامرز وتشو شياو تشوان محافظ البنك المركزي الصيني الذي يوجه السياسة النقدية. لكن الجانبين كان أمامهما الكثير من الموضوعات التي يمكن التطرق اليها. وتشكو واشنطن من أن الصين تبقي على قيمة عملتها منخفضة للغاية مقابل الدولار مما يعطي جهات التصنيع لديها ميزة غير عادلة ويجعل الصادرات الصينية أرخص سعرا. وقامت الصين بربط سعر اليوان بالدولار بشكل غير رسمي منذ منتصف 2008 الى منتصف 2010 فضعفت قيمة العملة مقابل عملات شركاء تجاريين اخرين مع تراجع قيمة الدولار. وأنهت الصين هذا الربط غير الرسمي في 19 يونيو حزيران لكن اليوان ارتفع نحو 0.4 في المئة فقط مقابل الدولار منذ ذلك الحين. والى جانب ذلك تشكو الصين من أنشطة الجيش الامريكي قرب السواحل الصينية وفي الشهور الاخيرة أجرت سلسلة من التدريبات البحرية التي صاحبتها تحذيرات من جيش التحرير الشعبي الصيني بشأن نوايا واشنطن. لكن الرئيس الصيني يتطلع لزيارة الولاياتالمتحدة في أوائل العام المقبل وهي خطوة سياسية مهمة بالنسبة للزعيم في الوقت الذي يدخل فيه في اخر عامين من منصبه. ويرغب الجانبان فيما يبدو عدم التطرق الى التوترات قبل تلك الزيارة وكذلك قمة مجموعة العشرين والقمم الاقليمية التي تعقد في وقت لاحق من العام الجاري عندما ستكون هناك أيضا فرصة للقاء أوباما بنظيره الصيني. وقال هو "تنظر الصين بايجابية للتقدم الذي أحرز حديثا في العلاقات الصينية الامريكية ونحن مستعدون للتعاون مع الولاياتالمتحدة في تشجيع المضي قدما في علاقات صينية أمريكية صحية ومستقرة."