مدريد (رويترز) - دعت حركة ايتا الانفصالية في اقليم الباسك يوم الاحد الى وقف الهجمات المسلحة لكن الحكومة قالت ان الاعلان ليس كافيا وحثت المنظمة التي أصيبت بالوهن الى نبذ العنف الى الابد. وقتلت الجماعة أكثر من 850 شخصا خلال نصف قرن من الصراع من أجل اقامة دولة مستقلة في شمال اسبانيا وجنوب غرب فرنسا. وأصيبت بالشلل بعد اعتقال العديد من أعضائها وتزايد التأييد بين سكان الباسك للسياسة المشروعة. وفي تسجيل مصور نشر على موقع صحيفة جارا التي تصدر في اقليم الباسك ظهر ثلاثة اشخاص في ملابس سوداء اللون ووجوهم مغطاة بقماش ابيض به فتحات تظهر منها عيونهم. وكان الثلاثة جالسين تحت شعار الجماعة وبجوارهم علم الباسك. وجاء في نص بيان ألقته الشخصية الرئيسية بين الثلاثة بلغة الباسك ونشر بالموقع مترجما الى اللغة الاسبانية "ايتا تعلن انها منذ عدة شهور اتخذت قرارا بعدم شن هجمات مسلحة." ولم يوضح البيان ما اذا كان وقف اطلاق النار دائما ولم تذكر الجماعة سببا لقرارها وقف الهجمات. وكانت الحكومة ذكرت أنها لن تتباحث مع أنصار ايتا السياسيين قبل أن ينبذوا العنف الى الابد. ونقضت ايتا هدنتين في الماضي. وقال لايري باخين سكرتير الحزب الاشتراكي الحاكم خلال مقابلة اذاعية " المجتمع الاسباني والديمقراطية التي نعيش فيها يقتضيان أمرا شديد الوضوح.. ألقوا بأسلحتكم الى الابد وحلوا الجماعة." وقال خبراء ان البيان يبين أن الجماعة ليست متأكدة من حركاتها التالية. وكتب الصحفي لويث ايثبيوليا في صحيفة ال باييس "كل شيء يشير الى أن ايتا تسعى لكسب الوقت بوقف لاطلاق النار بينما تقرر مستقبلها." وانسحبت الحكومة من محادثات سلام بعد أن فجرت ايتا مبنى بمطار مدريد في ديسمبر كانون الاول عام 2006 في هجوم أسفر عن مقتل شخصين من الاكوادور كانا نائمين في سيارتيهما وأنهى "الوقف الدائم لاطلاق النار" الذي أعلنته الجماعة ولم يستمر أكثر من تسعة أشهر. واعتقل 62 شخصا يشتبه في انتمائهم لعضوية ايتا في الاشهر الستة الاولى من العام الجاري. واعتقلت الشرطة في فرنسا في فبراير شباط خلال عملية مشتركة بين اسبانياوفرنسا نفذت عند الفجر أكبر زعماء الجماعة المطلوب القبض عليه بخصوص محاولة لاغتيال خوان كارلوس ملك اسبانيا عام 1997. وكان مقتل شرطي فرنسي رميا بالرصاص بالقرب من باريس في مارس اذار خلال عملية فرار فاشلة هو اخر هجوم مميت نفذته ايتا وأول مرة قتلت فيها الجماعة شرطيا فرنسيا الامر الذي دفع الرئيس االفرنسي نيكولا ساركوزي الى تعقب أتباع الجماعة. وتخلى كثير من الساعين الى استقلال أراضي الباسك الجبلية عن العنف ويريدون دخول ساحة السياسة المشروعة مجددا قبل انتخابات المجالس البلدية التي ستجرى عام 2011. وفي احدى المراحل كان 15 في المئة من سكان الباسك يتعاطفون مع النضال من أجل الاستقلال لكن المساندة للعنف تتراجع في الاقليم الذي يتمتع بالفعل بقدر كبير من الاستقلال عن مدريد. ودعا روفينو أيسيبيريا أحد كبار الاعضاء في باتاسونا الجناح السياسي المحظور لحركة ايتا الانفصاليين الى القاء أسلحتهم. ويساور القلق أنصار ايتا التقليديين من تراجع التأييد للانفصال في اقليم الباسك الذي فقد فيه القوميون المعتدلون السيطرة على الحكومة المحلية العام الماضي للمرة الاولى منذ عشرات السنين. ويعاني اقليم الباسك الصناعي من أسوأ تباطوء اقتصادي شهدته اسبانيا خلال نصف قرن والذي أدى الى ارتفاع معدلات البطالة في البلاد الى 20 في المئة وهو أعلى مستوى في منطقة اليورو.