قال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الجمعة ان المتشددين الذين يعملون من ملاذات امنة في باكستان ما زالوا يمثلون تهديدا كبيرا لافغانستان لكن التعاون بين القوات التي يقودها حلف شمال الاطلسي والجيش الباكستاني في تزايد. وعطلت الفيضانات المدمرة على مدى الشهر المنصرم ملاحقة الجيش الباكستاني للمتشددين في المناطق القبلية المدارة اتحاديا ومنطقة وزيرستان الشمالية على الحدود الشماليةالغربيةلباكستان. وتنحي أفغانستان باللائمة على باكستان دائما في السماح للجماعات الاسلامية المتشددة بالازدهار هناك ويصفها الرئيس الافغاني حامد كرزاي بأنها اكبر تهديد للامن الافغاني. وقبل أن يغادر أفغانستان توجه جيتس جنوبا الى قندهار مهد طالبان لزيارة القوات الامريكية ووصف الاسلاميين المتشددين بأنهم "عدو صامد". وأضاف أنه اتفق مع كرزاي على الحاجة الى زيادة التعاون بين قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي والجيش الباكستاني "للتخلص من ملاذات المتمردين". وقال جيتس للصحفيين "التعاون بين الاثنين في تزايد والجميع متفهمون أن الملاذات على الجانب الاخر من الحدود مشكلة كبيرة." غير أن جيتس أشار الى أن احتمال الاشتباك العسكري الامريكي المباشر في باكستان " ضئيل جدا". ومضى يقول "لسوء الحظ الفيضانات في باكستان ستؤجل على الارجح أي عمليات للجيش الباكستاني في وزيرستان الشمالية لفترة من الوقت. "لكنني أعتقد أن الحل هنا هو ايساف والتعاون الافغاني الباكستاني للتعامل مع هذه الاهداف." وهناك نحو 150 الف جندي اجنبي في افغانستان بعد أن أمر الرئيس الامريكي باراك أوباما العام الماضي بارسال 30 الف جندي اضافي في محاولة لتحويل الدفة ضد التمرد الذي تقوده حركة طالبان. وبلغ العنف أسوأ مستوياته في أنحاء أفغانستان منذ أسقطت القوات التي قادتها الولاياتالمتحدة حركة طالبان عام 2001 وبلغت اعداد الخسائر البشرية في صفوف المدنيين والعسكريين مستويات قياسية على الرغم من وجود الكثير من الجنود الاجانب. وحدد أوباما الذي سيراجع استراتيجية الحرب الافغانية في ديسمبر كانون الاول بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي التي تجري في الشهر السابق يوليو تموز 2011 موعدا لبدء الانسحاب التدريجي للقوات من أفغانستان لو سمحت الظروف على الارض. ووصل جيتس الى أفغانستان يوم الخميس قادما من بغداد حيث حضر مراسم انهاء العمليات القتالية الامريكية هناك بعد سبع سنوات. وبدا جيتس متفائلا بشأن التقدم الذي أحرز في الاشهر الاخيرة خاصة في محيط قندهار. وخاضت القوات الامريكية وغيرها من القوات الاجنبية معارك صعبة في اقليمي قندهار وهلمند المجاور على مدى العام المنصرم وعانت مزيدا من الخسائر البشرية مع توغلها في شبكة من الوديان والجبال بحثا عن مقاتلي طالبان. وزار جيس قاعدة سجيت جثث الضحايا فيها. وقال للجنود "ما يحدث فرقا في هذه الحملة هو نجاحكم هنا في مدينة قندهار."