وقعت السلطة الفلسطينية وممثلو الكنائس الارثوذكسية والارمنية واللاتينية الخميس اتفاقية تاريخية لترميم سقف كنيسة المهد في بيت لحم. وجرى التوقيع في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم في حضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وممثلي الكنائس الثلاث التي لديها حقوق الملكية والتصرف في الكنيسة، وهي بطريركية الروم الارثوذكس وحراسة الاراضي المقدسة التابعة لطائفة اللاتين (كاثوليك) وبطريركية الارمن الارثوذكس. ووقع الاتفاقية رئيس اللجنة الرئاسية لترميم كنيسة المهد المهندس زياد البندك مع شركة الائتلاف الدولي برئاسة الخبير الايطالي ريمجيو روسي. ورجال الدين المسيحيون الذين وقعوا الاتفاق بالاحرف الاولى هم حارس املاك الارض المقدسة الاب بيار باتيستا بيزاباللا، عن الطائفة الكاثوليكية، وبطريرك الروم الارثوذكس ثيوفيلوس الثالث وممثل بطريرك الارمن توكوم الثاني مانوغيان. وكنيسة المهد الواقعة في بيت لحم جنوب الضفة الغربية هي الكنيسة التي ولد يسوع المسيح في موقعها، وبناها الامبراطور قسطنطين في العام 335 للميلاد. وتعتبر من اقدم كنائس فلسطين والعالم. ولم يمكن اجراء اي ترميم في الكنيسة بدون اتفاق الطوائف الثلاث، حسب ما جاء في بيان لحارس املاك الارض المقدسة. وقال الاب بيزاباللا "انها بداية للعيش المشترك في بيت لحم. هذه الكنيسة، القديمة جدا والتي هي بحاجة للترميم، اصبحت رمزا لعجزنا عن الحديث معا. آمل ان توفر على العكس افقا جديدا كي تظهر الكنائس قدرتها على التعاون". وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حث في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 الكنائس الثلاث على التفاهم في ما بينها حول ترميم كنيسة بيت لحم وهي قضية تقسم الكنائس منذ 200 عام. ومن ناحيته، قال البندك وهو ايضا وزير سابق لوكالة فرانس برس ان "البدء بترميم الكنيسة يعتبر حدثا تاريخيا فلسطينيا، اذ لم يجر من قبل ترميم جذري لسقف الكنيسة منذ عهد طويل". واضاف "لولا جهود السلطة الفلسطينية برعاية الرئيس محمود عباس ابو مازن التي رصدت مبلغ مليون دولار لصندوق اصلاح وترميم الكنيسة لما استطعنا ابرام هذه الاتفاقية". واوضح ان "الخبراء الدوليين وبينهم فلسطينيون سيقومون في المرحلة الاولى بترميم السقف، وستستغرق عملية الترميم 150 يوما، كما ستتم دراسة واقع حال الكنيسة بشكل كلي من الاساسات". واكد البندك ان "هذا العمل يأتي مكملا للجهد التاريخي للسلطة الوطنية لادراج بيت لحم على قائمة التراث الثقافي العالمي". وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان "ترميم سقف الكنيسة هو الاول من نوعه في تاريخ فلسطين المعاصر واول عملية ترميم لكنيسة بهذا الحجم". واضاف "امل ان يكتمل هذا الترميم والعمل الهام بما يليق بهذا المعلم الديني والتاريخي للكنيسة الام، وما يمثله من رمزية ليس لنا كمسيحيين فلسطينيين فحسب بل للبشرية جمعاء". وافاد تقرير لمنظمة اليونيسكو ان سقف الكنيسة الذي يعود بناؤه الى القرن الخامس عشر يتسرب منه الماء، وان الرطوبة تهدد الخشب وبقايا الموازييك والرسوم. ولم يخضع السقف للترميم منذ العام 1832 وفق الحراسة، وهي الهيئة التي تحرس الاراضي المقدسة باسم الكنيسة الكاثوليكية.