علمت بي بي سي أن أعداد المهاجرين الذين يصلون إلى أوروبا ازدادت بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة. فبحسب وكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود فرونتكس ، زاد عدد الأشخاص الذين يحاولون عبور البحر المتوسط من دول شمال أفريقيا إلى إيطاليا، رغم المخاطر التي قد تودي بحياتهم. فمنذ يناير/كانون الثاني وحتى إبريل/نيسان، اكتُشف 42 ألف مهاجر يعبرون من خلال هذا الطريق، وكان عدد الذين أتوا من ليبيا وحدها 25,650 مهاجر. وهناك سبعة خطوط أخرى للهجرة أقل ازدحاما، وهو ما جعل إجمالي المهاجرين إلى أوروبا يصل إلى 60 ألف مهاجر. وقالت الحكومة الإيطالية يوم الأربعاء إن عدد المهاجرين الذي يصلون شواطئها يزيد عن 39 ألف مهاجر. ويفوق إجمالي عدد الوافدين حتى الآن في عام 2014 عدد الوافدين في الفترة نفسها عام 2011، وهو العام الذي قامت فيه ثورات الربيع العربي وشهد وفود 140 ألف مهاجر غير شرعي. ويقول مدير وكالة فرونتكس، وهي الوكالة التابعة للاتحاد الاوروبي المتخصصة بأمن الحدود، غيل أرياس فيرناندز إذا استمر العدد الحالي، ومع حلول أشهر الصيف، فهناك احتمال كبير أن تزداد هذه الأعداد . وثلث الوافدين الجدد على الأقل سوريون هاربون من الحرب الدائرة في البلاد. كما تفد أعداد كبيرة أيضا من أفغانستان وإريتريا. وفي مدينة كاليه شمالي فرنسا، حيث هدمت السلطات الفرنسية أخيرا معسكرين عشوائيين للمهاجرين، وجد مراسلو بي بي سي أعدادا من المهاجرين من مختلف الدول، من غرب أفريقيا وحتى بنغلاديش، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المناطق القبلية في إيران وباكستان. ويقول الخبراء إن الإحصاءات الأخيرة غير مفاجئة، بعد أن أظهرت مؤشرات في الأشهر الأولى من عام 2013 أعدادا من المهاجرين أقل بعض الشيء. فيقول فرانك دوفيل، الأستاذ المساعد بمركز الهجرة والسياسة والمجتمع بجامعة أوكسفورد، إن الخط الرئيس عن طريق ليبيا أُغلق لفترة طويلة، وانتظر الناس في صحراء أفريقيا لمدة عامين . وأضاف كانت الأعداد تتراكم، وكان الناس في انتظار أول فرصة للرحيل. ولست واثقا إن كنا سنشهد وفود المزيد من المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي خلال الشهرين المقبلين. علينا الانتظار ومراقبة الوضع. ويعتمد الكثيرون على الفوضى السياسية في ليبيا، حيث رأي فريق بي بي سي بعض الشواهد التي تدل على وجود أعداد كبيرة من المهاجرين في ليبيا ينتظرون دورهم للعبور. ويقدر البعض عددهم بنحو 300 ألف. وتشكو إيطاليا أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عند إطلاقها حملة بحرنا للإنقاذ، ارتفعت تكلفة نشر دورياتها في البحر المتوسط لتصل حوالي 300 ألف يورو في اليوم.