تصاعدت الثلاثاء وتيرة تبادل الاتهامات حول اوكرانيا، اذ وصفت كييف الانفصاليين الموالين لروسيا بانهم "ارهابيون ومجرمون" فيما اتهمت الولاياتالمتحدةروسيا بزرع "الفوضى" لدى جارتها بعدما لوح الروس بشبح الحرب الاهلية. وارادت السلطات الاوكرانية الموالية لاوروبا ان تستعيد المبادرة عبر صد هجوم جديد شنه انفصاليون على مبنى الادارة المحلية بخاركيف احدى اكبر مدن الشرق الاوكراني الناطق بالروسية بواسطة الزجاجات الحارقة، وذلك في اطار "عملية لمكافحة الارهاب". واصيب ثلاثة عناصر من قوات الامن بجروح واعتقل سبعون ناشطا بينهم زعيمهم المحلي وفق السلطات. وما زال انفصاليون يسيطرون على مقر الاجهزة الامنية الاوكرانية (سي بي يو) في مدينة اخرى من الشرق هي لوغانسك. واكدت الاجهزة الامنية ان هؤلاء سرقوا محتويات المقر وفخخوه ويحتجزون ستين شخصا "كرهائن". وفي مواجهة هذه الاضطرابات، حذر الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف من ان الانفصاليين الذين "يتسلحون سيعاملون (...) كارهابيين ومجرمين"، لكنه اكد ان قوات الامن "لن تستخدم السلاح ابدا ضد متظاهرين سلميين". ويبدو ان هذا التحذير لم يخف الموالين لروسيا في دونيتسك، المدينة التي يتحدر منها الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، فقد عززوا العوائق الاسمنتية حول مقرهم العام، اي مبنى الادارة المحلية الذي استولوا عليه الاحد. وقال الشاب الملثم دنيس (عشرون عاما) لفرانس برس "نخشى هجوما تشنه قوات الامن". وكرر احد قادتهم فاديم تشيرنياكوف انهم ينوون قبل 11 ايار/مايو تنظيم استفتاء حول انضمام محتمل للمنطقة الى روسيا واعلن تشكيل "حكومة موقتة لجمهورية دونباس". وهذه الاضطرابات تثير مخاوف من تكرار سيناريو ما حصل في القرم، شبه الجزيرة الاوكرانية في البحر الاسود التي انضمت الى روسيا في اذار/مارس بعد استفتاء لم تعترف به كييف والدول الغربية. والثلاثاء، دعت موسكو السلطات الاوكرانية الى وقف الاستعدادات لتدخل في الشرق، معتبرة ان الامر "يهدد باندلاع حرب اهلية". وتؤكد روسيا ان 150 عنصرا في شركة امنية اميركية خاصة يشاركون في العملية، اضافة الى ناشطين في مجموعة قومية يعتبرون انها "فاشية". لكن كييف نفت هذه المزاعم ورد وزير الخارجية الاميركي جون كيري متهما روسيا بارسال "استفزازيين وعملاء" بهدف زرع "الفوضى" في شرق اوكرانيا. ورغم ذلك، عرضت الولاياتالمتحدة اجراء محادثات رباعية تضم اوكرانياوروسيا والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة في محاولة للخروج من الازمة. ولم ترفض موسكو هذا الاقتراح لكنها طالبت بان يشارك فيه الموالون لها. وفي الانتظار، اعلن كيري انه سيلتقي مجددا نظيره الروسي سيرغي لافروف الاسبوع المقبل. وتتهم السلطات الاوكرانية الانتقالية موسكو بالسعي الى "تفكيك" اوصال بلادهم او على الاقل نسف الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 ايار/مايو، وخصوصا ان الاوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات هم من مؤيدي اوروبا. والثلاثاء، دعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن موسكو الى "عدم ممارسة لعبة التصعيد"، فيما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بدوره الى عدم "تاجيج التوتر". واعلنت السلطات الكندية الثلاثاء انها طلبت من دبلوماسي روسي هو مساعد ملحق عسكري في السفارة باوتاوا مغادرة البلاد، على خلفية الازمة الاوكرانية. ولا يزال الاميركيون والاوروبيون يتوعدون بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا في حال تدخلت في اوكرانيا. من جهته، حذر صندوق النقد الدولي من اخطار انتقال عدوى الازمة الاوكرانية الى الاقتصاد العالمي، وخصوصا انها بدأت تؤثر في روسيا التي شهدت هروبا للرساميل تجاوز خمسين مليار دولار في الفصل الاول من العام، في موازاة الاضطرابات في انتاج ونقل النفط والغاز. واجتمع الاوكرانيون والاوروبيون الثلاثاء في بروكسل في محاولة لتجنب "حرب غاز" جديدة ترخي بثقلها على القارة برمتها. وقد فرضت موسكو لتوها على كييف زيادة لسعر الغاز بنسبة ثمانين في المئة. الا ان كييف التي رفضت هذه الزيادة تعتمد الى حد كبير من حاجاتها على الامدادات الروسية كما ان اكثر من نصف الغاز الذي تشتريه دول الاتحاد الاوروبي يمر باراضيها. في هذا الوقت، اكتفت المفوضية الاوروبية بدعوة الاتحاد الى تنويع مصادر الامداد بالطاقة.