غادر الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر كوريا الشمالية الجمعة مصطحبا معه مواطنا اميركيا كان معتقلا في هذا البلد توصل الى اطلاق سراحه وحاملا رسالة من بيونغ يانغ تؤكد رغبتها في استئناف المفاوضات حول نزع اسلحتها النووية كما افادت وسائل اعلام رسمية صينية وكورية شمالية. وكان كارتر وصل الاربعاء الى كوريا الشمالية في مهمة انسانية سعى خلالها لاقناع بيونغ يانغ باطلاق سراح ايخالون ماهلي غوميس الذي حكم عليه في كوريا الشمالية بالسجن ثمانية اعوام مع الاشغال الشاقة لدخوله الاراضي الكورية الشمالية بشكل غير شرعي عبر الحدود مع الصين. واعتقل استاذ اللغة الانكليزية هذا، المعروف بشدة ايمانه المسيحي، في كانون الثاني/يناير في كوريا الشمالية وحكم عليه في نيسان/ابريل. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) في نبأ من بيونغ يانغ ان "كارتر وايخالون ماهلي غوميس، الاميركي، صعدا على متن طائرة وغادرا البلد". واكد مكتب كارتر في واشنطن هذا النبأ فيما رحب الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي بالافراج عن المواطن الاميركي. وقال الناطق الاميركي "نرحب بالافراج عن ايخالون ماهلي غوميس ونحن مرتاحون لمعرفة انه سيكون مع عائلته قريبا". واضاف "نقدر الجهد الانساني الذي قام به الرئيس السابق كارتر ونرحب بقرار كوريا الشمالية منح غوميس عفوا خاصا والسماح له بالعودة الى الولاياتالمتحدة". وكان المواطن الاميركي البالغ من العمر 30 عاما مسجونا في كوريا الشمالية منذ نيسان/ابريل وقد حكم عليه بالسجن ثمانية اعوام مع الاشغال الشاقة ودفع غرامة قدرها 700 الف دولار، في قضية اعربت واشنطن عن قلقها بشأنها. وقد اجتاز الحدود الكورية الشمالية بعد شهر على دخول المبشر الاميركي روبرت بارك البلاد يوم الميلاد عبر اجتيازه نهرا متجمدا، وقد يكون اراد ان يحذو حذوه. وافرج عن بارك في شباط/فبراير بدون ان يخضع للمحاكمة. من جهة خرى، اعربت كوريا الشمالية لجيمي كارتر عن رغبتها في استئناف المفاوضات السداسية حول برنامجها النووي كما افادت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية. وقالت الوكالة ان الرجل الثاني في النظام الشيوعي كيم يونغ-نام اعرب لكارتر عن رغبة بلاده في "استئناف المفاوضات السداسية" وجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية. وكانت المفاوضات السداسية (الكوريتان والولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان) التي تستضيفها بكين حليفة بيونغ يانغ توقفت بسبب خلافات حول آليات التحقق من تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وقد علقتها كوريا الشمالية منذ العام 2009. واوردت وكالة انباء الصين الجديدة من جهتها ان "كارتر اجتمع مع نائب وزير الخارجية (المكلف الملف النووي) كيم كيي-غوان لحوالى خمس دقائق في المطار قبل ان يغادر البلاد". وتاتي هذه التطورات فيما اشارت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية الى زيارة يقوم بها منذ الخميس الى بكين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل برفقة نجله الاصغر جونغ اون الذي يرجح ان يخلفه في السلطة. وكان كارتر قام بزيارة لا سابق لها الى كوريا الشمالية في العام 1994 حين كانت الولاياتالمتحدة على شفير الحرب مع نظام بيونغ يانغ بسبب برنامجها النووي. وتمكن الرئيس الاميركي السابق انذاك من تهدئة التوتر مع الزعيم الكوري الشمالي كيم ايل سونغ. والسنة الماضية توجه رئيس اميركي سابق آخر هو بيل كلينتون الى كوريا الشمالية ايضا، ما اتاح الافراج عن صحافيين اميركيين كانا اعتقلا بعد اجتيازهما ايضا الحدود بشكل غير شرعي.