تواصلت الاشتباكات في أسوان صباح الأحد بين قبيلتي بني هلال والدابودية النوبيين لليوم الثالث على التوالي رغم انتشار أليات الجيش وجنوده في المدينة الواقعة أقصى جنوب مصر. وأكدت التلفزة الرسمية المصرية مقتل شخص اخر في اشتباكات اليوم وإصابة عشرة ليرتفع عدد القتلى في الاشتباكات التى بدأت الجمعة إلى 24 قتيلا وعشرات المصابين حسب الرواية الحكومية. في هذه الأثناء أعلنت سكك حديد مصر وقف حركة القطارات من أسوان وحتى السد العالي نتيجة تواصل الاشتباكات. وكانت قوات من الجيش المصري مدعومة بالمدرعات قد انتشرت منذ عصر السبت في عدد من أحياء مدينة أسوان للحيلولة دون تواصل الاشتباكات القبلية هناك. وكان محافظ أسوان قد طالب وزير الدفاع بالدفع بتشكيلات من الجيش إلى منطقة الاشتباكات بعد فشل الشرطة في السيطرة على الأحداث. كما حاول رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب ووزير الداخلية محمد إبراهيم التوسط بين القبيلتين للتوصل إلى تهدئة ووقف الاشتباكات الدامية منذ وصولهما إلى أسوان السبت. وكان محلب قد امر بتشكيل لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في دوافع ومسببات الاشتباكات بين قبيلتي بني هلال والدابودية. وأكدت وكالة انباء الاسوشيتدبرس إن الخلاف بدأ لأسباب سياسية حيث اتهم بعض أبناء قبيلة الدابودية عددا من التلاميد المنتمين لقبيلة بني هلال ذات الأصول العربية بمحاولة زعزعة استقرار المنطقة. جاء ذلك بعدما قام عدد من الطلاب برسم غرافيتي على الجدران يهين المرشح الرئاسي المحتمل عبد الفتاح السيسي. وكانت الرسوم التى انتشرت في مصر خلال الأسبوع الماضي على صلة بهاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي حصل على اعداد هائلة من التفاعلات ضد ترشح السيسي. من جانبه ذكر العقيد احمد علي المتحدث العسكري على صفحته على فيسبوك إن الجيش تدخل لمحاولة احتواء الصراع بين القبيلتين. وأضاف علي أن هناك مؤشرات على أن الإخوان المسلمين تورطوا في تأجيج الصراع . وكان السيسي قد زار أسوان قبيل ساعات من الاشتباكات والتقى وفدا من أبناء قبائل النوبية الذين وعدوه بدعمه في الانتخابات. وكانت الحكومة المصرية قد أدرجت الجماعة على لائحة الجماعات الإرهابية بينما تؤكد الجماعة نفسها أن ممارساتها تقتصر على العمل الخيري والسياسي بطرق سلمية. وذكر شهود عيان للبي بي سي أن الاشتباكات المسلحة إندلعت صباح الجمعة في منطقة السيل الشعبية في أسوان واستمرت حتى فجر السبت وسط تراخ من أجهزة الأمن. ويلوم السكان المحليون قوات الشرطة على عدم تدخلها لضبط الأوضاع الأمنية في المدينة السياحية وجمع الأسلحة غير المرخصة.