سعت الدبلوماسية الاميركية جاهدة الجمعة للتوصل الى تسوية تنقذ مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية، واشارت الى اجراء "تقييم دقيق" لعملية التفاوض من دون ان تستبعد امكانية فشلها. وافادت مصادر فلسطينية مقربة من المفاوضات ان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التقى بعد ظهر الجمعة الوسيط الاميركي مارتن انديك. وقال كيري خلال ندوة صحافية مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار في العاصمة الرباط "للأسف على مدى الأيام القليلة الماضية لم يتخذ كلا الطرفين مبادرات مساعدة" على المضي قدما بالمفاوضات. وأشار كيري الى أنه سيتحدث "ابتداء من اليوم" مع الرئيس الأميركي باراك أوباما من أجل "إجراء تقييم دقيق لما يمكن وما لا يمكن فعله" في عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. وأكد كيري ان "هناك حدودا للوقت والجهد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تخصصهما إذا لم تبد الأطراف النية والاستعداد لإحراز تقدم"، حيث تحادث هاتفيا من الرباط مع قادة المعسكرين الجمعة. وقررت القيادة الفلسطينية الثلاثاء تقديم طلبات الانضمام الى 15 معاهدة او اتفاقية دولية ردا على رفض اسرائيل الافراج عن اخر دفعة من الاسرى الفلسطينيين في 29 اذار/مارس كما هو وارد في مبادرة سلام طرحها كيري. ورفض عباس التراجع عن هذه المطالب في حديث هاتفي مع كيري مساء الخميس، على ما اعلن مسؤول فلسطيني لفرانس برس. وقال المسؤول الفلسطيني طالبا عدم كشف اسمه ان الرئيس عباس اكد لكيري خلال اتصال هاتفي ليل الخميس الجمعة انه "لا تراجع عن خطوة التوقيع على الاتفاقيات الدولية". ونقل المسؤول ان "كيري أضاف أن اسرائيل تهدد برد فعل قوي ضد الخطوة الفلسطينية"، مشيرا الى ان عباس اكد لكيري ان "مطالبنا ليست كثيرة وتهديدات اسرائيل لم تعد تخيف احدا ولها ان تفعل ما تريد". واوضح مسؤول فلسطيني ان الجانب الفلسطيني يطالب على الاخص بالافراج عن حوالى الف اسير فلسطيني اضافي من بينهم قياديون مهمون، فيما تقترح اسرائيل الافراج عن 400 بعد انتهاء فترة عقوبتهم. وافادت صحيفة هآرتس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون طلبا اعتبارا من الاربعاء من رئيس الادارة العسكرية التي تدير المناطق الفلسطينية الجنرال يواف موردخاي اقتراح سلسلة اجراءات عقابية ضد الفلسطينيين. ونقلت هآرتس عن مسؤول اسرائيلي قوله ان السلطات الاسرائيلية تنوي تجميد الترخيص الممنوح لمشغل الهواتف النقالة الفلسطيني "الوطنية" لتطوير شبكة البنى التحتية في قطاع غزة. كما تعتزم ايضا تقليص انشطة الفلسطينيين في المنطقة ج في الضفة الغربيةالمحتلة حيث هناك مستوطنات وحيث تمارس اسرائيل سيطرة مدنية وعسكرية كاملة بحسب وسائل الاعلام. واضافت ان اسرائيل جاهزة لتجميد نقل الضرائب التي تجمعها اسرائيل لحساب السلطة الفلسطينية. من جانب اخر، وفي خطوة اعتبرها معارضوها اجراء رد ايضا، اعطت وزارة الداخلية الاسرائيلية موافقتها الجمعة ايضا على مشروع بناء متحف للاثار مثير للجدل في حي سلوان الفلسطيني في القدسالشرقيةالمحتلة. وصرح كيري "الطرفان يقولان انهما يريدان مواصلة" المفاوضات، "لكننا لن نبقى جالسين هنا الى ما لا نهاية". وسعت متحدثة باسم الخارجية الاميركية لاحقا الى التخفيف من وطأة هذه الاقوال مؤكدة ان بلادها تبقى "ملتزمة" عملية السلام الجارية. وصرحت ماري هارف "ما زالنا نتفاوض" متابعة "الى ان نتوصل الى نهاية هذه العملية، على كل طرف الا يتكهن ازاء ما سيلي". وتظاهر حوالى 1500 فلسطيني امام سجن عوفر الاسرائيلي قرب رام الله بالضفة الغربية في تحرك نظمته القوى الفلسطينية تضامنا مع عائلات الاسرى الفلسطينيين الذين كان يفترض الافراج عنهم في 29 اذار/مارس. واصيب ثمانية متظاهرين بجروح من طلقات الجنود الاسرائيليين، من بينهم اثنان جروحهم بليغة، بحسب مصادر طبية. وصرحت متحدثة عسكرية اسرائيلية لفرانس برس ان حوالى 200 فلسطيني رشقوا الجنود بالحجارة. وابلغت رئيسة فريق المفاوضين الاسرائيليين تسيبي ليفني الخميس نظيرها الفلسطيني صائب عريقات ان الافراج عن هؤلاء الاسرى قد الغي. وسيعقد الكنيست جلسة عامة الاثنين لبحث ازمة مفاوضات السلام كما افادت صحيفة "اسرائيل هايوم" المؤيدة للحكومة. وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية فان القادة الاسرائيليين لا يستبعدون التمكن من تجاوز العراقيل قبل انتهاء الفترة المحددة للمفاوضات في 29 نيسان/ابريل. واشار مراسلو الدفاع في يديعوت وهآرتز الجمعة الى ان رد عباس على عدم الافراج عن الاسرى كان مدروسا، نظرا الى ان طلبات الانضمام تتعلق فحسب بنصوص لا تشكل خطرا جديا على اسرائيل. ورحبت منظمة العفو الدولية من جهتها بطلبات الانضمام داعية الادارة الفلسطينية بدفعها ابعد بكثير.