قتل انتحاريون اكثر من 50 شخصا في هجمات منسقة فيما يبدو على قوات الامن العراقية ببغداد ومناطق أخرى يوم الاربعاء قبل اقل من أسبوع من انهاء القوات الامريكية عملياتها القتالية رسميا. كما أصابت التفجيرات اكثر من 200 شخص مما يبرز مدى هشاشة أمن العراق وحجم توتر الاوضاع السياسية فيها بعد اكثر من خمسة اشهر من انتخابات لم تسفر عن فائز واضح وهو ما أدى الى عدم تشكيل حكومة جديدة حتى الان. وقال المقدم عزيز الامارة قائد قوة الرد السريع بالشرطة في محافظة واسط انه في مدينة الكوت بجنوب البلاد على بعد 150 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من بغداد قتل انتحاري 26 شرطيا على الاقل وأصاب 87 . وتابع قائلا بالهاتف "الانفجار كان قويا جدا حيث تهدمت اجزاء من المبنى ولازالت لدينا جثث لافراد الشرطة تحت الانقاض." وقالت مصادر بوزارة الداخلية والشرطة ان انتحاريا نفذ هجوما بشاحنة ملغومة استهدف مركزا للشرطة في العاصمة العراقية بغداد يوم الاربعاء مما أسفر عن سقوط 15 قتيلا على الاقل واصابة 56 اخرين. وقال المصدر بوزارة الداخلية ان أجزاء من مركز الشرطة بحي القاهرة في شمال بغداد تهدمت ولحقت أضرار بالغة بمنازل مجاورة. وقال اللواء قاسم الموسوي قائد عمليات بغداد ان الهجوم أسفر عن سقوط اربعة قتلى و35 مصابا. وقال مصدر في وزارة الصحة انه في مدينة كربلاء جنوب غربي بغداد أصيب 29 على الاقل حين انفجرت سيارة ملغومة قرب مركز للشرطة. والعراق في حالة تأهب تحسبا لاي هجمات للمسلحين بعد أن فشلت الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس اذار في أن تسفر عن فائز واضح وتركت البلاد في حالة من عدم التيقن السياسي في الوقت الذي تنهي فيه القوات الامريكية عملياتها القتالية في 31 أغسطس اب. وقال مصدر بالشرطة ان مسلحين في حي العامل ببغداد قتلوا شرطيا واصابوا اخر عند نقطة تفتيش. وفي حي الكاظمية الذي يغلب على سكانه الشيعة انفجرت سيارة ملغومة مما أسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصابة 14 اخرين. وفي بوهريز على بعد نحو 60 كيلومترا شمال شرقي بغداد قالت مصادر بالشرطة ان مسلحين زرعوا قنابل قرب منازل رجال شرطة ورفعوا علم جناح تنظيم القاعدة بالعراق على أحد المباني. وأسفرت هجمات في محافظة ديالى ومحافظة الانبار بغرب البلاد ومدينة كركوك في شمالها عن ارتفاع اجمالي عدد القتلى في الهجمات المنسقة فيما يبدو الى اكثر من 50 . ويبدو أن قوات الامن كانت الهدف الرئيسي. وفي الاسبوع الماضي قتل 57 مجندا وجنديا على الاقل وأصيب 123 في أحد أعنف الهجمات بالعراق هذا العام حين فجر انتحاري نفسه في مركز تجنيد تابع للجيش ببغداد. وقتل اكثر من 4400 جندي امريكي و100 الف مدني عراقي على الاقل في الصراع الطائفي والعمليات العنيفة التي نفذها متشددون والتي بدأت بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 . وتراجع العنف في مجمله في العراق منذ أوج أعمال العنف الطائفية عامي 2006 و2007 ولكن التفجيرات وجرائم القتل ترتكب يوميا مما يشير الى أن المسلحين يسعون لاستغلال الفراغ السياسي الناجم عن عدم توصل التكتلات السياسية بعد لاتفاق بخصوص تشكيل حكومة. من احمد رشيد واسيل كامي (شارك في التغطية وليد ابراهيم في بغداد وعارف محمد في البصرة وفاضل البدراني في الفلوجة)