فيينا (رويترز) - حققت إيران والقوى العالمية "بداية جيدة" خلال محادثات في فيينا في سبيل التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع حول البرنامج النووي الإيراني لكن الجانبين أقرا بأن خطتهما لتحقيق هذا في الشهور المقبلة لن تكون سهلة. وتأمل الحكومات الغربية أن تتوصل بحلول أواخر يوليو تموز الى اتفاق يبدد الشكوك في ان ايران تسعى لامتلاك القدرة على صنع قنبلة نووية وهو هدف تنفيه في حين تريد طهران رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. ومازالت الخلافات كبيرة بشأن كيفية تحقيق هذا رغم أن الجانبين قالا يوم الخميس انهما اتفقا خلال اجتماعات هذا الاسبوع في العاصمة النمساوية على جدول اعمال وجدول زمني للمحادثات. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون للصحفيين "حظينا بثلاثة ايام بناءة جدا حددنا فيها كل القضايا التي نحتاج الى التعامل معها للتوصل الى اتفاق نهائي شامل." واستطردت اشتون التي تتحدث بالنيابة عن الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا تقول "هناك الكثير من العمل. لن يكون الامر سهلا لكننا بدأنا بداية جيدة." واتفق دبلوماسيون كبار من القوى الست -الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا والصين وروسيا - مع وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف واشتون على الاجتماع مجددا في 17 مارس آذار في العاصمة النمساوية أيضا وعقد سلسلة مباحثات قبل انتهاء مهلة يوليو تموز. وتقول طهران ان برنامجها النووي ليست له أهداف عسكرية وأشارت مرارا الى انها ستعارض تفكيك منشآتها النووية في اطار أي اتفاق. وقال ظريف للصحفيين بعد اجتماع فيينا "يمكني ان أؤكد انه لم تتوفر الفرصة ولن تتوفر لأحد لفرض أي شيء على ايران اثناء المحادثات." وحذر مسؤول أمريكي كبير من ان المحادثات ستكون "صعبة" لكن الجانبين ملتزمان بالتوصل الى اتفاق قريبا. وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "هذه العملية ستكون معقدة وصعبة وطويلة. سنأخذ الوقت المطلوب للقيام بها بطريقة صحيحة." واضاف "سنواصل العمل بشكل دؤوب ومركز لنرى إن كان بالامكان انجاز هذه المهمة." وفي اطار العملية ستزور اشتون طهران في التاسع والعاشر من مارس اذار. وأوضح مصدر دبلوماسي أن الجانبين لم يصوغا نصا لاطار العمل المتفق عليه للمفاوضات المقبلة ولا جدول أعمال مفصلا للاجتماعات المقبلة لكنهما اتفقا فقط على عدد كبير من الموضوعات التي سيتم بحثها خلال الشهور المقبلة. والاتفاق على جدول الأعمال خطوة مبكرة إلى الأمام رغم تواضعها في رحلة البحث عن تسوية طال انتظارها للنزاع الذي بدأ قبل نحو عشر سنوات. والتوصل الى اتفاق يمكن أن يجنب خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الاوسط ويعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة ويفتح فرصا كبيرة جديدة للتجارة. وبالنسبة لايران فان انهاء العقوبات التي تفرضها الولاياتالمتحدة والحكومات الاوروبية والامم المتحدة منذ سنوات سيضع حدا لعزلتها الدولية ويعزز اقتصادها المتعثر. وجاءت محادثات فيينا بعد اتفاق مؤقت توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست في نوفمبر تشرين الثاني علقت طهران بموجبه تخصيب اليورانيوم لدرجة عالية حتى أواخر يوليو تموز مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة عليها. وأصبح هذا الاتفاق ممكنا بعد انتخاب الرئيس الإيراني المعتدل نسبيا حسن روحاني خلفا لمحمود أحمدي نجاد. وسيكون مفاعل اراك الإيراني الذي لا يزال تحت الإنشاء وسيعمل بالماء الثقيل وموقع فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض من بين القضايا الشائكة الرئيسية في المحادثات. وقال المسؤول الامريكي الكبير "بدأنا نرى بعض جوانب الاتفاق والمجالات التي يتعين العمل فيها لحل قضايا بالغة الصعوبة." وامتنع المسؤول عن الرد بشكل محدد على تلميحات ايرانية إلى أن البرنامج الصاروخي الايراني ليس مطروحا للمناقشة خلال أي محادثات تتعلق بالتسوية النهائية. وقال المسؤول "كل القضايا التي تهم المجتمع الدولي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني مطروحة على الطاولة." واضاف "ويجب معالجة كل مخاوفنا من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ... لن يتم التوصل إلى اتفاق ما لم نتفق على كل شيء." والبرنامج الصاروخي الايراني محظور بموجب عقوبات مجلس الامن الدولي. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية عن ظريف قوله "لن يتم بحث سوى أنشطة ايران النووية في المحادثات مع (القوى الست) واتفقنا على هذا." وقال المسؤول الامريكي إن وفدا أمريكيا سيزور اسرائيل والسعودية قريبا لبحث المفاوضات مع إيران. وعبرت كل من الدولتين عن قلقها بشأن مؤشرات على إمكانية التقارب بين إيران والغرب. من جاستينا باولاك وفريدريك دال