قتل اكثر من 500 شخص بينهم 85 مدنيا خلال اسبوع من الحرب الدائرة داخل صفوف مقاتلي المعارضة السورية في شمال البلاد الخارج بقسم كبير منه عن سيطرة نظام بشار الاسد منذ اكثر من عام. وعلى الصعيد السياسي، تواجه المعارضة ضغوطا للموافقة على المشاركة في مؤتمر السلام المعروف ب"جنيف 2" والمزمعة انطلاقته في سويسرا ويجمع ممثلين عن النظام والمعارضة للسعي الى حل سياسي للنزاع الدامي المستمر منذ قرابة ثلاث سنوات. وتدور اشتباكات عنيفة منذ اسبوع بين مقاتلي المعارضة وعناصر من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (المعروف اختصارا بتنظيم داعش) ما اسفر عن سقوط نحو 500 قتيل. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن انه "تم توثيق مقتل 482 شخصا منذ فجر يوم الجمعة 3 كانون الثاني/يناير الجاري وحتى منتصف يوم أمس الخميس، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من طرف، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من طرف آخر". واشار المرصد الى ان من بين القتلى "85 مدنيا و240 مقاتلا معارضا و157 عنصرا من الدولة الاسلامية في العراق والشام"، لافتا الى ان الاشتباكات تدور في محافظات حلب (شمال) وإدلب (شمال غرب) والرقة (شمال) وحماه (وسط). كما افاد المرصد عن "إعدام الدولة الإسلامية في العراق والشام لعشرات المواطنين، ومقاتلي الكتائب المقاتلة في معتقلاتها بعدة مناطق ووجود عشرات المقاتلين من الطرفين الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الاشتباكات"، مشيرا الى عدم "التمكن من توثيقهم حتى اللحظة". واحرز مقاتلو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" تقدما الجمعة في المعارك الجارية في الرقة (شمال) فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجومهم في ريفي حلب (شمال ) وادلب (شمال غرب)، حسبما ذكر الجمعة ناشطون. ويقدر تشارلز ليستر الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة عدد مقاتلي داعش في سوريا بما بين ستة وسبعة الاف، وفي العراق بما بين خمسة وستة الاف. وعادت من جديد المظاهرات الاحتجاجية التي كانت تخرج كل يوم جمعة ضد النظام السوري وبدات بها حركة الاحتجاجات في سوريا في اذار/مارس 2011 قبل ان تتحول الى نزاع مسلح. وهتف المتظاهرون الذين خرجوا الجمعة في مدينة بنش في ريف ادلب "سوريا حرة، داعش تطلع برة" رافعين لوحات عليها صور الرئيس السوري بشار الاسد وكتب عليها "بشار الاسد هو عدونا الرئيسي". بموازاة ذلك، واصل الوضع الانساني تدهوره، كما الحال في دمشق حيث توفي 41 لاجئا فلسطينيا بسبب الجوع او نقص العلاج خلال ثلاثة اشهر في مخيم اليرموك المحاصر منذ قرابة عام من جانب الجيش، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ومن بين حالات الوفاة هذه، 24 تعود لاشخاص ماتوا جوعا، والاخرون بسبب نقص الادوية والعناية اللازمة، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية على امتداد سوريا. كذلك اشارت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة الى ان رئيسها بيتر ماورر موجود في دمشق سعيا لتأمين وصول اكبر للمنظمة في البلاد. وقال في بيان ان "انشطتنا اتسعت بشكل كبير العام المنصرم، لكننا نود القيام بالمزيد". ويعقد رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر خلال زيارته التي تستمر ثلاثة ايام مباحثات في دمشق مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة السورية ومع قيادة ومتطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، الشريك الرئيسي للجنة الدولية في البلاد. ويزور ماورر أيضا "الأشخاص الذين يكابدون آثار النزاع للوقوف على الوضع مباشرة". وفي ظل هذه المعارك الدامية، ستحاول 11 دولة تساند المعارضة الضغط عليها لاقناعها بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 من الشهر الجاري في سويسرا لحل الازمة في البلاد. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي دعا الى عقد هذا اللقاء الوزاري في باريس "نعتبر ان (مؤتمر) جنيف 2 ضروري شرط احترام مهمته. ونطلب من الطرفين بذل جهود للمشاركة فيه". ولم يحسم الائتلاف السوري الذي يشهد انقسامات عميقة حول هذه المسألة والذي عقد اجتماعا هذا الاسبوع في اسطنبول، امر المشاركة وارجأ الى 17 كانون الثاني/يناير قراره في هذا الشأن.و حذر ابرز مجموعات المعارضة في المنفى من اجراء اي شكل من اشكال التفاوض مع النظام السوري، وسبق للمجلس الوطني السوري، ابرز مكونات الائتلاف، ان عبر عن رفضه المشاركة في جنيف 2، مطالبا بضمانات حول تنحي الرئيس بشار الاسد. من جهتهم، جدد دبلوماسيون روس خلال لقاء الجمعة في موسكو مع مساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان، تأكيدهم على دعم روسيا للرئيس السوري بشار الاسد في "تصديه للمجموعات الارهابية". وانطلق النزاع المسلح في سوريا بعد ان قام النظام بقمع حركة احتجاجية مناهضة له في اذار/مارس 2011. وقتل منذ اندلاعه اكثر من 130 الف شخص، واجبرت الملايين على الفرار من منازلها.