تستعد اسرائيل لاطلاق سراح 26 اسيرا فلسطينيا مساء اليوم الاثنين في سياق مفاوضات السلام الجارية برعاية الولاياتالمتحدة فيما تنتظر عودة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة لدفع المفاوضات. وسيتم الافراج عن هؤلاء المعتقلين الذين تنتظر اسرهم بفارغ الصبر، من سجن عوفر العسكري بالقرب من القدس قبل نقلهم الى مقر السلطة الفلسطينية في رام الله حيث سيستقبلهم الرئيس محمود عباس. وسينقل 18 من هؤلاء الاسرى المعتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو (1993) وجميعهم تقريبا محكومون بالسجن مدى الحياة لقتل مدنيين وجنود اسرائيليين الى الضفة الغربية وثلاثة الى غزة وخمسة الى القدسالشرقية. وذكرت وسائل الاعلام ان عائلات ضحايا اسرائيليين لهجمات نفذها معتقلون فلسطينيون يفترض ان يتم الافراج عنهم مساء اليوم الاثنين، تستعد للطعن في قرار الافراج عن هؤلاء لدى المحكمة العليا. وحتى الآن، رفضت المحكمة العليا، اعلى هيئة قضائية اسرائيلية، كل طلبات الطعن في الافراج عن معتقلين فلسطينيين. وقال مئير اندور مدير منظمة الماغور الذي تقدم بطلبات الطعن الى المحكمة العليا في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست ان "احد الامور التي كنا نعرفها عندما اعتقلنا هؤلاء كان انهم يجب ان يبقوا في السجن المدة القصوى". واضاف ان "هؤلاء الرجال +قنابل موقوتة+ واينما ذهبوا سيقتلون لان ذلك هو سبب وجودهم". من جهته قال وزير شؤون الاسرى الفلسطينيين عيسى قراقع لوكالة فرانس برس ان الاسرى الذين سيتم اطلاق سراحهم " هم ابطال ومناضلون من جل الحرية، امضوا سنين حياتهم من اجل الحرية والسلام". ورفض قراقع الاتهامات الموجهة من اهالي الضحايا الاسرائيليين، وقال " اسرائيل هي دولة قاتلة، وهذه الاصوات التحريضية ضد اسرانا عليها ان تسكت او ترحل". وكانت الحكومة الاسرائيلية قالت في بيان مساء السبت ان "كل المعتقلين الذين يتم الافراج عنهم ارتكبوا اعمالا قبل اتفاقات اوسلو (1993) وامضوا في السجن بين 19 و28 عاما"، محذرا من ان "كل الذين يستأنفون نشاطاتهم العدائية" سيتم توقيفهم وسيمضون كل مدة العقوبات الصادرة بحقهم. واثار اطلاق سراح معتقلين من القدسالشرقية جدلا اذ اشارت عائلات ضحايا اسرائيليين الى ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تراجع عن وعده بعدم اطلاق سراح اسرى يحملون بطاقة اقامة في القدس تسمح لهم خصوصا بالحصول على الخدمات الاجتماعية الاسرائيلية. واعلنت السبت اسماء الاسرى ال26 الذين يشكلون الدفعة الثالثة من المعتقلين الذين تم الاتفاق على اطلاق سراحهم بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بتدخل اميركي، ما مهد لاستئناف المفاوضات الثنائية بين الطرفين في تموز/يوليو بعد ان كانت توقفت في 2010. وتواصل اذاعات محلية فلسطينية منذ مساء السبت بث اسماء الاسرى ال26، وهم اربعة من مدينة القدس، وثلاثة من غزة، والباقون من مدن مختلفة في الضفة الغربية. والاتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين قضى باطلاق سراح جميع الاسرى الذين تعتقلهم اسرائيل منذ ما قبل توقيع اتفاقية اوسلو بين الحكومة الاسرائيلية ومنظمة التحرير الفلسطينية في العام 1993، والبالغ عددهم 104 معتقلين. ومقابل التزام اسرائيل باطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، تلتزم السلطة الفلسطينية بعدم التوجه للانضمام الى اي منظمة دولية في الاممالمتحدة خاصة بعد قبول فلسطين في الاممالمتحدة بصفة دولة غير كاملة العضوية. ولم تتضمن الدفعات الثلاث ايا من المعتقلين الفلسطينيين من داخل الخط الاخضر البالغ عددهم 14 معتقلا، وهو الامر الذي دفع مسؤولين فلسطينيين الى الاعتقاد بان اسرائيل ابقتهم للدفعة الاخيرة لمساومة الجانب الاميركي على الجاسوس الاسرائيلي جوناثان بولارد المحتجز لدى الولاياتالمتحدة. وقال رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس لوكالة فرانس "ان التقديرات تشير الى ان اشكالية ستواجه اطلاق الدفعة الرابعة والاخيرة". واضاف "اسرائيل من اليوم الاول كانت اعلنت بان اطلاق سراح الاسرى من الضفة الغربيةوغزة سيتم بناء على قرار يصدر عن لجنة وزارية خاصة، لكن الدفعة الرابعة ستخضع لقرار صادر عن الحكومة الاسرائيلية برمتها". ويأتي اطلاق سراح الدفعة الثالثة من الاسرى قبل ايام من وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس الى الشرق الاوسط في عاشر زيارة له الى المنطقة منذ اذار/مارس 2013. وفي موقف تصعيدي وافقت لجنة وزارية اسرائيلية على مشروع قانون ينص على ضم منطقة غور الاردن الى اسرائيل حتى في حال التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وفي رد فلسطيني على هذا التصويت، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن "حكومة بنيامين نتانياهو تواصل تدمير جهود عملية السلام الدولية من خلال تحويل احتلالها إلى ضم للأراضي". واكد ان "حرمان فلسطين من حدودها الدولية الوحيدة مع الأردن يشكل خطوة واضحة في اتجاه نظام حكم دائم للفصل العنصري يتألف من دولة واحدة بنظامين مختلفين". وفي الوقت نفسه، ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي الجمعة ان الحكومة الاسرائيلية ستعلن عن بناء 1400 وحدة سكنية في مستوطنات في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بالتزامن مع الافراج عن الاسرى. وقالت الاذاعة ان 600 من هذه الوحدات السكنية ستبنى في حي رامات شلومو الاستيطاني في القدسالشرقيةالمحتلة بينما ستبنى الوحدات الاخرى في مستوطنات القنا وعمانوئيل وادم وافرات والفي منشي.