شهدت منافسات كرة المضرب في العام 2013 عودة الاسباني رافايل نادال والاميركية سيرينا وليامس بقوة الى القمة، فيما يبدو ان العد التراجعي بدأ بالنسبة الى السويسري روجيه فيدرر. واحرز نادال (27 عاما) 11 لقبا بينها لقبان كبيران في بطولات رولان غاروس الفرنسية (للمرة الثامنة) وفلاشينغ ميدوز الاميركية رافعا رصيده الى 13 في بطولات الغراند سلام الكبرى، واستعاد المركز الاول في التصنيف العالمي. وكانت هذه العودة بعد انقطاع 7 اشهر في الموسم الماضي بسبب اصابات وعمليات في ركبتيه هددت مسيرته، اكثر من ناجحة ففاز في 75 مباراة مقابل 7 هزائم وخاض 14 نهائيا ل17 دورة وبطولة شارك فيها. وقدم نادال اداء راقيا ورائعا منذ بداية العام لم يهتز الا في اواخره وتحديدا خروجه من الدور الاول في ويمبلدون الانكليزية ثم في الصالات المغطاة التي لا تروق له كثيرا. في المقابل، خاض فيدرر (32 عاما) اسوأ موسم له منذ 2001، واعطى انطباعا بان العد العكسي بدأ لافول نجمه وقرب انتهاء مسيرته. وكان حصاد فيدرر، صاحب 17 لقبا كبيرا والذي هيمن على رياضة الكرة الصفراء سنوات عديدة، شحيحا ولم يحرز لاول مرة منذ 12 عاما الا لقبا صغيرا واحدا في دورة هاله الالماينة، وتراجع ترتيبه الى المركز السابع عالميا قبل ان يعود الى السادس في نهاية الموسم وهو الاسوأ ايضا منذ 2002. وكانت ابرز سقطات فيدرر في بطولة ويمبلدون الانكليزية التي شيدت فيها مملكته الاسطورية (7 القاب) حيث خرج على يد الاوكراني سيرغي ستاخوفسكي الذي لم يشكل له اي قلق في السابق. وكرت السبحة مع السويسري، وخرج من ثمن النهائي في بطولة فلاشينغ ميدوز الاميركية على يد الاسباني طومي روبريدو الذي لم يستطع التغلب عليه في اي من المواجهات العشر السابقة بينهما. ويبدو ان التقدم في السن بدأ يرخي بثقله على كاهل فيدرر الذي عانى من مشاكل في الظهر في بداية الموسم، وكانت غلطته في انه استمر في اللعب رغم الالم. ورغم انه انهى الموسم على نقطة تفاؤل في الدورات المقامة في الصالات بعد بلوغه نهائي دورة بال ونصف نهائي دورة باريس-بيرسي وبطولة الماسترز، الا ان الشك يبقى قائما حول قدرته على مقارعة الاعضاء الاخرين في قائمة "الاربعة الكبار" نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش والبريطاني اندي موراي، وعلى اضافة لقب كبير الى سجله. ويحاول فيدرر ازالة هذه الشكوك بحماسة، لكن عامل السن بدأ يفعل فعله فهو يفتقد حاليا الى السرعة في التقدم وتحديد مسار الكرة والى قابلية ردة الفعل في الزمان والمكان الصحيحين او حتى احيانا التحكم بضرباته كما يجب، ولا تكتفي ساعده اليمنى القوية في تعويض كل هذا النقص. وفي اشارة الى عجره، قرر فيدرر منتصف الصيف ان يلعب بمضرب اكبر من المعتاد لكن التجربة فشلت ولم تتحسن الاوضاع. وكان فيدرر تعرض في عام 2011 لاوضاع صعبة مماثلة لفترة امتدت نحو 10اشهر قبل ان يصحو من كبوته وينهي موسم 2012 في القمة واحراز لقب سابع في ويمبلدون قبل ان يخسر نهائي الفردي في اولمبياد لندن على الملعب ذاته امام البريطاني موراي. ولدى السيدات، احرزت سيرينا (32 عاما) كما نادال تماما 11 لقبا بينها لقبا رولان غاروس وفلاشينغ ميدوز واستعادت المركز الاول في التصنيف العالمي، لكنها اضافت اليهما بطولة الماسترز ورفعت رصيدها من الالقاب الكبيرة الى 17 لقبا معادلة رقم فيدرر. وبفوزها في بطولة الماسترز للمرة الرابعة (بعد 2001 و2009 و2012) وهي اللاعبة الاكبر سنا التي تعتلى منصة هذه البطولة، كرست سيرينا نفسها "ملكة" ملاعب الكرة الصفراء لهذا الموسم. وقدمت سيرينا موسما اكثر من رائع اداء ونتيجة (78 فوزا مقابل 5 هزائم)، ولم ياخذ التعب منها مأخذا الا في الايام الاخيرة وتحديدا في بطولة الماسترز بالذات وهي خاتمة الموسم. وحققت سيرينا ارباحا رسمية وصلت الى 12 مليونا و385 الفا و572 دولارا، اي اكبر بنحو 4 ملايين من الرقم القياسي للبيلاروسية فيكتوريا ازارنكا (9ر7 ملايين)، وهو ايضا ثالث اعلى رقم بعد ما حققه الصربي ديوكوفيتش في موسمي 2011 و2012. ومنذ بطولة ويمبلدون عام 2011، لم تخسر سيرينا، صاحبة الارسات المخيفة والضربات الصاعقة الا مرتين في 34 مباراة خاضتها ضد المصنفات الخمس الاوليات. وختمت سيرينا عامها بالقول "كان موسمي طويلا جدا لكن النهاية كانت سعيدة جدا ايضا". لاعبون في ارتفاع شهد العام 2013 مدا وجزرا في تصنيف اللاعبين العشرة الاوائل، لكن الامر مختلف لدى اللاعبات، فباستثناء انجاز سيرينا، يبقى التصنيف لدى هذه الفئة كلاسيكيا ودون تغييرات كبيرة. - الاسباني دافيد فيرر: ارتقى فيرر الى المركز الثالث مستفيدا من غياب البريطاني اندي موراي الذي خضع في ايلول/سبتمبر لعملية في الظهر. وحقق فيرر نتائج مميزة هذا الموسم فبلغ نهائي احدى البطولات الكبرى لاول مرة وخسر امام نادال في نهائي رولان غاروس، اضافة الى تحطيم رقمه القياسي السابق في خوض النهائيات حيث بلغ النهائي هذا العام 9 مرات لكنه لم يحرز الا لقبين فقط. - السويسري ستانيسلاس فافرينكا: خرج فافرينكا من ظل مواطنه فيدرر وعاد الى نادي العشرة الكبار في المركز الثامن وانهى موسمه بالمشاركة في بطولة الماسترز لاول مرة في مسيرته، وبلغ نصف نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز الاميركية لاول مرة ايضا. - الارجنتيني خوان مارتن دل بوترو: عاد دل بوترو بدوره الى الواجهة وانهى موسمه في المركز الخامس عالميا واستعاد مستواه الذي اهله للفوز بالبطولة الاميركية المفتوحة عام 2009. وخاض دل بوترو (25 عاما) 6 نهائيات هذا العام معادلا رقمه القياسي الشخصي اثنان منها في دوارت الالف نقطة حيث خسر في انديان ويلز الاميركية وشنغهاي الصينية، ويبدو انه مستعد لمقارعة رباعي الكبار نادال وديوكوفيتش وموراي وفيدرر في 2014. - الفرنسي ريشار غاسكيه انتقل غاسكيه من المركز العاشر في نهاية الموسم الماضي الى التاسع هذا الموسم ما اتاح له المشاركة في بطولة الماسترز في غياب البريطاني موراي، وذلك للمرة الثانية بعد عام 2007. واحرز غاسكيه هذا الموسم 3 القاب في الدوحة ومونبلييه وموسكو، وحقق هذا الانجاز لاول مرة منذ 2006. لاعبون في ثبات - الصربي نوفاك ديوكوفيتش: بعد ان انهى الموسمين السابقين في المركز الاول عالميا، تراجع ديوكوفيتش الى الثاني في الموسم الحالي. وبعد هزيمته في نصف نهائي رولان غاروس وفي نهائي فلاشينغ ميدوز، صحح ديوكوفيتش المسار في نهاية الموسم فاحرز 4 القاب على التوالي منها بطولة الماسترز واستمر في عدم تلقي اي هزيمة بفوزه في مباراتي الفردي اللتين خاضهما في نهائي كأس ديفيس رغم خسارة منتخب بلاده امام نظيره التشيكي. وعمد اخيرا الى تعزيز الفريق التدريبي المشرف عليه واضاف اليه النجم الالماني السابق بوريس بيكر. - البريطاني اندي موراي: توقف موراي عن المشاركة في المنافسات لشعوره بألم شديد في ظهره بعد تتويجه في ويمبلدون ليكون اول بريطاني يحرز اللقب منذ 77 عاما بعد فريد بيري. وبقي موراي في اعلى مستوى حتى اعلان توقفه، لكن مدة غيابه قد تطول الى ما بعد بطولة استراليا المفتوحة، اولى البطولات الاربع الكبرى اواخر كانون الثاني/يناير 2014. ولدى سؤاله عن هذا الموضوع، قال موراي مؤخرا "لن اشارك فيها الا اذا كنت في اعلى مستوى من اجل الفوز باللقب". لاعبون في هبوط - الفرنسي جو ويلفريد تسونغا: اضافة الى فيدرر الذي يبدو مصمما على العودة بقوة في 2014 وكتابة احد اهم فصول مسيرته من خلال احراز اللقب الكبير رقم 18، تراجع الفرنسي تسونغا الذي يعاني من مشاكل في الركبة اليسرى حالت دون مشاركته في بطولة فلاشينغ ميدوز. وانهى تسونغا الموسم في المركز العاشر عالميا فلم يتأهل الى بطولة الماسترز لمرة ثالثة على التوالي وكانت البطاقة من نصيب السويسري فافرينكا.