عرض الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الجمعة اصدار عفو عن المتظاهرين الذين اوقفوا خلال احتجاجات الاسابيع الاخيرة، وذلك قبل بدء طاولة مستديرة مع المعارضة التي تستعد لنهاية اسبوع جديدة من التعبئة العارمة في كييف. وكانت الناطقة باسم احد قادة المعارضة اعلنت لوكالة فرانس برس ان قادة المعارضة سيشاركون الجمعة في مفاوضات مع الرئيس يانوكوفيتش. وقالت اوكسانا زينوفييفا الناطقة باسم بطل العالم في الملاكمة فيتالي كليتشكو زعيم حزب اودار المعارض "سيذهب الثلاثة الى الطاولة المستديرة". وقالت الرئاسة ان يانوكوفيتش اكد قبل بدء الطاولة المستديرة "ساقترح اصدار عفو. لنفرج عن الذين تم توقيفهم (...) ولننهي هذا النزاع". وفيما دخلت الاحتجاجات الخميس اسبوعها الرابع دعت المعارضة الى تجمع الاحد في الساعة 12,00 (10,00 ت غ) على غرار التجمعات التي شارك فيها في يومي الاحد الاخيرين مئات الالاف في العاصمة الاوكرانية. وصرح فيتالي كليتشكو امام الاف المتظاهرين مساء الاربعاء "على جميع الاوكرانيين النزول الى ميدان (الاستقلال في كييف) للتعبير عن تطلعاتهم الى العيش في بلد اوروبي حديث". واضاف "نرى انهم يحاولون تخويفنا، لكنهم سيفشلون". وتقوم المعارضة بتحركاتها بعد تراجع الرئيس الاوكراني في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر عن توقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي كان يجري الاعداد له طوال ثلاث سنوات، مقابل تعزيز العلاقات مع روسيا. وفيما اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس "بالمصالح الاقتصادية الحقيقية" التي ستنتج عن تقارب بين موسكو وكييف، وعد المفوض الاوروبي لشؤون سياسات الجوار ستيفان فولي بدعم مالي يقدمه الاتحاد الاوروبي "يلبي طموحات اوكرانيا". ورفض فولي طرح ارقام بعد ان طلب رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف الاربعاء من الاتحاد الاوروبي مساعدة بقيمة 20 مليار يورو. واقترح "خارطة طريق" من اجل تطبيق اتفاق "استنادا الى تعهد واضح من اوكرانيا بتوقيع" اتفاق للشراكة. واتسعت رقعة الاحتجاجات غير المسبوقة منذ الثورة البرتقالية التي اوصلت المؤيدين للغرب الى الحكم عام 2004، لا سيما بعد هجوم للشرطة ليل الثلاثاء الاربعاء على ساحة الاستقلال في كييف. واوقفت الشرطة عمليتها امام تدفق الاف المتظاهرين لكنها تعرضت لانتقادات كثيفة من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي تحدثت عن امكانية فرض عقوبات. وادت حملة الشرطة الى اصابة حوالى 30 بجروح بحسب المعارضة. صباح الجمعة تجمع حوالى الفي شخص في الساحة التي باتت رمزا للحركة، اضافة الى مئات تحدوا الصقيع منذ مطلع الاسبوع. وصرح يوري كيريلنكو (33 عاما) الذي يحرس امام احدى الخيم المنصوبة على الاسفلت "الناس ياتون باعداد متزايدة، لا نعلم اين نضعهم". واضاف "سندافع عن افكارنا" متوقعا مشاركة "ربما مليونين او ثلاثة ملايين شخص الاحد". منذ هجوم قوات مكافحة الشغب قام المتظاهرون بتعزيز مواقع اعتصامهم في الميدان بالسواتر الترابية والاسلاك الشائكة، وبات المكان يشبه معسكرا محصنا. كما نصبوا خيما اضافية وسعوا الى توسيع اعتصامهم الى جادة خريشتشاتيك التي تصب في الميدان. وصرح النائب المعارض اندري باروبي "لم يعد هناك مكان كاف في الميدان". وتتهم المعارضة يانوكوفيتش بالسعي الى "بيع" اوكرانيا الى روسيا. وتؤكد انه قد يبادر في 17 كانون الاول/ديسمبر في اثناء زيارة الى موسكو الى الانضمام الى اتحاد جمركي بين روسيا والجمهوريات السوفياتية السابقة. ويلتقي وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الاثنين في بروكسل وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون لبحث المسألة الاوكرانية. واكد بوتين الخميس ان باب الاتحاد الجمركي مفتوح لاوكرانيا وان مشروع التكامل هذا افضل لكييف. وقال بوتين "نحن لا نفرض شيئا على احد لكن اذا رغب اصدقاؤنا في ذلك فاننا مستعدون لمواصلة العمل سويا" حول مشاركة اوكرانيا في الاتحاد الجمركي.