اغلق مناصرو المعارضة في بنغلادش طرقات الثلاثاء احتجاجا على اعلان موعد للانتخابات التشريعية في 5 كانون الثاني/يناير ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص واغرق البلاد في اضطرابات جديدة. ودعا الحزب القومي البنغلادشي وحلفاؤه الاسلاميون مساء الاثنين الى اغلاق طرقات يستمر 48 ساعة من اجل المطالبة بتعليق اجراء الانتخابات العامة في 5 كانون الثاني/يناير. وطالب الحزب القومي مجددا باستقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد لصالح حكومة لتصريف الاعمال تشرف على الانتخابات، لكن رئيسة الحكومة رفضت هذا الطلب. واعلن رئيس اللجنة الانتخابية ان الانتخابات باقية في موعدها داعيا الاطراف الى المشاركة في انتخابات البرلمان الذي يعد 300 مقعد. ونزل المتظاهرون المعارضون الى الشوارع على الفور بعد الاعلان واندلعت الثلاثاء اشتباكات مع الشرطة التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وفي بعض الاحيان الرصاص الحي. وقال عبد الخير مسؤول الشرطة في اقليم كوميلا (شرق) لوكالة فرانس برس "لقد اطلقنا النيران على حوالى 500 متظاهر هاجمونا بالاسلحة والقنابل الصغيرة". وقتل شخصان في كوميلا احدهما متظاهر في انفجار قنبلة ليلا كما اعلنت الشرطة. وتعرض مسؤول في الحزب الحاكم للضرب حتى الموت في اقليم ساتكيرا جنوب البلاد من قبل مناصري الجماعة الاسلامية، اكبر حزب اسلامي وحليف اساسي للمعارضة. واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط على مئات المتظاهرين الذين اجتاحوا شوارع راج شاهي وخولنا (غرب) مما ادى الى سقوط ما لا يقل عن ثلاثين جريحا بحسب محطة التلفزيون تشانيل 24. وافادت الشرطة ان متظاهرا لقى حتفه غرقا في سيراج غانج (شمال) لدى محاولته الهرب من الغاز المسيل للدموع، فيما اكدت شبكة اي تي ان نيوز من جهتها انه قتل بعد اصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع. وقال ضابط في الشرطة المحلية يدعى مختار حسين "انه توفي اثناء نقله الى المستشفى". من جهة اخرى اصيبت حركة القطارات بالشلل مع قيام مئات المتظاهرين باخراج عربات عن سكتها واضرام النيران فيها كما اعلن مدير خطوط السكك الحديد في بنغلادش سيد زاهور حسين لوكالة فرانس برس. وقال "حصل 60 حادثا على الاقل بينها احراق قطارات او اخراجها عن سكتها او مهاجمتها برشق الحجارة او اغلاق طريقها". وانحرف قطار عن سكته في غوريبور على بعد مئة كلم من العاصمة دكا وتشتبه الشرطة بقيام متظاهرين باخراج عربات القطار عن سكتها. وقال قائد شرطة ميمنسينغ موينول حق لوكالة فرانس برس انه "لم يصب احد باذى لكن حركة النقل على سكك الحديد توقفت بين دكا وميمنسينغ. كما توقف خط القطار بين دكا ومدينة شيتاغونغ الساحلية مساء الاثنين بعد ان انتزع متظاهرون بعض سكك الحديد واخرجوا عربات قطار عن سكتها وحاولوا ايضا اضرام النار باحد جسور سكك الحديد قرب مدينة امامباري (شرق). وفي دكا انتشرت الشرطة والقوات شبه العسكرية لتشديد الطوق الامني على المدينة كما قال المتحدث باسم الشرطة لفرانس برس. وتوقفت حركة نقل الباصات بين المناطق تحسبا لاي اعمال عنف مما تسبب باحتجاز الاف الاشخاص. وقبل الاعلان عن موعد الانتخابات حذر الناطق باسم الحزب القومي من ان المعارضة "ستشل البلاد" باضرابات وطنية وحصارات للمدن الكبرى حتى الاستجابة لمطالبها. وجاء اعلان موعد الانتخابات بعد اسابيع من التظاهرات التي نظمها الحزب القومي وحلفاؤه لتكليف حكومة محايدة السلطة. وقتل اكثر من 30 شخصا واصيب المئات في تلك المواجهات. ورفضت حسينة الدعوات للاستقالة وشكلت حكومة متعددة الاحزاب الاسبوع الماضي تضم حلفائها. وطلبت من الحزب القومي الانضمام الى الحكومة لكنه رفض. وفيما كانت الانتخابات في السابق تجري في ظل حكومات انتقالية غير محازبة، الغت حسينة هذا الاتفاق في 2011. وقالت ان النظام مهد الطريق امام الجيش للاستيلاء على السلطة في البلاد التي شهدت 19 انقلابا على الاقل منذ 1975. وشكك محلل في ان تجري الانتخابات في موعدها نظرا لمقاطعة الحزب القومي الذي يتصدر استطلاعات الرأي. وقال اتور رحمن "لا اعتقد ان الانتخابات ستجري في 5 كانون الثاني/يناير. يجب تغيير الموعد من اجل اشراك المعارضة الاساسية لكي تحظى الانتخابات بمصداقية". وتشهد بنغلادش عنفا سياسيا منذ ان نالت استقلالها عن باكستان في 1971 بعد حرب انفصال دموية.