ذكر مسؤولون الاثنين ان مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس ستلتقي الرئيس الافغاني حميد كرزاي في كابول، في حين تضغط واشنطن على افغانستان للموافقة بسرعة على اتفاق يتيح لقسم من القوات الاميركية بالبقاء في افغانستان بعد العام 2014. ولم يفصح كرزاي عن موعد توقيعه على الاتفاق رغم موافقة مجلس اللويا جيرغا (المجلس التقليدي الافغاني) المؤلف من 2500 عضو، الاحد على الاتفاق الامني بعد اربعة ايام من الاجتماع، داعيا كرزاي الى التوقيع عليه بسرعة. وفي افتتاحه لقاء المجلس الخميس في كابول، اثار كرزاي غضب واشنطن عندما قال انه يرغب في تاجيل التوقيع على الاتفاق الى ما بعد اجراء الانتخابات الرئاسية بنجاح في نيسان/ابريل. ويسمح الاتفاق الامني الثنائي لعدد من القوات الاميركية بالبقاء في افغانستان بعد انسحاب معظم قوات الحلف الاطلسي وعددها 75 الف جندي من البلد المضطرب بنهاية 2014. ويقول مؤيدو الاتفاق انه مهم لفترة ما بعد 2014 لان القوات الافغانية لا تزال ضعيفة رغم 12 عاما من الحرب ضد مقاتلي طالبان. ولم يعلن عن جولة رايس في افغانستان التي بدأت السبت الا اليوم الاثنين، وكان "مخططا لها منذ فترة"، بحسب مسؤول. الا ان الاجتماع مع كرزاي اضيف الى جولة رايس بناء على طلبه، بحسب ما افاد الناطق باسم مجلس الامن القومي باتريك فينتريل لوكالة فرانس برس. وذكرت السفارة الاميركية في كابول ان الاجتماع يمكن ان يجري ليل الاثنين. وقال كرزاي الاحد انه "سيواصل المساومة" على الاتفاق الامني الذي اكتملت صياغته في الوقت المحدد لعرضه على مجلس اللويا جيرغا بعد اشهر من المفاوضات الصعبة مع واشنطن. ولم يوضح كرزاي متى سيوقع على الاتفاق، وفرض شروطا جديدة من بينها "التعاون" الاميركي في جهود احلال السلام مع طالبان. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان موافقة اللويا جيرغا تعد "تاكيداً حاسما من الشعب الافغاني نفسه على التزامه بالشراكة الطويلة مع الولاياتالمتحدة". واضاف انه "من المهم الاشارة الى ان اللويا جيرغا دعا كذلك الى التوقيع على الاتفاق الامني الثنائي قبل نهاية العام". ودانت حركة طالبان مصادقة المجلس على الاتفاق. وكانت قد هددت باستهداف اعضاء المجلس في حال وافقوا عليه. وقالت الحركة في بيان ان "اتفاق العبودية غير القانوني وغير المهم مع اميركا لن يفيد الغزاة الاميركيين او العبيد الاجراميين". وبعد اربعة ايام من المناقشات التي جرت في ظل اجراءات امنية مشددة، قال اعضاء المجلس الراغبين في التوصل الى اتفاق مع واشنطن، الشريك المالي والعسكري الرئيس لافغانستان، في بيانهم الختامي ان على كرزاي التوقيع على الاتفاق قبل نهاية 2013. وبدا كرزاي كذلك متشددا في موقفه من الغارات التي يشنها الجيش الاميركي على المنازل، وهي قضية حساسة هددت بعرقلة الاتفاق الاسبوع الماضي. وقال "اذا دخلت القوات الاميركية الى منازل الافغان مرة اخرى، فلن يكون هناك اتفاق". وقبل ايام من انعقاد مجلس اللويا جيرغا، قال المتحدث باسم كرزاي ان كابولوواشنطن اتفقتا على السماح بالغارات الاميركية، ولكن "في ظروف استثنائية فقط" تكون فيها حياة القوات الاميركية في خطر. وقالت كيت كلارك المحللة البارزة في شبكة المحللين للشؤون الافغانية ان كرزاي ربما يكون قلق حقا بشان ما يمكن ان يحدث بعد حصول الاميركيين على الاتفاق الامني. واضافت على موقع الشبكة "كما قال كرزاي في اليوم الاول من اجتماع الجيرغا، لا توجد ثقة متبادلة بينه (وبين الاميركيين). وهو لا يصدق تطميناتهم". وتابعت "انه يرغب في التمسك ببعض الاوراق، لانه يعتقد ان هذه هي الطريقة الوحيدة لاجبار الولاياتالمتحدة على عدم الاعتداء على سيادة افغانستان". ويتعين الحصول على موافقة البرلمان الافغاني على الاتفاق قبل سريانه. الا ان السؤال حول موعد توقيعه القى بظلاله على المناقشات حول محتواه والتي جرت في الايام القليلة الماضية. وحذرت الخارجية الاميركية من ان الاخفاق في التوقيع العاجل على الاتفاق يمكن ان يعيق وصول مليارات الدولارات من المساعدات للبلد المضطرب. وقال البيت الابيض انه يحتاج الى قرار سريع للبدء في التخطيط لتحركات الجيش الاميركي، محذرا من ان اوباما لم يقرر بعد ما اذا كان سيبقي اي قوات اميركية في افغانستان بعد 2014. واظهرت مسودة نص للاتفاق نشرتها كابول الاسبوع الماضي ان كرزاي اذعن للمطلب الاميركي باعفاء الجنود الاميركيين المتبقين في البلاد من المثول امام المحاكم الافغانية في حال ادانتهم بجرائم. وستشمل زيارة رايس الى افغانستان، الاولى التي تقوم بها الى الخارج منذ توليها منصب مستشار الامن القومي، لقاءات مع الجنود الاميركيين وخبراء التنمية ودبلوماسيين.