أكد رجل بريطاني لبي بي سي أنه يقاتل في سوريا ضمن جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة. وقال افتخار جامان البالغ من العمر 23 عاما من منطقة ساوثسي بمقاطعة هامبشير لبرنامج نيوز نايت إن الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) تقوم بالجهاد لتأسيس دولة تستند إلى قوانين الشريعة الإسلامية. وأضاف أن ذلك من واجبه الشرعي لأن المسلمين يُذبحون . ويعتقد أن جامان، الذي تتحدر عائلته أصلا من بنغلاديش، قد غادر بريطانيا في ربيع هذا العام. وليس واضحا أين مكان جامان بالضبط داخل سوريا، إلا أن برنامج نيوز نايت تمكن من الحديث معه عبر اتصال فيديوي عبر الإنترنت بمساعدة من أخيه المقيم في بريطانيا. وقال جامان أنا من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وتلك هي الجماعة التي أنتمي إليها. نحن نحاول تطبيق قانون الرب، شريعة الله . وأضاف هذا واجب شرعي عليّ ... فكل هؤلاء الناس يعانون. والمسلمون يتعرضون للذبح . وقال شقيقه ويدعى مستقيم إن عائلته تفهمت أسباب جامان في اختياره الجهاد، أو كفاحه لتأسيس دولة الخلافة، الدولة المعتمدة على الشريعة، والقوانين الإسلامية في سوريا. وأضاف مستقيم إذا قتل في سبيل قضيته، فلن يكون موته هدرا، أليس كذلك ؟ إنه يقوم بعمل خير . ويشير مستقيم إلى أنه تابع كيف أصبح أخاه متشددا خلال فترة طويلة من الزمن. وقال مستقيم كان يحاول باستمرار ممارسة الشعائر (الإسلامية) بطريقة أكثر صرامة وشدة ، وكان يحاول دائما أن يكون صارما (في التزامه) قدرما يستطيع، أراد أن يكون المسلم الأفضل . ويظهر رابط وضعه جامان على موقع تويتر قبل مغادرته إلى سوريا أنه كان مهتما بأفكار وتعاليم الشيخ أنور العوالقي، الذي قتل في اليمن في عام 2011، التي تشجع أتباعه على مهاجمة الأهداف الغربية. وواصل جامان وضع تغريداته على الموقع من سوريا، وله أكثر من ألفي متابع على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. وفي إحدى إشارته الأخيرة على الموقع يوضح جامان كيف أنه لبى نداء المظلومين . ويقول جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية أم آي 5 إن عدد المقاتلين المقاتلين البريطانيين في سوريا بضع مئات ، وعبرّ الجهاز عن مخاوفه من احتمال عودة هؤلاء إلى بريطانيا حيث سيشكلون تهديدا أمنيا. بيد أن جامان قال لبرنامج نيوز نايت إنه لا يشكل أي خطر على بريطانيا، لأنه ليست لديه خطط للعودة إلى بلاده. ورفض الإجابة على سؤال هل يعتقد إنه يجب حكم بريطانيا على وفق الشريعة الإسلامية، لكنه اكتفى بالقول إن الإسلام أفضل دين للبشرية . وفي مايو/أيار تمكن مسلحو (داعش) من السيطرة على مدينة الرقة السورية، وعمدوا نصرهم بقتل ثلاثة أشخاص أمام الناس وصفوهم بأنهم من العلويين، أي من الطائفة ذاتها التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. ومنذ ذلك التاريخ، يقول ناشطون فروا من المدينة، إن المعارضين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام تعرضوا للضرب، ومنع بيع الكحول وأجبرت النساء على ارتداء الحجاب والملابس الاسلامية. بينما يقول مستقيم إن داعش ليست منظمة متطرفة. ويضيف الإرهابيون لا يفتحون مدارس وأماكن لتعليم الأطفال، ولا يقدمون معونات للاطفال والعوائل . بيد أن شيراز ماهر من المركز الدولي لدراسة التطرف، التابع لجامعة كنغ كوليج في لندن، يقول إن خدمات الرعاية التي تقدمها داعش هي مجرد جزء من القصة. وأضاف متحدثا لنيوز نايت إن داعش جماعة متطرفة، وجزء من تنظيم القاعدة... والقاعدة تدرك أنها بحاجة لتقديم خدمات رعاية اجتماعية، وأنها بحاجة إلى الوصول إلى الناس . وأكمل ماهر أنهم على الأرض في سوريا يوزعون الطعام، ويتأكدون من وصول الكهرباء إلى الناس لينعموا بالدف ليلا في بيوتهم، ويطمئنون على أن الناس يتوفرون على الحماية والغذاء بشكل جيد . ويوضح ماهر وهذا شيء جديد يقومون بارتياده أو بالأحرى يستثمرون فيه بشكل جيد على الأرض في سوريا حاليا . وكان أندرو باركر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية أم آي 5 قال في جلسة استماع برلمانية في وقت سابق هذا الشهر إن النزاع السوري قد اجتذب متعاطفين مع القاعدة من بريطانيا. وقال باركر أمام لجنة الأمن والاستخبارات في لندن لقد أصبحت سوريا مكانا جاذبا لأن يذهب اليها أناس لهذا السبب هؤلاء الذين يدعمون أو يتعاطفون مع رسائل القاعدة الأديولوجية ، مضيفا أن تفاعلهم مع الجماعات المسلحة في الخارج شكل مصدرا مهما لتدفق التهديد الذي تواجهه بريطانيا.