استغاث الناجون من إعصار هايان المدمر في الفلبين طلبا للنجدة وأخذوا يبحثون في كل مكان عن الماء والغذاء والدواء بوسط البلاد بعد أربعة أيام من وفاة ما يقدر بعشرة آلاف شخص جراء الإعصار. ويعتقد أن آلاف الأشخاص فُقدوا تحت أنقاض البلدات والقرى في الفلبين التي ضربها الإعصار يوم الجمعة. وقالت منظمة كير للخدمات الإنسانية إنه حتى الساعات الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) كانت هناك بعض المناطق التي لم يصل إليها عمال الإغاثة. وقالت ساندرا بولنج مسؤولة اتصالات الطوارئ الدولية بمنظمة كير على مدونتها يوم الاثنين "بات الناس يشعرون باليأس الشديد. جاء بعض المسؤولين واكتفوا بإبلاغنا أن هناك أعمال نهب في المنطقة والناس يحاولون الحصول على الأرز لأسرهم." وكتبت بولنج هذه التعليقات من بلدة جارو الصغيرة الواقعة على الطريق المؤدي إلى مدينة تاكلوبان في إقليم ليتي والتي كانت أكثر المناطق تضررا من الإعصار. وتعكف جماعات ومؤسسات إغاثة في الولاياتالمتحدة على تقديم المساعدة. وقال مسؤولون إن بعض القوات الإضافية من الجيش الأمريكي وصلت إلى الفلبين يوم الاثنين لتعزيز جهود الإغاثة فيما نقلت طائرات شحن عسكرية أمريكية إمدادات من الغذاء والدواء والماء إلى الضحايا. وأعلن الرئيس الفلبيني بنينو اكينو حالة الكارثة الوطنية ونشر مئات الجنود في تاكلوبان لمواجهة أعمال النهب. وبدت حكومة تاكلوبان في حالة ارتباك مع انشغال مسؤولي المدينة والعاملين بالمستشفيات بإنقاذ أسرهم والحصول على الطعام. وزادت العقبات التي تعيق عمليات الإنقاذ بسبب الدمار الذي لحق بالطرق والمطارات والجسور أو تكدس الحطام عليها جراء الإعصار الذي وصلت سرعة الرياح المصاحبة له إلى 314 كيلومترا في الساعة. وتناثرت في شوارع تاكلوبان جثث متعفنة ومنتفخة وأخذ المارة يغطون أنوفهم تجنبا لاستنشاق الرائحة الكريهة المنبعثة منها. وقالت الأممالمتحدة إن مسؤولين محليين في المدينة كشفوا عن مقبرة جماعية حوت ما بين 300 و500 جثة. وقال مسؤولون إن الإعصار هايان دمر بلدة باسي الساحلية في إقليم سامار على مسافة نحو عشرة كيلومترات من تاكلوبان حيث لقي عشرة آلاف شخص على الأقل حتفهم. وقال حاكم إقليم سامار إن حوالي ألفي شخص فقدوا في باسي. وغادر الإعصار هايان الفلبين وضعفت قوته فوق شمال فيتنام متجها نحو جنوبالصين ولكن مكتب الأرصاد تنبأ بالمزيد من الأحوال الجوية السيئة بسبب منخفض جوي يتوقع أن يتسبب في هطول أمطار غزيرة على وسط وجنوبالفلبين يوم الثلاثاء. وتشير التقديرات إلى أن هايان - أحد أقوى الأعاصير المسجلة على الإطلاق - دمر ما بين 70 و80 بالمئة تقريبا من البنايات في طريقه. وذكر أكينو أن 21 دولة تعهدت بإرسال مساعدات إغاثة. وتعهد مؤتمر الأساقفة في إيطاليا بتقديم مساعدات إغاثة قيمتها ثلاثة ملايين يورو بالإضافة إلى 150 ألف دولار أرسلها البابا فرنسيس و100 ألف يورو من مؤسسة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية. ومن المرجح أن ترتفع الحصيلة الرسمية للقتلى سريعا فور وصول عمال الإنقاذ إلى المناطق الساحلية النائية مثل بلدة جويوان في شرق إقليم سامار التي يقطنها 40 ألف نسمة والتي دمر معظمها. (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)