نظمت مسيرات مناهضة للولايات المتحدة الاثنين في مختلف أنحاء إيران في الذكرى السنوية ال 34 لاحتلال السفارة الامريكية في طهران، وهي الأولى منذ انتخاب الرئيس الايراني حسن روحاني الذي ينادي بنهج أكثر اعتدالا تجاه واشنطن بعد سنوات من العداء الصريح. وعلى الرغم من ذلك، فإن مظاهرات الاثنين لم يسبق لها مثيل في حجمها ونطاقها - وليس من دون سبب وجيه. وحثت وسائل الدعاية الايرانية على ضرورة حشد أكبر عدد ممكن من المشاركين في هذه التظاهرة. وتأتي الذكرى السنوية لاحتلال السفارة الامريكية عقب محادثات نووية تجريها إيران مع حلفاء الولاياتالمتحدة. وناشد المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي لأنصاره قبل يوم من بدء هذه المسيرات على عدم تقويض المفاوضين الايرانيين، في حين انه سمح للجمهور الحاضر بإطلاق هتافات الموت لأمريكا بشراسة. وحرصت الجهة المنظمة للمسيرات والخطباء على الحفاظ على التوازن بين شعارهم الموت لامريكا ، ودعم الجهود الدبلوماسية في المفاوضات. ولا تعتبر سياسة المشي على حبل مشدود أمر يحبذه الرئيس روحاني الذي انتخب على وعد الشروع في اتباع نهج مختلف في سياسته الخارجية، ويعتبر معتدلا نسبيا. ونظراً لافتقار التأييد الشعبي لمسألة المحادثات مع الولاياتالمتحدة ، فإن منتقدي الرئيس روحاني من المتشددين يبذلون قصارى جهدههم لتعزيز الشك والارتياب من مثل هذه المحادثات. ويعمل المتشددون على وضع لافتات كبيرة مناهضة للولايات المتحدة في عاصمة البلاد،إلا انهم اضطروا لنزعها بعدما عبر مسؤولون حكوميون عن استيائهم منها. وشكر روحاني المرشد الأعلى آية الله خامنئي على موقفه الحازم من المتشددين رغم أن خامنئي يعلن في أكثر من مناسبه وأمام جمهوره بأنه متشائم حول نتائج المحادثات مع الولاياتالمتحدة . ونشر موقع على الانترنت تصريحات روحاني لبعض نوابه أكد فيه أنه غير متفائل بشأن المحادثات النووية -وتم إزالة هذه المعلومة من الموقع بعد ساعات قليلة. يذكر أن خامنئي كان غاضبا في الفترة الأخيرة من تصريحات الملياردير الأمريكي شيلدون اديلسون - وهو مؤيد قوي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي قال إن إسقاط قنبلة ذرية في وسط الصحراء الايرانية ضمان حصولهم على الرسالة . ونادى خامنئي حينها بضرورة العمل على كسر فمه . وهاتف روحاني نظيره الأمريكي خلال الزيارة التي قام بها إلى الاممالمتحدة في ايلول (سبتمبر)، الأمر الذي أسعد العديد من الايرانيين الذين شعروا بقرب تخفيف العقوبات وتحسين العلاقات مع الغرب. ومنذ ذلك الحين، تعالت الأصوات الناقدة من المتشددين، بدءا من تحفظهم عن اعطاء رأيهم بما يجري أو بتوجيه انتقاد صريح لنهج الحكومة المعتدلة. وقال أحمد خاتمي أحد المتشددين الاسلاميين الايرانيين اننا سوف تبقي نردد شعار الموت لأمريكا خلال مشاركتنا في المفاوضات . أبرزت الأجندة السياسية الايرانية تضاربها في نهجها بين بناء الثقة في الحكومة وشعاراتها التقليدية المناهضة للولايات المتحدةالامريكية وذلك خلال فعاليات احياء الذكرى السنوية ال 34 لاحتلال السفارة الامريكية في ايران. ولدى القادة الإيرانيين سبب للتشكك في المحادثات التي تجري مع الولاياتالمتحدة، لاسيما الذكرى المريرة من خطاب الرئيس الامريكي السابق عن محور الشر ، كما أن كلامه عن مساعدة إيران في إسقاط طالبان في أفغانستان لا تزال حية، ويحرص المتشددون على استحضار هذه الحادثة لإظهار عدم الثقة في الولاياتالمتحدة. وقال البيان الختامي الصادر عن منظمي مسيرة الاثنين إن: رفع العقوبات المفروضة على إيران هو الحد الأدنى من مطلبنا من قادة الولاياتالمتحدة إذا أريد أن يكون هناك أي بناء للثقة . وكان سعيد جليلي الذي يعتبر كبير المفاوضين النوويين الايراني السابق المتشدد هو المتحدث الرئيسي في الاحتفال الذي اقيم في العاصمة.