مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لعقد مؤتمر جنيف 2 لايجاد حل للنزاع في سوريا، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية الاربعاء التحقق من 11 موقعا كيميائيا في هذا البلد وتدمير "تجهيزات اساسية" في ستة مواقع، وسط استمرار المعارك العنيفة في اكثر من منطقة واعلان سيطرة القوات السورية على بلدة في ريف دمشق. فقد اعلنت المنظمة المكلفة الاشراف على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية الاربعاء انها تحققت من احد عشر موقعا واردا على اللائحة التي قدمتها سوريا ودمرت تجهيزات انتاجية في ستة مواقع. واوضحت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في بيان ان "فريق بعثة المنظمة انهى الان انشطة التحقق من 11 موقعا في الاجمال من اصل المواقع التي حددت على اللائحة التي سلمتها سوريا"، مشيرة الى تدمير "تجهيزات اساسية" في ستة مواقع. من جهتها استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على بلدة في ريف دمشق، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) اليوم الاربعاء. ونقلت سانا عن مصدر عسكري سوري قوله ان "وحدات من جيشنا الباسل قضت على آخر تجمعات الارهابيين في بلدة البويضة في ريف دمشق، واعادت اليها الامن والاستقرار". وكان انفجار في جنوب سوريا ادى الاربعاء الى مقتل 21 شخصا في اخر هجوم يستهدف المدنيين فيما حثت واشنطن المعارضة السورية على المشاركة في مؤتمر جنيف-2 حول السلام في البلاد. وتتكثف الجهود الدبلوماسية من اجل عقد المؤتمر لاجراء مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر لكن قرار المجلس الوطني السوري، اكبر فصيل في المعارضة، مقاطعته وجه ضربة قوية لصدقية هذه المفاوضات التي دعا اليها الاميركيون والروس. واعلنت مجموعات مقاتلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في جنوب البلاد سحب الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، متهمة هذا التنظيم الابرز في المعارضة والمدعوم من الغرب "بالفشل"، وذلك في شريط مصور بث اليوم الاربعاء. وتأتي الخطوة التي اجتمعت فيها نحو 70 مجموعة مقاتلة، بعد قيام 13 مجموعة مقاتلة في شمال البلاد بخطوة مماثلة نهاية ايلول/سبتمبر، ودعت فيها الى تأليف تشكيل اسلامي يضم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. ويواجه الائتلاف المعارض المدعوم من الدول الغربية، سلسلة من الخلافات بين مكوناته. كما ينتقد المقاتلون المعارضون والناشطون على الارض عدم قدرة الائتلاف على تزويد المقاتلين بالسلاح النوعي الذي يحتاجون اليه لمواجهة القوة النارية لقوات نظام الرئيس بشار الاسد، اضافة الى نقص المساعدات الانسانية للمناطق الواقعة تحت الحصار. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان 21 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال قتلوا في وقت مبكر صباح الاربعاء في انفجار قوي وقع في محافظة درعا جنوب سوريا. وقال المرصد "استشهد 21 مواطنا من منطقة نوى بينهم اربعة اطفال وست سيدات جراء انفجار لدى مرورهم بسيارة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات النظامية وتحاصره الكتائب المقاتلة". واضاف "اتهم نشطاء من المنطقة القوات النظامية بزرع لغم انفجر لدى مرور السيارة". وتعتبر درعا مهد الانتفاضة التي اندلعت ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في اذار/مارس 2011. وهذا الهجوم الذي استهدف المدنيين ياتي فيما حثت الولاياتالمتحدة الثلاثاء المجلس الوطني السوري المعارض على التخلي عن قراره بعدم المشاركة في مؤتمر السلام في سوريا المقرر منتصف تشرين الثاني/نوفمبر مؤكدة على اهمية مشاركته. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي "شهدت هذه العملية الكثير من التقلبات. وهذا الامر ليس مفاجئا نظرا الى الوضع الصعب على لارض". واضافت خلال لقاء مع الصحافيين "لكننا نواصل حث المعارضة (السورية) على ان تتمثل في مؤتمر" جنيف-2. وكان رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا قال انه لا يمكن اجراء مفاوضات في ظل معاناة الشعب السوري على الارض. لكن المتحدثة باسم الخارجية الاميركية اشارت الى ان مشاركة المعارضة في مفاوضات السلام امر "اساسي ومهم" مذكرة بان "الخيار والوحيد لوضع حد للحرب الاهلية هو حل سياسي". وكان من المفترض عقد مؤتمر جنيف-2 في بادىء الامر في ايار/مايو لكنه ارجىء عدة مرات بسبب الخلافات الداخلية في صفوف المعارضة وحول الدول الذي يجب ان تتمثل فيه. وفي مناطق اخرى في سوريا جرت مواجهات بين مقاتلين اكراد واخرين اسلاميين متطرفين في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان "دارت اشتباكات منذ ليل أمس، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة، في محيط قرية تل علو غمر وتل علو كبير، بريف ناحية جل آغا +الجوادية+، حيث استمرت الاشتباكات" حتى صباح الاربعاء. وكان قتل 41 مسلحا على الاقل في اشتباكات دارت الثلاثاء بين مقاتلين اسلاميين متطرفين وأكراد في شمال شرق سوريا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الاربعاء. واضاف المرصد انه في محافظة دمشق تعرضت "مناطق في احياء برزة والقاون وجوبر لقصف من قبل القوات النظامية مما ادى لسقوط جرحى". وقال انه في محافظة ادلب "قصف الطيران المروحي مناطق في بلدة البشيرية بالبراميل المتفجرة مما ادى لسقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل". واضاف المرصد انه في محافظة ريف دمشق "تعرضت مناطق في مدينة معضمية الشام وبلدة سقبا لقصف من قبل القوات النظامية وانباء عن شهداء وسقوط جرحى". وقتل اكثر من 115 الف شخص منذ بدء النزاع بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بينهم 41533 مدنيا. من جهة اخرى، طلب حوالى 50 الف سوري مسيحي الجنسية الروسية كحماية من العنف الذي يرتكبه مقاتلو المعارضة في سوريا "المدعومون من الغرب" حسب ما اعلنت الاربعاء وزارة الخارجية الروسية في بيان. وكتب هؤلاء المسيحيون السوريون من سكان منطقة القلمون على بعد 90 كلم شمال دمشق في رسالة سلمت للوزارة عبر "قنوات دبلوماسية" بحسب البيان "هدف الارهابيين المدعومين من الغرب هو الغاء وجودنا هنا بافظع الوسائل بما في ذلك القتل الوحشي للمدنيين".