يانجون (رويترز) - قالت الشرطة في ميانمار إن قوات الأمن هرعت لاحتواء العنف الدموي في ولاية راخين يوم الثلاثاء بعد أن أشعلت حشود النار في منازل مسلمين وتعرض قرويون بوذيون للهجوم في ثالث يوم من الاضطرابات التي تشهدها المنطقة التي تعاني من توترات طائفية تستعصي على الحل. وطُعنت امرأة مسلمة حتى الموت على أيدي عصابات بوذية هاجمت ثلاث قرى حول بلدة ثاندوي في اختبار لقدرة أفراد الشرطة والجنود الذين أرسلوا إلى المنطقة يوم الأحد لتفريق الحشود التي أشعلت النار في المنازل وحاصرت مسجدا. وقال مفتش بالشرطة تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه إن المرأة قتلت في قريتها ونقل أربعة من البوذيين في راخين إلى المستشفى بعد أن تعرضوا للهجوم على طريق ريفي. وقال في اتصال هاتفي "اندلعت أعمال عنف اليوم في ثلاث قرى. ويجري إطفاء الحرائق التي لا تزال مشتعلة في إحداها." وأعمال العنف هذه هي الأولى منذ ثلاثة أشهر في الولاية الساحلية التي تعتبر بؤرة التوتر الطائفي الذي يطارد الحكومة الإصلاحية الجديدة منذ يونيو حزيران من العام الماضي. وقام رئيس ميانمار ثين سين يوم الثلاثاء بأول زيارة رسمية إلى ولاية راخين منذ توليه السلطة وحث على عدم التحريض على العنف. وقال ثين في اجتماع للزعماء المحليين في بلدة كايوكتاو في الولاية "سيطرة الجيش والشرطة لا تكفي. تلك الحرائق وأعمال القتل والعنف لن تتوقف إلا بعد أن تلعبوا دورا في السيطرة على هذا." ويكافح ثين - وهو جنرال سابق حظي بإشادة دولية لإصلاحاته الليبرالية - من أجل الحفاظ على النظام في وقت تتفجر فيه التوترات العميقة التي كانت تحت السيطرة إلى حد كبير في ظل الحكم العسكري الصارم في مناطق مختلفة من البلاد. وأدت الاشتباكات التي وقعت منذ يونيو حزيران العام الماضي بين البوذيين والمسلمين إلى سقوط 237 قتيلا على الأقل منهم 192 في ولاية راخين حيث تحمل وطأة هذه الهجمات مسلمو الروهينجا ومعظمهم لا يحملون جنسية. وقال مسؤول آخر بالشرطة إن قوات الأمن نجحت في تفريق حشد يضم نحو ألف من البوذيين في وقت سابق يوم الثلاثاء مضيفا أن من المحتمل أن تكون الهجمات التي جرى ترتيبها بعد ذلك من تدبير هؤلاء الناس أنفسهم. وقال مسلمون في بلدة ثاندوي إنهم مرعوبون من حدوث تصعيد. وحثت المجموعة الدولية للأزمات في تقرير نشرته يوم الثلاثاء حكومة ميانمار على التصدي للأسباب الجذرية للتوتر وعدم الاعتماد فقط على الإجراءات الأمنية. وقال جيم ديلا جياكوما مدير برنامج آسيا في المجموعة "يتعين على الحكومة وعلى المجتمع كله عمل المزيد لمحاربة الخطاب المتطرف." "لا يمكن لميانمار في اللحظة التاريخية للإصلاح والانفتاح أن تصبح رهينة لعدم التسامح والتعصب."