سجلت اسعار الاسهم الايطالية هبوطا قويا بينما ارتفعت معدلات فائدة الاقتراض الاثنين فيما تستعد البلاد التي تشهد انكماشا اقتصاديا لمواجهة بين رئيس الوزراء انريكو ليتا وسلفه الملياردير سيلفيو برلوسكوني. وسجلت الاسهم انخفاضا زاد عن 2% في التعاملات الصباحية فيما ارتفع معدل العائدات التي يطلبها المستثمرون على السندات الحكومية لاجل 10 سنوات الى نسبة 4,598% مقارنة مع 4,416% الجمعة. وذكر موقع فيرستاونلاين.انفو الاخباري في تعليق على اوضاع السوق ان "تاثير برلوسوكوني يضرب السوق مرة اخرى، والخوف يسود الاسواق". وقام برلوسكوني الذي يواجه احتمال طرده قريبا من مجلس الشيوخ اثر الحكم عليه بالسجن بتهمة التهرب الضريبي، برفع مستوى الضغوط خلال الايام الماضية. فقد اعلن السبت عن سحب وزراء حزبه (حزب الحرية) الخمسة من الائتلاف الحكومي الهش، ودعا الى انتخابات مبكرة بالسرعة الممكنة. ووصف رئيس الوزراء ليتا، الذي تولى السلطة هذا العام وواجه صعوبات في محاولته تقوية الاقتصاد المتعثر، الخطوة التي اقدم عليها برلوسكوني الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات بانها "مجنونة وغير مسؤولة". وحذر ليتا (47 عاما) من تاثير اجراء الانتخابات في هذا الوقت الحرج بالنسبة لايطاليا على الاسواق المالية، وفي الوقت الذي بدأت تنتعش فيه الامال بالخروج من الانكماش المدمر الذي تعاني منه البلاد منذ عامين. ويامل ليتا في ان يثور اعضاء حزب برلوسكوني (77 عاما) ضده بالبقاء في الحكومة والتصويت لصالحها في الاقتراع على الثقة الذي سيجري الاربعاء. ومن المقرر ان يلتقي قادة الحزب في البرلمان الاثنين لاجراء محادثات يمكن ان تتضح خلالها الانقسامات داخل معسكر برلوسكوني. وذكر ماتيو كومينيتا المحلل في بنك اتش اس بي سي "علينا ان ندرك ان المخاطرة باجراء انتخابات مبكرة كبيرة، ولكننا نعتقد ان المقامرة التي اقدم عيها برلوسكوني لن تنجح في النهاية". وقال ليتا في مقابلة تلفزيونية الاحد انه سيستقيل اذا لم يفز بالانتخابات مضيفا "لا اعتزم الحكم باي ثمن". ورغم ان وزراء برلوسكوني تمسكوا بالحزب من خلال التقدم باستقالتهم، الا انهم سعوا الى الناي بانفسهم عن برلوسكوني الذي هيمن على السياسة الايطالية لفترة تصل الى 20 عاما. ومن بين السيناريوهات المحتملة هو ان تواصل حكومة ليتا عملها بصعوبة -- سواء في شكلها الحالي او بعد اعادة تشكيلها -- بدعم من المتمردين على برلوسكوني والمنشقين من "حركة النجوم الخمس". وحذر برلوسكوني انصاره من التحول الى "خائنين" وقال انه يعتقد ان الانتخابات "هي السبيل الوحيد". وقال ليتا ان التبريرات التي ساقها برلوسكوني لسحب دعمه للحكومة ومن بينها فشل الحكومة في منع زيادة ضريبة المبيعات الى 22% هذا الاسبوع، هي غطاء لمصالحه الشخصية. وكانت الازمة كامنة منذ ادانة برلوسكوني النهائية في الاول من اب/اغسطس بالسجن اربع سنوات (خففت الى سنة واحدة اثر عفو) بتهمة الاحتيال الضريبي ولم يودع في السجن نظرا لسنه -اذ ان قطب وسائل الاعلام يحتفل الاحد بميلاده السابع والسبعين- بل يتعين عليه خلال الايام القليلة المقبلة اان يختار بين ايداعه قيد الاقامة الجبرية او القيام باعمال ذات مصلحة عامة. وفي خطوة اخرى متوقعة ومهينة بالنسبة لبرلوسكوني، سيبت مجلس الشيوخ خلال الايام القليلة المقبلة في الغاء عضويته الامر الذي سيحرمه من حصانته البرلمانية في حين يخشى ان تصدر بحقه احكام اخرى في محاكمات اخرى منها قضية روبي غيت (بتهمة دعارة مع قاصرات واستغلال السلطة). واعلن الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو انه سيدعو الى الانتخابات فقط كحل اخير، واكد انه يرغب في تغيير قانون الانتخابات قبل اجراء اية انتخابات جديدة. وتقول الاطياف السياسية الايطالية ان هذا القانون هو المسؤول عن النتيجة غير الحاسمة للانتخابات العامة التي اجريت في شباط/فبراير والتي لم تسفر عن فائز واضح. وكان الرئيس قد شكل ائتلاف ليتا بعد ازمة استمرت شهرين بين الحزب الديموقراطي اليسار الوسط التابع لرئيس الوزراء وخصمه الابدي حزب الحرية الذي يتزعمه برلوسكوني.