اعلن الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده ستلتزم بالقرار الصادر عن مجلس الامن الدولي حول نزع اسلحتها الكيميائية، في حين ادى قصف جوي لقوات النظام على مدرسة ثانوية في مدينة الرقة الى مقتل 16 شخصا غالبيتهم من الطلاب. وردا على سؤال من تلفزيون "راي نيوز-24" الايطالي عما اذا كانت دمشق "ستلتزم بقرار مجلس الامن الذي يطلب من سوريا ازالة جميع أسلحتها الكيميائية"، قال الاسد "سنلتزم بالطبع، وتاريخنا يظهر التزامنا بكل معاهدة نوقعها". واضاف "انضممنا الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية قبل ظهور هذا القرار الى الوجود (...)، هذا الامر لا يتعلق بالقرار بل بارادتنا نحن. بالطبع فاننا نملك الارادة لفعل ذلك" مشيرا الى ان سوريا ستفعل ذلك "طبقا لجميع بنود المعاهدة، ليس لدينا أي تحفظ". عن التقارب الاميركي الايراني الذي تجلى هذا الاسبوع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، قال الاسد "أعتقد أن هذا سيكون له أثر ايجابى على ما يحدث في سوريا"، موضحا ان "ايران حليف لسوريا ونحن نثق بالايرانيين، والايرانيون كالسوريين (...) لا يثقون بالاميركيين". وردا على سؤال عن دور محتمل لدول اوروبية في المفاوضات التي يفترض ان تعقد في منتصف تشرين الثاني/يناير في جنيف، قال الرئيس السوري "بصراحة، ان معظم البلدان الاوروبية اليوم ليست لها القدرة على لعب ذلك الدور، لانها لا تمتلك العوامل المختلفة التي تمكنها من النجاح ومن أن تكون كفوءة وفعالة فى لعب ذلك الدور"، معتبرا ان "معظم البلدان الاوروبية تبنت الممارسة الاميركية في التعامل". ورفض الاسد من دون ان يسميه مشاركة الائتلاف الوطني المعارض في مؤتمر جنيف وكل اطياف المعارضة المسلحة، وقال "المسلحون لا نسميهم معارضة بل ارهابيون. المعارضة كيان سياسي وبرنامج سياسي ورؤية سياسية (...) اذا كانت هناك أسلحة وتدمير وقتل واغتيال فهذه ليست معارضة، هذا يسمى ارهابا في جميع انحاء العالم". وتابع "يمكن لاي حزب سياسي أن يحضر ذلك المؤتمر، لكننا لا نستطيع التحدث على سبيل المثال الى منظمات تابعة للقاعدة أو الى ارهابيين. (...) لا نستطيع التفاوض مع أشخاص يطلبون التدخل الخارجي والتدخل العسكري في سوريا". ميدانيا قتل 16 شخصا غالبيتهم من الطلاب في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري الاحد على مدرسة ثانوية في مدينة الرقة في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال الائتلاف السوري المعارض في بيان انه "تم تنفيذ الهجوم تزامنا مع تجمع الطلاب في ساحة المدرسة في أول أيام الدوام، محولا شوق الطلاب لبدء عام دراسي جديد إلى أشلاء تتناثر في المكان". وبث ناشطون شريط فيديو التقط بعد الغارة، على شبكة الانترنت، يظهر صورا مروعة لجثث مع بقع دماء حولها واخرى متفحمة، واشلاء. ويستعد فريق خبراء دوليين للتوجه الى سوريا مطلع الاسبوع المقبل لبدء عملية معقدة لنزع الاسلحة الكيميائية السورية. واكدت مصادر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان عمليات التفتيش عن الاسلحة الكيميائية السورية تمهيدا لتدميرها ستبدأ الثلاثاء "على ابعد تقدير"، مشيرة الى انها ستسعى الى تمكين خبرائها من الوصول الى اي موقع مشبوه غير مدرج على القائمة الرسمية للمواقع التي يتم تخزين هذا السلاح فيها والتي قدمتها سوريا الى المنظمة الاسبوع الماضي. على صعيد آخر، قام محققو الاممالمتحدة المفوضون التحقيق في استخدام محتمل للسلاح الكيميائي في سوريا بمهمة جديدة اليوم، بحسب ما ذكر مصور في وكالة فرانس برس. وكان المحققون اعلنوا قبل يومين انهم حددوا سبعة مواقع في مناطق مختلفة "تقرر أن ثمة ما يبرر التحقيق" فيها، واربعة من هذه المواقع في دمشق ومحيطها. ويتوقع أن ينهي هذا الفريق عمله في البلاد الاثنين. في روما اعلنت وزارة الدفاع الايطالية الاحد ان ايطاليا تضع في تصرف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية طائرات عسكرية من طراز سي-130 لنقل الخبراء في الاسلحة الكيميائية الى سوريا مع معداتهم. من جانبها سلمت وزارة الخارجية الاردنية مذكرة احتجاج "شديدة" الى السفارة السورية في عمان بسبب سقوط قذيفة على مسجد في مدينة الرمثا شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية الخميس الماضي، حسب ما افادت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) الاحد. وقتل مصور سوري يتعاون مع وكالة فرانس برس في قصف استهدف مدينة دير الزور في شرقي سوريا، حسب ما اعلن الاحد احد زملائه. وقال الزميل ان مرهف المضحي المعروف باسم ابو شجاع قتل السبت خلال معارك نشبت بين المعارضين المسلحين والقوات الموالية للرئيس بشار الاسد. في ريف دمشق، افاد المرصد عن مقتل "ما لا يقل عن 19 من عناصر القوات النظامية واصابة حوالى ستين بجروح اثر هجوم ليلي نفذته كتائب مقاتلة على مراكز وتجمعات ومستودعات للقوات النظامية في الناصرية في منطقة القلمون" الواقعة شمال العاصمة. كما اشار الى مقتل عدد من المقاتلين في الهجوم. ويسيطر مقاتلو المعارضة على غالبية منطقة القلمون التي تشهد مناطق عدة فيها منذ السبت معارك عنيفة. وذكر مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان الجيش "تمكن من القضاء على عدد كبير من الارهابيين" في عملية في بلدة النشابية شمال دمشق. من جهة ثانية، اشار المرصد السوري الى نقل "14 جثمانا لعناصر من جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام قتلوا خلال كمين نصبته لهم الكتائب المقاتلة في محيط بلدة زملكا في ريف دمشق امس". في الوضع على الجبهة الجنوبية، ذكر عبد الرحمن ان مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على "شريط بمحاذاة الحدود الاردنية يمتد من درعا البلد حتى الحدود مع هضبة الجولان" المحتلة من اسرائيل، بعد استيلائهم السبت على كامل معبر "الجمرك القديم" الذي يعتبر ثاني نقطة عبور رئيسية بين البلدين. واوضح ان هذا الشريط الواقع الى الجهة الغربية "خال من اي وجود للقوات النظامية، بينما امتداده من الجهة الشرقية يشهد كرا وفرا بين الفريقين". وجاءت السيطرة بعد اربعة ايام من المعارك التي "قتل فيها 26 عنصرا من القوات النظامية وعدد كبير من المقاتلين بينهم سبعة من جنسيات غير سورية".