دعا الرئيس الايراني حسن روحاني الخميس من على منبر الاممالمتحدة بنيويورك، اسرائيل الى التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي ووضع اسلحتها النووية تحت اشراف دولي وذلك قبل ساعات من اجتماع رفيع المستوى غير مسبوق حول ملف طهران النووي. واكد روحاني في اجتماع على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة "طالما استمر وجود الاسلحة النووية فان خطر انتشارها يبقى قائما". واضاف "ان نحو اربعين عاما من الجهود الدولية لقيام شرق اوسط خال من الاسلحة النووية، فشلت للاسف" في تحقيق ذلك. وتابع "يتعين على اسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة غير الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، ان تفعل ذلك بلا تاخير"، معتبرا انه لا بد من "اخضاع كافة الانشطة النووية في المنطقة" الى رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتاتي هذه التصريحات في اليوم الذي يجتمع فيه وزير الخارجية الاميركي جون كيري للمرة الاولى، مع باقي وزراء مجموعة الدول الست، مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف. وبما انه لم يعلن عن لقاء ثنائي بين الوزيرين فانه من غير المستبعد ان يجري حوار مباشر بينهما. وتتهم الدول الغربيةايران بالسعي الى امتلاك القنبلة الذرية تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران. ويثير اجتماع ايران والدول الست آمالا كبيرة بالنظر الى اللهجة التصالحية التي يعتمدها الرئيس الايراني. وقال كيري صباح الخميس لدى اجتماعه بنظيره الصيني وانغ يي "سيكون اجتماعا جيدا، انا واثق من ذلك". وفي مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن بوست الاربعاء، اعرب روحاني عن امله في توقيع اتفاق بشأن الملف النووي خلال "ثلاثة الى ستة اشهر"، موضحا ان ايران تريد تسوية هذه المسألة "خلال الاشهر المقبلة وليس السنوات المقبلة". وردا على سؤال عما اذا كان المرشد الاعلى علي خامينئي اعطاه صلاحية لحل المسألة، اجاب روحاني ان "حكومتي لها كامل السلطة لاجراء المفاوضات حول النووي". وقال ايضا "اذا اعترف الغرب بحقوق ايران فلن يكون هناك اي عائق امام الشفافية التامة الضرورية لتسوية هذا الملف"، موضحا ان مثل هذا الاتفاق من شأنه ان يتيح اقامة علاقات طبيعية محتملة مع الولاياتالمتحدة. لكن كاثرين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي التي تمثل مجموعة 5+1 في المفاوضات مع ايران اوضحت ان الاجتماع سيتضمن "مناقشة قصيرة". واضافت انها ستلتقي ظريف في جنيف في تشرين الاول/اكتوبر لعقد اول سلسلة من المفاوضات منذ وصول روحاني الى السلطة في حزيران/يونيو. وقال دبلوماسيون غربيون ان اللقاء الذي سيعقد بعد الظهر على هامش الجمعية العامة السنوية للامم المتحدة سيسمح لوزراء الدول الست الكبرى ان يذكروا بوجود "عرض على الطاولة" نتج عن الاجتماع الاخير مع ايران في الماتي بكازاخستان في نيسان/ابريل وبقي حبرا على ورق حتى الان. كما سيؤكدون ان اي عرض ايراني سيتم درسه "بعناية". وشددت واشنطن وبكين الخميس على اهمية ان تقوم ايران "بالرد" على العرض المطروح امامها بخصوص ملفها النووي. واعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الصيني وانغ يي انه من المهم ان ترد ايران "بشكل ايجابي" على العرض المطروح على الطاولة. وكان وزير الخارجية الايراني علق في حسابه على موقع تويتر "لدينا فرصة تاريخية لتسوية المسألة النووية" لكن "على الدول الست تعديل موقفها ليتناسب بشكل افضل مع النهج الايراني الجديد". لكنه حذر على صفحته على موقع فيسبوك من المراهنة كثيرا على نتائج هذا اللقاء الاول وكتب "لا يمكن ان نتوقع تسوية المشكلات المتراكمة خلال لقاء او بضع لقاءات". وابدى كل من اوباما وروحاني من منبر الاممالمتحدة الثلاثاء عزمهما على اعطاء فرصة للدبلوماسية في الملف النووي الايراني، لكن بعدما سرت تكهنات كثيرة حول عقد لقاء بينهما لم يتحقق مما يشير الى شدة الريبة القائمة بين البلدين اللذين انقطعت علاقاتهما الدبلوماسية منذ العام 1980. وقال اوباما في كلمته "قد يبدو من الصعب جدا تجاوز العقبات الا انني مقتنع بانه لا بد من تجربة الطريق الدبلوماسية"، مطالبا في الوقت نفسه ب"خطوات شفافة يمكن التحقق منها". من جهته المح روحاني الذي خاض في الايام الاخيرة حملة تودد حقيقية ولا سيما عبر وسائل الاعلام الاميركية، الى امكانية تسجيل تقدم في العلاقات بين البلدين، مؤكدا ان بلاده "لا تشكل خطرا على العالم" ولا على المنطقة. لكنه اكد مجددا عزم بلاده على استخدام الطاقة النووية "لاهداف محض سلمية" منددا مرة جديدة بالعقوبات المفروضة على بلاده. والتقى روحاني الثلاثاء نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي وصف اللقاء بانه "مفيد جدا". وفي هذا السياق اكد ظريف الخميس ان ايران منفتحة على لقاءات في اعلى مستوى مع الولاياتالمتحدة. وقال "ان اللقاء (بين الرئيسين) ليس هدفا بذاته ولا امرا محظورا"، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.