اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين في لندن ان حل النزاع السوري يجب ان يكون سياسيا وليس عسكريا، في ختام حملة دبلوماسية في اوروبا لتبرير الضربات التي تعد الولايات لتوجيهها الى دمشق. وقال كيري في مؤتمر صحافي اثر محادثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ "دعوني اكون واضحا، ان الولاياتالمتحدة، الرئيس (باراك) اوباما، انا شخصيا واخرين، متفقون تماما على ان وقف النزاع في سوريا يتطلب حلا سياسيا. لا يوجد حل عسكري، وليست لدينا اية اوهام بهذا الصدد". وتابع "لكن خطر عدم التحرك اكبر من الخطر الذي قد ينجم عن تحرك" مشددا على ضرورة معاقبة نظام الرئيس السوري بشار الاسد لاستخدامه الاسلحة الكيميائية. واضاف "لن نتوصل الى الحل في ساحة القتال، بل حول طاولة المفاوضات. لكن علينا ان نصل الى هذه الطاولة" في اشارة الى مؤتمر جنيف2 للسلام الذي يسعى كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الى عقده منذ ثلاثة اشهر. ورد كيري ايضا بصورة غير مباشرة على الرئيس السوري الذي نفى في حديث لشبكة تلفزيون اميركية ان يكون نظامه شن الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس. واكد ان بشار الاسد وشقيقه ماهر الاسد وجنرالا في الجيش هم الثلاثة الذين يتحكمون في تحركات واستخدام الاسلحة الكيميائية وقال "لا يوجد لدينا ادنى شك في تسلسل المسؤوليات". وردا على سؤال عما اذا كان النظام السوري يستطيع تجنب الضربات قال الوزير الاميركي "من المؤكد انه (بشار الاسد) يستطيع تسليم ترسانته الكيميائية كلها الى المجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل، تسليم كل شيء ودون ابطاء (...) لكنه ليس مستعدا للقيام بذلك ولا يمكنه القيام به". وشدد كيري ايضا على ضرورة عدم التزام "الصمت" بشان سوريا واعرب عن تاثره لتدهور الوضع الانساني في سوريا و"العبء الهائل" الناتج عن تدفق اللاجئين في المنطقة. في انتظار تبلور الموقف الاميركي النهائي حيال سوريا بعد المناقشات التي ستجري في الكونغرس، شدد كيري على ان الضربات التي تدرسها واشنطن ستكون محدودة في الزمن ومحددة الاهداف مؤكدا "لسنا ذاهبين الى الحرب". كما قلل من مخاطر اعمال انتقامية من قبل النظام السوري في حال تعرضه لضربات غربية. وقال "لمدة نحو 100 عام كان العالم متحدا ضد استخدام الاسلحة الكيميائية وعلينا ان نجعل الصوت المناسب مسموعا، عبر استذكار تلك اللحظات في التاريخ عندما قتل عدد كبير من الناس لان العالم لزم الصمت. ان محرقة اليهود، ورواندا وغيرهما من الاحداث تشكل دروسا لنا اليوم". اما وزير الخارجية البريطاني فاكد "دعم بريطانيا الدبلوماسي التام" للولايات المتحدة في خطتها للتحرك عسكريا ضد سوريا. وقال "لديهم الدعم الدبلوماسي الكامل من المملكة المتحدة" مؤكدا ان بلاده "ستواصل لعب دور نشط في معالجة الازمة السورية والعمل مع اقرب حلفائنا خلال الاسابيع والاشهر المقبلة". لكن هيغ شدد بان مجلس العموم البريطاني رفض مشاركة بريطانيا في ضرب دمشق مؤكدا ان حكومته "ستحترم" هذا الرفض.