اعلن اوباما الجمعة انه لم يتخذ بعد "قرارا نهائيا" بشأن سوريا لكنه تحدث عن عملية اميركية "محدودة" لمعاقبة النظام السوري. واعتبر اوباما ان استخدام مثل تلك الاسلحة يشكل "تحديا للعالم اجمع"، وقال "لا يمكن ان نقبل عالما يتعرض فيه نساء واطفال ومدنيون ابرياء لغازات سامة"، وذلك بعيد نشر تقرير للاستخبارات الاميركية يؤكد ان الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري قرب دمشق خلف 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا. واضاف "هذا الهجوم يهدد مصالح امننا القومي"، لافتا ايضا الى الخطر الذي تمثله الاسلحة الكيميائية "على حلفائنا في المنطقة مثل اسرائيل وتركيا والاردن". وتابع الرئيس الاميركي الذي كان يتحدث في البيت الابيض امام الصحافيين قبل ان يشارك في قمة مصغرة مع نظرائه في دول البلطيق "قلت ذلك سابقا وكنت جديا في هذا الشان: على العالم ان يفرض احترام القواعد التي تحظر اللجوء الى اسلحة كيميائية". لكنه اوضح انه لم يتخذ بعد "قرارا نهائيا حول التحرك الذي يمكن القيام به للمساعدة في احترام هذه القواعد"، حتى لو كان "الجيش وفريقي يبحثان مجموعة من الاحتمالات". وقال ايضا "مهما حصل، لا ندرس عملا عسكريا يشمل (نشر) جنود على الارض وحملة طويلة. اننا نبحث امكان (القيام) بعمل محدود، على نطاق ضيق". وندد اوباما كذلك ب"عجز" مجلس الامن الدولي بازاء الملف السوري، حيث عطلت روسيا حليفة دمشق اي مبادرة مناهضة للنظام السوري. وقال ان العالم لا يمكن ان يبقى "مشلولا" امام الوضع في سوريا، غداة رفض البرلمان البريطاني مشاركة بريطانيا في هجوم محتمل على سوريا. وفيما اظهر استطلاع للراي نشرته شبكة ان بي سي صباح الجمعة ان خمسين في المئة من الاميركيين يعارضون عملا عسكريا ضد النظام السوري، اورد اوباما "هنا في الولاياتالمتحدة، في بريطانيا وامكنة عدة في العالم، ثمة سأم معين" من العمليات العسكرية. واضاف "افهم هذا الامر تماما" بعدما اشار الى افغانستان والعراق. وتابع "لقد ضاق العالم عموما بالحرب، والولاياتالمتحدة مرت لتوها بعقد من الحرب. استطيع ان اؤكد لكم ان احدا لم يسام الحرب بقدر ما سئمت انا". غير انه تدارك "من المهم بالنسبة الينا ان نعترف بانه حين يقتل اكثر من الف شخص، بينهم مئات من الاطفال الابرياء، بواسطة اسلحة ترى 98 او 99 في المئة من الناس وجوب عدم استخدامها حتى في حرب، وحين لا نتحرك (حيال ذلك)، فهذا يعني اننا نمرر رسالة مفادها ان القواعد الدولية لا تعني شيئا". وقال الاليزيه في بيان صدر بعد ساعات على محادثة هاتفية بين هولاند واوباما ان "الرئيسين اتفقا على ضرورة عدم تسامح المجتمع الدولي مع استخدام اسلحة كيميائية، وضرورة تحميل النظام السوري المسؤولية وتوجيه رسالة قوية للتنديد باستخدامها". واشارت الرئاسة الفرنسية في بيانها الى ان الرئيسين "تحادثا اليوم (الجمعة) بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية في 21 اب/اغسطس من جانب نظام بشار الاسد"، في اتهام واضح للنظام السوري بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي المفترض في الغوطة الشرقية بريف دمشق الاسبوع الماضي. وأضاف الاليزيه ان فرنساوالولاياتالمتحدة، "الحليفتين المقربتين والصديقتين"، ستواصلان مشاوراتهما بشأن سوريا "وكل المسائل الاخرى التي تهدد الامن الدولي". وعقب هذه المحادثة الهاتفية التي بدأت قرابة الساعة 18,15 (16,15 ت غ) واستمرت قرابة ثلاثة ارباع الساعة، خلص الرئيسان الى انهما "يتشاركان اليقين نفسه بشأن الطبيعة الكيميائية للهجوم والمسؤولية الاكيدة للنظام" السوري، وفق ما اعلنت اوساط الرئيس الفرنسي لوكالة فرانس برس. واضافت الاوساط ان هولاند الذي "ذكر بتصميم فرنسا القوي على الرد وعدم ترك هذه الجرائم من دون عقاب"، "لمس التصميم نفسه من جانب اوباما". وأكد الرئيس الاميركي لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على "ديمومة العلاقة المميزة" بين بلديهما، وذلك في اتصال هاتفي الجمعة غداة رفض مجلس العموم البريطاني السماح للحكومة بشن ضربة عسكرية محتملة ضد النظام السوري، كما اعلنت رئاسة الوزراء البريطانية. وقال مكتب رئيس الوزراء انه خلال اتصال الهاتفي الذي استمر زهاء 15 دقيقة مساء الجمعة اكد الرئيس الاميركي انه "يقدر صداقته المتينة مع رئيس الوزراء (البريطاني) وصلابة وديمومة وعمق العلاقة المميزة بين بلدينا". وأضاف "لقد اتفقا على ان تعاونهما في الملفات الدولية سيستمر في المستقبل وقد جددا التأكيد على عزمهما على ايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا عبر جمع كل الاطراف" الى طاولة المفاوضات. ونقل البيان عن كاميرون تأكيده لاوباما ان الحكومة البريطانية قبلت قرار البرلمان برفض التدخل العسكري في سوريا، مضيفا ان "الرئيس اوباما قال انه يحترم بالكامل سياسة رئيس الوزراء وانه لم يتخذ بعد قرارا بشأن الرد الاميركي" على الاستخدام السوري المفترض لاسلحة كيميائية في قصف غوطة دمشق. وفي واشنطن قال البيت الابيض في بيان ان "الولاياتالمتحدة تعلق اهمية كبيرة على العلاقة المميزة مع المملكة المتحدة، الحليف والصديق الوثيق". واعتبرت وزارة الخارجية السورية ان التقرير الذي نشرته واشنطن عن "ادلة" جمعتها الاستخبارات الاميركية وتثبت استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية بريف دمشق هو مجرد ادعاءات "كاذبة" وتستند الى "لا دليل". وقالت الخارجية في بيان تلي عبر التلفزيون الرسمي ان "ما قالت الادارة الاميركية انها ادلة قاطعة (...) انما هي روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من اسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق"، مؤكدة ان "كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعار عن الصحة". وأضافت انها "تستغرب فعلا ان دولة عظمى تخدع رأيها العام بهذه الطريقة الساذجة عبر الاستناد الى +لا دليل+ وتستهجن في الوقت نفسه ان تبني الولاياتالمتحدة مواقفها فى الحرب والسلم على ما تم نشره في وسائل التواصل الاجتماعي او مواقع الانترنت"، معتبرة هذا "محاولات يائسة لاقناع شعوب العالم بعدوان امريكا المرتقب".