يعقد مجلس الامن الدولي الخميس جلسة طارئة لبحث الوضع في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي يحظى جيشها بدعم متزايد من قوة التدخل التابعة للامم المتحدة في محاربة متمردي حركة ام23 في شرق البلاد. وفي نيويورك طلبت فرنسا صباح الخميس عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن في الوقت الذي تشن فيه قوة التدخل الجديدة للامم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية هجوما مدفعيا على متمردي حركة ام23 بالقرب من غوما، شرق البلاد، دعما للجيش النظامي. وتدور المواجهات المستمرة منذ اسبوع بالقرب من قريتي كيباتي وموتاهو اللتين تبعدان نحو 15 كلم عن غوما عاصمة اقليم شمال كيفو. وجرى تدمير العديد من هوائيات الاتصال المنصوبة على تلال. وبعد ليلة هادئة نسبيا تجدد القصف قبل الساعة السابعة (9,00 ت غ) باتجاه المواقع التي يسيطر عليها المتمردون. وقال المتحدث العسكري باسم بعثة الاممالمتحدة في الكونغو اللفتنانت كولونيل بروسبير باس لفرانس برس ان هذا القصف يهدف الى "اخراج حركة ام23 من المواقع الني تقصف منها المواقع المدنية". وهو ما اكده "بيان عسكري" لحركة ام23 اوضح ان الجيش، المدعوم من الاممالمتحدة، "استانف الهجمات" صباح الخميس. وحسب مصدر عسكري غربي فان "مئات" المتمردين صامدون في مواقعهم ويردون بقذائف الهاون. ويستخدم جيش الكونغو الدبابات وقاذفات الصواريخ متعددة الفوهات. فيما نصبت قوة التدخل قطع مدفعية روسية الصنع تستخدمها الوحدة التنزانية التي وصلت مؤخرا. وبعد ظهر الاربعاء قتل جندي تنزاني في انفجار قذيفة اطلقها مقاتلو حركة ام23. وحسب احصاء لفرانس برس فهو الجندي الدولي ال33 الذين يقتل في الكونغو منذ بدء مهمة هذه البعثة عام 1999. واصيب جنديان تنزانيان اخران اضافة الى اثنين من جنود جنوب افريقيا. والاحد اصيب ثلاثة جنود دوليين برصاص متمردي ام23. وفي جوهانسبورغ اكد جيش جنوب افريقيا ان عناصر وحدته الخاصة استهدفوا مواقع قيادة ام23 واوقعوا "ستة قتلى". وتدخلت المروحيات القتالية للامم المتحدة مرات عدة لقصف مواقع قيادة المتمردين. ومن المقرر ان ينضم الى وحدتي جنوب افريقيا وتنزانيا الف جندي من مالاوي لاكمال انتشار قوة التدخل ورفع عديدها الى ثلاثة الاف رجل. وتعزز هذه القوة بعثة الاممالمتحدة التي تضم 17 الف جندي والتي كثيرا ما تتهم بعدم الفاعلية. وهي تحظى بتفويض هجومي ومكلفة محاربة مختلف الحركات المتمردة الموجودة في شرق الكونغو وتجريدها من السلاح. ومنذ نحو اسبوع تشارك الاممالمتحدة في القتال الى جانب القوات النظامية. الا انه حسب مصدر عسكري غربي فان الاممالمتحدة لم ترسل اي جندي مشاه الى الميدان مستخدمة فقط مروحياتها الهجومية ومدفعيتها بالتنسيق مع القوات المسلحة الكونغولية. ولم يتسن الحصول على اي حصيلة للخسائر البشرية سواء من الجيش الحكومي او حركة التمرد منذ تجدد الاشتباكات الا ان مصدرا عسكريا غربيا اكد ان الحصيلة "ثقيلة". ومثل الجمعة والاحد سقطت عدة قذائف على غوما مساء الاربعاء ما اسفر عن مقتل شخص حسب شهود. واصابت قذيفة مدفعية مدينة جيسني الرواندية المتاخمة لغوما على الجانب الاخر من الحدود ما ادى الى مقتل امراة واصابة طفلها بجروح خطيرة حسب نائب رئيس بلدية المدينة. وتتهم رواندا بانتظام جيش جمهورية الكونغو الديموقراطية بتعمد قصف الجانب الرواندي من الحدود خلال المعارك مع المتمردين. واقليم شمال كيفو غني جدا بالثروات المنجمية ويعد من المناطق الاكثر كثافة سكانية في الكونغو الديمقوقرطية. وهو يعاني من الاضطرابات منذ قرابة 20 عاما وتنشط فيه حركة ام23 (حركة 23 اذار/مارس) منذ ايار/مايو 2012. وتتهم كينشاسا والاممالمتحدة رواندا واوغندا بدعم هذه المجموعة المتمردة التي تطالب باعتراف اكبر بقبائل التوتسي الكونغولية الا ان البلدين ينفيان ذلك. وقال دبلوماسيون في نيويورك الخميس ان رواندا جمدت قبل يومين اقتراحا فرنسيا اميركيا بفرض عقوبات على اثنين من مسؤولي ام23.