تثير الهجمات الوحشية التي تعرض لها مسجد وقرية في شمال شرق نيجيريا وادت الى مقتل 56 شخصا تساؤلات متزايدة الثلاثاء حول العملية التي يشنها الجيش للقضاء على التمرد الاسلامي المستمر منذ اربع سنوات. وتقول قوات الامن انها طردت عناصر من جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة ودمرت معسكراتهم، الا ان سلسلة الهجمات التي تعرض لها المدنيون في الاسابيع الاخيرة تدل على ان اي مكاسب تحققت من هذه الهجمات لم تدم طويلا. ويقول بعض المحللين ان الجيش الذي بدأ هجومه في ايار/مايو الماضي لم ينجح حتى الان سوى في اجبار المسلحين على الخروج الى مناطق اكثر بعدا، وهي المناطق التي شهدت اعمال العنف الاخيرة. كما ان استراتيجية الجيش في تشكيل جماعات مراقبة مدنية من المواطنين للمساعدة على رصد عناصر بوكو حرام واعتقالهم ربما كان لها نتائج عكسية اذ ربما دفعت بجماعة بوكو حرام الى استهداف المدنيين انتقاما من تلك الجماعات ولنشر الخوف بينها. وقال عبد الله باوا ويز المحلل الامني ومقرر وكالة السلامة والامن في الاممالمتحدة ان "مثل هذه الهجمات التي تستهدف السكان الذين يساعدون السلطات في مواجهة بوكو حرام ستستمر بلا شك". واضاف انه "في اعقاب فرض حالة الطوارئ، فقد تم دفع بوكو حرام الى الحدود مع الكاميرون حيث لا زالوا يحتفظون بقدراتهم". واوضح ان "مسؤولة رجال الامن ليس طرد المسلحين ولكن القضاء تعليهم او اعتقالهم ومحاكمتهم". ويعتقد ان الهجمات التي شنتها بوكو حرام خلال عطلة نهاية الاسبوع على مسجد في مدينة كوندوغا وعلى قرية نغوم في اقليم مافا المجاور جاءت انتقاما من مجموعات المراقبة. وصباح الاحد اقتحم مسلحون يشتبه انهم من عناصر بوكو حرام المسجد في كوندوغا وقتلوا 44 شخصا، بحسب مسؤول بارز في الحكومة. وفي مافا اطلق مسلحون ليل السبت الاحد النار على 12 شخصا وقتلوهم في منازلهم، بحسب مسؤول محلي اخر. وذكر سكان ان المهاجمين وصلوا متنكرين بزي الجيش، وهو تكتيك يلجا اليه متمردو بوكو حرام، لكن اي مصدر رسمي لم يؤكد هذه المعلومات. ولا تزال الكثير من تفاصيل الهجوم غير معروفة كما لم يصدر الجيش اي بيان رسمي بهذا الخصوص. ولم يتنسن الاتصال بمسؤولين عسكريين الثلاثاء. ورغم انخفاض عدد الهجمات منذ بدء هجوم الجيش، الا ان قوات الامن قطعت خطوط الهواتف في المنطقة وقيدت الدخول الى مناطق نائية ما يجعل من الصعب التحقق من مزاعم الجيش. وشهدت الاسابيع الاخيرة موجات من الهجمات التي تستهدف المدنيين من بينها ثلاث هجمات على مدارس. وقالت اليزابيث دونلي مديرة برنامج افريقيا في مركز تشاتام هاوس في لندن ان "حالة الطوارئ لن تنهي هذه الازمة بشكل تام". وقالت انه يبدو ان العنف الحالي يتركز بشكل اكبر في الشمال الشرقي مقارنة مع الهجمات التي وقعت في الفترة بين 2010 و2012 والتي شهدت هجمات لبوكو حرام في مناطق مختلفة في شمال ووسط نيجيريا. واوضحت "قد يقول الجيش ان هذه الهجمات تحدث بالفعل، ولكنها مؤشر على ان الجيش يضيق على بوكو حرام (...) لكن على الجانب الاخر فربما تكون بوكو حرام تستعرض قوتها". واشارت دونلي كذلك الى ان الهجوم العسكري الكبير في 2009 والذي هدف الى القضاء على بوكو حرام، ادى الى مقتل 800 شخص على الاقل، ولكن الجماعة عادت للظهور في العام التالي وشنت هجمات اكثر ضراوة ووحشية. واسفر التمرد عن مقتل نحو 3600 شخص منذ العام 2009 قتل بعضهم بنيران قوات الامن المتهمين بارتكاب انتهاكات خطيرة. وتقول بوكو حرام انها تسعى الى اقامة دولة اسلامية في نيجيريا، اكبر الدول الافريقية من حيث عدد السكان. ويعتقد ان الجماعة تضم فصائل مختلفة لديها اهداف مختلفة. وتخضع المناطق الشمالية الشرقية من البلاد لحالة الطوارئ على وقع الهجوم الذي يشنه الجيش للقضاء على تمرد بوكو حرام المستمر منذ اربع سنوات. ويبلغ عدد سكان نيجيريا 160 مليون نسمة مقسمين بين غالبية مسيحية في الجنوب وغالبية مسلمة في الشمال. واعلن ابو بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام في فيديو حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الاثنين مسؤولية الجماعة عن سلسلة من الهجمات القاتلة التي شنتها اخيرا على قوات الامن في شمال شرق البلاد. وكان الجيش وصف تصريحاته السابقة بانها دعائية محضة مؤكدا انه يلاحقه رغم ان مكان تواجده غير معروف. كما لم يشر الجيش الى الكيفية التي سيتعامل بها مع تصاعد العنف مؤخرا. وقال ابو بكر تساف مسؤول الشرطة السابق في مدينة لاغوس عاصمة نيجيريا الاقتصادية "الحكومة تزعم انها تكسب الحرب، ولكن ذلك غير صحيح".