تواصل كاترين آشتون الاثنين لقاءاتها مع المسؤولين والاطراف الفاعلة وسط ازمة سياسية تقترب من اسبوعها الرابع وتتخللها اشتباكات دامية دون ان تلوح بارقة امل في حلها وسط اصرار السلطات على المضي في "خارطة المستقبل" وطي صفحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي في مقابل اصرار الاخوان على عودة "الرئيس الشرعي" والدعوة الى مزيد من التظاهرات. ودعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" الذي اسسه الاخوان المسلمون اثر الاطاحة بمرسي في الثالث من تموز/يوليو، في بيان الاثنين انصاره الى تنظيم مسيرات تتوجه الى مديريات الامن في المحافظات مساء اليوم والى تظاهرة "مليونية" الثلاثاء. وقال بيان التحالف الاسلامي انه سيتم تنظيم مسيرات الى مديريات الامن في محافظات مصر مساء الاثنين "لادانة (...) اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين من قبل الداخلية". كما دعا البيان المصريين الى "النزول للشوارع والميادين" غدا الثلاثاء "من اجل استرداد الحرية والكرامة التي سلبها الانقلاب (..) ومن اجل حق الشهداء الذين اغتالتهم رصاصات الانقلاب". وقال البيان انه سيتم الاعلان لاحقا عن مكان تظاهرة الثلاثاء. واعلن التحالف عن اقامة سرادق عزاء في مدينة نصر (شمال شرق القاهرة) لمدة ثلاثة ايام لضحايا واقعة طريق النصر فجر السبت التي قتل فيها 72 من انصار مرسي في اشتباكات مع قوات الامن. وكان مجلس الدفاع الوطني المصري حذر انصار مرسي الاسلاميين المعتصمين في القاهرة من انه سيتم اتخاذ "اجراءات حاسمة وحازمة" اذا تجاوزوا "حقوقهم في التعبير السلمي عن الرأي". واكد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لدى اجتماعه صباح الاثنين مع كاثرين اشتون، على اهمية "المصالحة" في بلاده ومشاركة الجميع في "تنفيذ خريطة الطريق" التي اعلنت اثر الاطاحة بمرسي في الثالث من تموز/يوليو. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ان فهمي عرض على آشتون "خلال الاجتماع لتطورات المشهد الداخلي في مصر واهمية تحقيق المصالحة ومشاركة جميع القوى السياسية في العملية الديموقراطية الجارية لتنفيذ خارطة الطريق، مع تأكيد الاهمية البالغة لنبذ العنف ووقف أعمال التحريض". ونصت "خارطة المستقبل" التي اعلنها الفريق اول عبد الفتاح السيسي في الثالث من تموز/يوليو لدى اعلانه تعطيل الدستور وعزل مرسي، عن فترة انتقالية يتم فيها تعديل الدستور وتنظيم انتخابات تشريعية في بداية 2014 تليها انتخابات رئاسية. وفي خضم هذه الازمة والمشاورات تلقى فهمي الاثنين اتصالا هاتفيا من نظيره السعودي الامير سعود الفيصل. وقال المتحدث باسم الوزارة مستخدما عبارات دبلوماسية عامة انه تم خلال الاتصال "تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك ومنها تطورات القضية الفلسطينية وازمة سوريا" دون ادنى اشارة مفصلة الى الوضع في مصر. وتشهد مصر ازمة سياسية حادة تواكبها اضطرابات ومواجهات دامية بين الاسلاميين وقوات الامن واحيانا بين الاسلاميين ومعارضيهم وذلك منذ الاطاحة بمرسي في الثالث من تموز/يوليو. ويقول الاخوان المسلمون ان ما حدث في الثالث من تموز/يوليو هو "انقلاب عسكري على الشرعية وعلى رئيس منتخب" في حين يؤكد معارضوهم ان التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر في 30 حزيران/يونيو والتي طالبت برحيل مرسي وانتخابات رئاسية مبكرة انهت هذه الشرعية لان مرسي لم يتصرف كرئيس لكل المصريين "ولكن كرئيس لجماعة الاخوان" فقط. من جهة اخرى القت اجهزة الامن فجر اليوم القبض على ابو العلا ماضي رئيس حزب الوسط والمقرب من الاخوان المسلمين، ونائبه عصام سلطان داخل شقة فى المقطم، جنوبالقاهرة، بعد ان قامت القوات بمداهمة الشقة باوامر النيابة، بحسب ما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس. واودع المقبوض عليهما السجن. وكانت النيابة العامة المصرية قد امرت بضبط واحضار عدد كبير من قيادات تيار الاسلام السياسي فى عدة قضايا من بينهم ماضى وسلطان. ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن مصدر امني انه عثر بحوزة المقبوض عليهما على "مبالغ مالية كبيرة من عملتي الدولار واليورو". دوليا حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القادة المصريين من ان كل قتيل يسقط في التظاهرات يزيد من صعوبة اخراج البلاد من الازمة، بحسب ما افادت المتحدثة باسمه الاحد. وقالت المتحدثة مورانا سونغ ان بان كي مون تحدث مع نائب الرئيس المصري محمد البرادعي ووزراء خارجية كل من تركيا وقطر والامين العام للجامعة العربية للاعراب عن "قلقه البالغ" بشان تصاعد الاضطرابات في مصر. واضافت ان بان كي مون جدد في مكالمته مع البرادعي دعوته الجيش المصري الافراج عن الرئيس المعزول او اجراء تحقيق ومحاكمة "شفافة" له. واضافت ان الامين العام للمنظمة الدولية "دعا السلطات المؤقتة الى تحمل المسؤولية الكاملة للتعامل السلمي مع التظاهرات وضمان حماية جميع المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية". واكد بان ضرورة قيام "عملية سياسية شاملة وسلمية حقا" مؤكدا ان "كل وفاة جديدة تجعل عملية المصالحة على المدى الطويل اكثر صعوبة". واضافت المتحدثة ان بان اعرب خلال محادثاته مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ووزير خارجية قطر خالد بن محمد العطية والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي، عن "قلقه البالغ بشان الوضع في مصر وخسارة الارواح غير المقبولة خلال اليومين الماضيين". وقال بان للوزراء ان على جميع القادة المصريين "دعوة انصارهم الى ضبط النفس ولجم الغضب ومحاولة الدخول في عملية مصالحة مفيدة"