يدلي الكمبوديون اليوم الاحد باصواتهم في انتخابات تشريعية يتوقع ان تتيح لرجل البلاد القوي رئيس الوزراء هون سين البقاء في منصبه بينما تحدثت المعارضة عن عمليات تزوير انتخابية لا سابق لها. وافاد مراسل وكالة فرانس برس انه مراكز الاقتراع فتحت ابوابها في الساعة السابعة صباحا (00,00 تغ) امام الناخبين البالغ عددهم حوالى 9,6 مليون ناخب خصصت لهم 19 الف مركز اقتراع. وفور بدء الاقتراع وكما في كل انتخابات، اطلقت الاتهامات بالتزوير. وقال الناطق باسم حزب الانقاذ الوطني لكمبوديا يم سوفان ان "الوضع اخطر مما كان في كل الانتخابات السابقة"، مشيرا الى اختفاء آلاف الاسماء عن اللوائح وشكاوى ناخبين لم يتمكنوا من التصويت لان احدا ما صوت بدلا منهم على ما يبدو. وتظاهر حوالى 500 شخص ظهر اليوم بالتوقيت المحلي في اقليم بري فينغ شرق البلاد احتجاجا على وجود "ناخبين غريبين". ورفضت اللجنة الانتخابية كل الاتهامات. وبعد حوالى 30 عاما من القبض على السلطة لم يكلف هون سين نفسه حتى عناء القيام بحملة انتخابية. ومنذ 1985 يتولى هون سين ادارة شؤون المملكة، اما وحيدا او شبه وحيد، وقد وعد بالبقاء في السلطة لعشر سنوات اخرى على الاقل، في حين يتوقع ان يحرز حزبه "حزب الشعب الكمبودي" غالبية كبيرة في المجلس التشريعية المقبل. وصوت هون سين فور فتح مركز التصويت في دائرة تا خماو على بعد عشرة كيلومترات عن بنوم بنه. وقد ادلى بصوته ووضع البطاقة التي قبلها مبتسما في الصندوق. ومع ذلك، لم تفقد المعارضة الامل بعد عودة زعيمها سام رينسي من المنفى من فرنسا حيث كان يقيم منذ 2009 ليفلت من احكام قضائية يؤكد انها سياسية، قبل ايام. وقد اصدر الملك عفوا عنه وعاد قبل عشرة ايام لكن لم يسمح له بالترشح للاقتراع. وقال بجولة اليوم الاحد في مراكز الاقتراع في العاصمة بحثا عن "ادلة اضافية" لعمليات تزوير يقول ان خصومه قاموا بها، مهددا بالتظاهر اذا "قلبت الانتخابات ارادة الشعب". وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان من الاقتراع ليس عادلا ودانت خصوصا حملة شنتها قوات الامن لمصلحة حزب الشعب الكمبودي. وقال براد ادامز مدير فرع آسيا في هيومن رايتس ووتش ان "العملية تم التلاعب بها لضمان فوز الحزب الحاكم". واضاف ان "مواطني ديموقراطيات حقيقية لن يقبلوا ايضا بنوع الرقابة التي يمارسها حزب الشعب على وسائل الاعلام والآلة الانتخابية". وهون سين (60 عاما) واحد من اقدم قادة آسيا. وقد نجح حزبه في تعزيز سيطرته على البرلمان في كل انتخابات منذ 1998. لكن الاغلبية المطلقة المحددة بتسعين مقعدا من اصل 123 في البرلمان المنتهية ولايته، قد تنخفض. وقاد هون سين كمبوديا اثناء تحول بلد ناشىء خرج من حرب اهلية استمرت عقودا واصبح احد انشط الاقتصادات في المنطقة. لكنه يواجه صعوبة في احتواء استياء شعبي عميق وغضب متزايد من افلات قوات الامن من العقاب ومصادرة الاراضي لمصلحة شركات اجنبية والنخب. ونجح خصومه في جذب عدد كبير من الشباب بالاعتماد على شبكات التواصل الاجتماعي. وكان عشرات الآلاف من المؤيدين استقبلوا زعيم حزب الانقاذ الوطني لكمبوديا الجمعة عند عودته من المنفى بعدما اصدر الملك عفوا عنه ويأمل حزبه في انهاء حكم رئيس الوزراء المستمر منذ ثلاثين عاما. وكانت المعارضة تأمل في ان يتمكن زعيمها من مواجهة هون سين رئيس الوزراء منذ 1985. لكن اللجنة الانتخابية قالت ان سام رينسي (64 عاما) "لم يحقق الشروط المطلوبة في عملية تسجيل المرشحين" كما ورد في مذكرة لرئيس اللجنة يم سوسدي لم توضح اسباب الرفض. وكان سام رينسي (64 عاما) الذي يحمل الجنسية الفرنسية ايضا فر في 2009 من كمبوديا الى فرنسا هربا من احكام اعتبرها انصاره سياسية. ودعي 9,6 ملايين ناخب مسجلين للاختيار بين ثمانية احزاب في اقتراع سيجري تحت اشراف 7700 مراقب كمبودي واجنبي.