اسفرت اعمال العنف بين الطوارق والمجموعات السوداء الاخرى عن سقوط قتيل واحد على الاقل في كيدال مهد الطوارق في شمال مالي بينما ما زال التوتر شديدا الجمعة قبل تسعة ايام من الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 20 تموز/يوليو. واندلعت اعمال العنف مساء الخميس في وسط كيدال بعد شائعة انتشرت بسرعة عن وصول تعزيزات للجيش المالي الذي اثار وجود 150 من جنوده في المنطقة منذ الخامس من تموز/يوليو توترا بين معارضيه الطوارق والمجموعات الاخرى. وقال مصدر عسكري افريقي ان "اطلاق نار حدث بين مجموعة من الطوارق يعتقد انها من الحركة الوطنية لتحرير ازواد او مقربين منها وسكان سود"، موضحا ان "قتيلا واحدا على الاقل سقط" في اعمال العنف هذه التي اكدتها مصادر قريبة من حاكم المدينة. واضاف المصدر الافريقي الذي يعمل في قوة الاممالمتحدة في مالي ان عددا كبيرا من الاشخاص لجأوا الى معسكر كيدال خوفا" من اعمال العنف. وتابع المصدر نفسه ان "شائعة تفيد ان تعزيزات للجيش المالي" وصلت الى كيدال "سرت بسرعة في المدينة حيث اكد البعض انهم سمعوا سكانا يهتفون +يعيش الجيش يعيش الجيش+ وآخرين يردون +تحيا ازواد+" وهو الاسم الذي يطلقه الطوارق على شمال مالي. واضاف "جرى اطلاق نار وقتل مدني". واكد احد المقربين من من الكولونيل اداما كاميسوكو حاكم كيدال "مقتل مدني بعد اعمال عنف". وقال "سمع اطلاق نار فعلا وسقط قتيل وتم تخريب محلات تجارية يملكها اشخاص اصولهم من غاو"، موضحا ان "عشرات المدنيين لجأوا الى المعسكر". واضاف "حاليا (صباح الجمعة) يسود هدوء هش وكل المحلات التجارية مغلقة". وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، تحدث الكولونيل دياران كونيه في وزارة الدفاع المالية عن "سقوط اربعة قتلى والكثير من الجرحى"، وهي ارقام لم تؤكدها مصادر اخرى. واتهم "عناصر من الحركة الوطنية لتحرير ازواد بقيادة موسى ياتارا الفار من الجيش باستهداف المنازل والسكان" المؤيدين للقوات المالية. واضاف "سقط قتلى والكثير من الجرحى بين السكان الذين فروا للجوء الى الكتيبة المالية". ودعا الكولونيل كاميسوكو "الاسرة الدولية" الى "الاعتراف بانتهاك" حركة تحرير ازواد لاتفاق السلام الموقع في 18 حزيران/يونيو في واغادوغو مع الحكومة المالية الانتقالية. وسيطر المتمردون الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير ازواد على مدينة كيدال حتى عودتهم الى ثكناتهم مع وصول حوالى 150 جنديا ماليا في الخامس من تموز/يوليو بموجب اتفاق واغادوغو. والعلاقات بين افراد المجموعات العربية والطوارق من جهة والمجموعات السوداء التي تشكل اغلبية في مالي سيئة اصلا قبل بدء النزاع في هذا البلد الذي سيطر على شماله في 2012 جهاديون تحالفوا لفترة مع متمردي الجبهة الوطنية لتحرير ازواد. وكان العرب والطوارق اقرب الى الجهاديين والمتمردين الذين يعتبرون مسؤولين عن مشاكل البلاد. ويفترض ان تجري الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي قد تهدف الى بدء المصالحة واعادة النظام الدستوري الذي قطعه انقلاب في آذار/مارس 2012، في مالي بما في ذلك كيدال في 28 تموز/يوليو. لكن اعمال العنف وعدم استعداد المدينة للاقتراع يثيران مخاوف من عدم تنظيم الانتخابات. وهو السبب الرئيسي الذي اعلنه احد المرشحين ال28 للاقتراع تيابيليه درامي مهندس اتفاق واغادوغو باسم باماكو، لسحب ترشيحه. وانتقد درامي بشدة فرنسا التي تدخلت عسكريا في مالي منذ كانون الثاني/يناير ضد الجماعات الجهادية لكنها مارست ضغوطا قوية على باماكو لتنظيم الاقتراع في تموز/يوليو على رغم من علمها بان الظروف غير متوفرة لذلك.