يستمر مقاتلو المعارضة السورية في مواجهة محاولات القوات النظامية اقتحام الاحياء التي يسيطرون عليها في وسط مدينة حمص لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وتشهد اطراف هذه الاحياء المحاصرة منذ اكثر من سنة اشتباكات عنيفة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "القصف العنيف يتواصل على الاحياء الواقعة تحت سيطرة الكتائب المقاتلة في حمص"، وابرزها الخالدية واحياء حمص القديمة، مؤكدا ان "القوات النظامية لم تحقق اي تقدم على الارض، ولم تتمكن من استعادة اي منطقة جديدة". واوضح عبد الرحمن ان "32 عنصرا من القوات النظامية وجيش الدفاع الوطني (الموالي لها) قتلوا خلال يومين". واضاف "ان حزب الله اللبناني يشارك في المعارك على جبهة الخالدية، ويتخذ من حي الزهراء (ذي الغالبية العلوية في حمص) قاعدة خلفية له". وتأتي الحملة على المدينة بعد اقل من شهر من سيطرة النظام وحزب الله على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص. وافاد الناشط يزن الحمصي فرانس برس عبر سكايب ان النظام يحاول اقتحام الاحياء المحاصرة من اربعة محاور. واضاف "القصف أقل من الايام الماضية، لكنه لا يتوقف"، موضحا ان المدنيين في هذه الاحياء "يقيمون في ملاجىء منذ اشهر". وحمص (وسط) هي ثالث كبرى المدن السورية، وقد شهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية في تحول النزاع الى العسكرة بعد سقوطه في ايدي القوات النظامية في شباط/فبراير 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لانها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي المهم بالنسبة الى نظام الرئيس بشار الاسد. في دمشق، افاد المرصد عن سقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة، بينما تعرض حي القابون (شمال شرق) لقصف بعد منتصف الليل. وادت اعمال العنف الاحد الى مقتل 84 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا. وبلغ عدد القتلى في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011، اكثر من مئة الف.