طلبت الولاياتالمتحدة بالحاح من روسيا تسليمها المستشار السابق في وكالة الامن القومي ادوارد سنودن الذي وصل الاحد الى موسكو قادما من هونغ كونغ وما زال مختفيا الثلاثاء في سعيه للحصول على اللجوء السياسي الى الاكوادور. وتتهم واشنطن سنودن الذي كشف ان وكالة الامن القومي الاميركية تقوم بالتجسس على الاتصالات الهاتفية والانترنت في الولاياتالمتحدة، بالخيانة وطالبت هونغ كونغ وبكين ثم موسكو بتوقيفه من دون جدوى حتى الآن. وكشف محامي سنودن في هونغ كونغ اليوم الثلاثاء ان موكله غادر هذه المنطقة التي لجأ اليها الشهر الماضي لانه كان يخشى ان يتم توقيفه واحتجازه لفترة طويلة. وحتى قبل ان تصدر واشنطن مذكرة التوقيف بحقه الجمعة، كان سنودن مقتنعا بان سلطات هذه المستعمرة البريطانية السابقة التي عادت الى الصين في 1997 ستقوم بتوقيفه في نهاية المطاف. وقال البرتو هو النائب الديموقراطي واحد ثلاثة محامي سنودن خلال اقامته في هونغ كونغ، في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان اعتقال موكله كان سيحرمه من اجهزة الكمبيوتر المحمولة التي يملكها "وهو امر لا يمكن ان يحتمله". واضاف ان "النقطة الاساسية في هذه القضية كانت معرفة ما اذا كان سيتم اطلاق سراحه بكفالة". وقال مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج ان التقني الاميركي الشاب الذي الغت الولاياتالمتحدة جواز سفره يحمل "وثائق لاجىء" منحتها له الاكوادور. وقد اكد في مؤتمر هاتفي الاثنين من سفارة الاكوادور التي لجأ اليها قبل عام "انه في صحة جيدة وفي امان"، بدون ان يوضح مكان وجوده. وطلب البيت الابيض الذي شعر باستياء كبير من هونغ كونغ لانها سمحت لسنودن بالرحيل لاسباب قانونية رسميا، من روسيا بحزم "دراسة كل الخيارات التي تملكها لتسليم سنودن الى الولاياتالمتحدة". وصرح الرئيس الاميركي باراك اوباما ان بلاده "تتبع كل الطرق القانونية وتعمل مع دول اخرى عديدة" لتتمكن من توقيفه. وهدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين الصين وروسيا بانه ستكون لهذه القضية انعكاسات على العلاقات مع واشنطن، مؤكدا ان سماح هونغ كونغ برحيله "امر مخيب للآمال". واضاف الوزير الاميركي الذي يزور الهند ان سنودن "خان بلده". ورأى الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني في السماح لسنودن بمغادرة هونغ كونغ "خيارا متعمدا من قبل الحكومة الصينية بالافراج عن فار على الرغم من مذكرة توقيف صالحة بحقه". وقال ان "هذا القرار سيكون له بلا شك تأثير سلبي على العلاقات بين البلدين". ونقلت وكالة الانباء الروسية انترفاكس عن مصادر مطلعة ان روسيا تدرس طلبا تقدمت به الولاياتالمتحدة لتسليم سنودن. لكن مصدرا آخر قال ان سنودن لا يمكن ان يعتقل ويسلم "لانه لم يعبر الحدود الروسية"، ملمحا على ما يبدو الى وجود الشاب الاميركي في منطقة الترنزيت في مطار موسكو شيريميتييفو. وتضاربت المعلومات عن مصير سنودن الذي لم يستقل على ما يبدو رحلة متوجهة من موسكو الى هافانا كان اسمه مسجلا على لائحة ركابها واقلعت بعيد ظهر الاثنين. وذكر مصدر قريب من الملف لوكالة فرانس برس انه غادر روسيا على الارجح. وقال "تمكن من ان يستقل رحلة اخرى واحتمال ان يكون الصحافيون شهدوا اقلاع الطائرة ضئيل". الا ان مصدرا آخر في اجهزة امن المطار قال لوكالة الانباء الرسمية ايتار تاس ان الاميركي ما زال موجودا في قاعة الترانزيت في مطار موسكو. وكان يفترض ان يتوجه سنودن الى كوبا ومنها الى الاكوادور التي طلب اللجوء السياسي اليها. وقد اكد الرئيس الاكوادوري رافايل كوريا الاثنين ان بلاده تدرس "بمسؤولية كبيرة" طلب اللجوء الذي تقدم به سنودن. وقال كوريا على حسابه على موقع تويتر "سنتخذ القرار الذي نرى انه الافضل في اطار الاحترام المطلق لسيادتنا". ومنحت الاكوادور اللجوء الى اسانج الذي تبحث عنه الولاياتالمتحدة لنشره في 2010 مئات الآلاف من الوثائق الدبلوماسية السرية. ونشرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست التي تصدر في هونغ كونغ اليوم الثلاثاء مقابلة كانت اجرتها مع سنودن في 12 حزيران/يونيو. وقال سنودن انه سعى الى العمل مه شركة "بوز الن هاملتن" بهدف جمع الادلة على نشاطات وكالة الامن القومي. واضاف للصحيفة التي تصدر باللغة الانكليزية ان "مهامي في هذه الشركة كانت تسمح لي بالاطلاع على لوائح الاجهزة (حواسيب وهواتف نقالة) التي تتجسس عليها وكالة الامن القومي في العالم". واضاف "لهذا السبب قبلت الوظيفة قبل ثلاثة اشهر". من جهته، روى محاميه ان سنودن الذي توجه الى هونغ كونغ في 20 ايار/مايو قادما من هاواي حيث كان يعمل بعقد ثانوي مع وكالة الامن القومي "وصل بمفرده الى هونغ كونغ بعدما شعر انه تم التخلي عنه واتصل بمنظمات للدفاع عن حقوق الانسان على علاقة بمحامين".