نقل الرئيس السابق في جنوب افريقيا نلسون مانديلا مجددا السبت الى المستشفى في بريتوريا جراء اصابته بالتهاب رئوي واعتبر اطباؤه ان وضعه الصحي "مقلق" علما بانه يتنفس من دون مساعدة. وهي المرة الثالثة منذ كانون الاول/ديسمبر 2012 ينقل فيها مانديلا الى المستشفى. وتم توجيه الاف الرسائل التضامنية معه من كل انحاء العالم وخصوصا من جانب مواطنيه. وقالت رئاسة جنوب افريقيا في بيان لا تخلو لهجته من القلق "صباح اليوم تدهورت حالته حوالى الساعة 1,30 (23,30 ت غ الجمعة) ونقل الى مستشفى في بريتوريا"، مؤكدة ان "حالته ما زالت حرجة لكنها مستقرة". وكانت زوجته غراسا ماشيل الغت منذ الخميس زيارة للندن كانت مقررة في نهاية الاسبوع وهي حاليا في المستشفى الى جانبه وفق ما اوضح المتحدث باسم الرئاسة ماك مهاراج لفرانس برس. وقال المتحدث في حديث لتلفزيون فرانس برس "انه التهاب رئوي يؤثر على وظائف عديدة منها التنفس. لكن الاطباء قالوا لي انه يتنفس من دون مساعدة وبالتالي اعتقد انها علامة ايجابية". واضاف "في الايام الاخيرة اصيب الرئيس مانديلا مجددا بالتهاب رئوي. وعولج من قبل الاطباء في منزله لكن في وقت مبكر من صباح اليوم عند قرابة الساعة 1,30 (23,30 تغ) تفاقمت حالته ما اضطر الى نقله الى المستشفى". وتابع "ان مانديلا شخص مقاوم وفي هذه السن طالما قاوم طالما كان في صحة جيدة". وقال المتحدث انه لم يتم كشف اسم المستشفى الذي نقل اليه مانديلا حرصا على خصوصيته. وردا على سؤال حول القلق على حياة مانديلا قلل المتحدث من شأن ذلك بالقول "في البداية (عندما ادخل في المرات السابقة الى المستشفى) كنا قلقين جدا لكن هذه المرة قلقنا اقل بسبب تقدمه في السن (...) ليس علينا ان نقلق بل فقط ان نستمر في التفكير بالطريقة التي جعلت حياته منا اشخاصا صالحين". وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات حول صحة مانديلا. وعلق مالونغا مبوكودي (62 عاما) الذي يقيم في كونو، قرية مانديلا في مقاطعة شرق الكاب، "صدمت هذا الصباح حين سمعت في الاذاعة انه نقل مجددا الى المستشفى. اعتقد ان علينا ان نقبل ببساطة ان مانديلا بات عجوزا وسيغادرنا قريبا". وعلى موقع تويتر، قال نات تونر "الحياة تستمر، علينا ان نقبل اننا سنرحل جميعا في يوم ما. لا احد يعيش الى الابد ولا حتى ماديبا مع كل احترامي". وما ان اعلن خبر نقل مانديلا الى المستشفى حتى تدفقت رسائل الدعم من الافراد والاحزاب السياسية بكل لغات العالم، وتمنى اصحابها شفاء عاجلا لمن حاز جائزة نوبل للسلام العام 1993. وقالت كايتلن هايدن المتحدثة باسم مجلس الامن القومي الاميركي، مكتب السياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما، ان "افكارنا وصلواتنا تتوجه الى (نلسون مانديلا) وعائلته وسكان جنوب افريقيا". وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على موقع تويتر ان "افكاري مع نلسون مانديلا الذي نقل الى المستشفى في بريتوريا". ومن التعليقات التي كتبت "اصمد ماديبا، نحتاج الى ان تشع روحك المضيئة اكثر واكثر على هذا العالم المظلم. نحبك". من جانبه، قال بيل غيتس مؤسس مجموعة مايكروسوفت عبر البي بي سي "كان قائدا يفوق الوصف ومصدر الهام للجميع". ودعا حزب مانديلا السابق الذي لا يزال حاكما في جنوب افريقيا العالم الى الصلاة مع مواطني جنوب افريقيا وقال "سنبقي الرئيس مانديلا وعائلته في افكارنا وصلواتنا وسندعو الجنوب افارقة ومواطني العالم اجمع الى القيام بالمثل من اجل حبيبنا ماديبا". وسيحتفل مانديلا في 18 تموز/يوليو المقبل بعيد ميلاده الخامس والتسعين. وقد بدا ضعيفا جدا في الصور الاخيرة التي تم تسريبها في اواخر نيسان/ابريل لمناسبة زيارة قام بها مسؤولون كبار في البلاد الى منزله. وبدا جالسا على كنبة يخفي غطاء ساقيه. وبدا وجهه جامد التعابير بدون اي انفعال فيما كان زواره يمزحون حوله. وبدا في لحظة ما ينطق بكلمة. واوضحت الرئاسة جنوب الافريقية ان "الرئيس تلقى علاجا تخصصيا والاطباء يفعلون ما بوسعهم ليشعر بالتحسن". وكان بطل النضال ضد نظام الفصل العنصري دخل المستشفى للمرة الاخيرة في اواخر اذار/مارس وامضى فيه عشرة ايام لاصابته ايضا بالتهاب رئوي متكرر مرتبط على الارجح باثار اصابته بمرض السل عندما كان في سجن جزيرة روبن آيلند قبالة الكاب. وقد امضى مانديلا في ذلك السجن 18 سنة من اصل 27 قضاها في سجون نظام الفصل العنصري، يكسر الحجارة وسط غبار الحق ضررا دائما برئتيه. ولم يعد لمانديلا اي ظهور علني منذ العام 2010 وبات يعيش في عزلة تامة بعيدا عن الحياة السياسية. كما لم يعد يعبر علانية عن اي رأي منذ سنوات. لكنه ما زال يحظى بالاحترام من كافة الشعب لانه نجح في تفادي تفجير العنف العنصري اثناء الانتقال من نظام الفصل العنصري الى الديموقراطية في 1994. وذلك الانتقال الناجح استحق بسببه جائزة نوبل للسلام في 1993 التي تقاسمها مع اخر رئيس لنظام الابارتييد فريدريك دو كليرك. وقد وصفه الاسقف ديسموند توتو الذي يعتبر ايضا من ابرز شخصيات النضال ضد نظام الفصل العنصري ونال ايضا جائزة نوبل للسلام، يوما ب"الايقونة العالمية للمصالحة".