ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية ان شركة فيرايزون الاميركية المشغلة للاتصالات تقوم يوميا بتسليم وكالة الامن القومي، احدى ابرز وكالات الاستخبارات الاميركية، البيانات الهاتفية العائدة للملايين من مشتركيها. وبحسب مذكرة سرية اوردتها الصحيفة صادرة عن محكمة فدرالية بشأن الاستخبارات الخارجية فإن شركة فيرايزون تقدم يوميا لوكالة الامن القومي بيانات عن "كل الاتصالات الهاتفية على شبكتها والتي تم اجراؤها داخل الولاياتالمتحدة وبين الولاياتالمتحدة وبلدان اخرى". وعلق مسؤول اميركي رفيع المستوى الاربعاء طالبا عدم كشف اسمه بأن جمع اجهزة الاستخبارات لمعلومات هاتفية يمثل "اداة اساسية" في مكافحة الارهاب. ومن دون اعطاء تأكيد واضح لهذه المعلومات، شدد المسؤول الاميركي على ان الوثيقة التي نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية "لا يسمح للحكومة بالتنصت الى المحادثات الهاتفية لاحدهم" ولا يتناول "مضمون المحادثات او اسم المشتركين". واشار هذا المسؤول الى ان المعلومات المرسلة هي "بيانات وصفية مثل رقم الهاتف او مدة الاتصال". وتسمح المذكرة المؤرخة في 25 نيسان/ابريل للحكومة بالحصول على هذه البيانات خلال فترة ثلاثة اشهر اي حتى 19 تموز/يوليو. واشارت صحيفة الغارديان الى ان ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما "جمعت بشكل غير منظم البيانات الهاتفية لملايين المواطنين الاميركيين من دون تمييز (...) سواء كانوا مشتبها فيهم ام لا في اي مخالفة". وفي عهد الرئيس السابق جورج بوش، جمعت وكالة الامن القومي -- بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 -- بشكل سري كميات كبيرة من البيانات الهاتفية والمراسلات الالكترونية. وفي العام 2006، كشفت صحيفة "يو اس ايه توداي" الاميركية ان وكالة الامن القومي "تجمع بشكل سري البيانات الهاتفية لعشرات ملايين الاميركيين عبر استخدام عناصر مقدمة من (الشركات المشغلة للاتصالات) ايه تي اند تي، فيرايزون وبيل ساوث"، وذلك بهدف "كشف انشطة ارهابية". لكن "حتى اليوم، لم يتم جمع معلومات تفيد بان حكومة اوباما اقامت مثل هذا البرنامج"، وفق الغارديان.