اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء ان موسكو "لم تسلم بعد" صواريخ ارض-جو اس 300 الى سوريا "لعدم الاخلال بميزان القوى" في المنطقة، وحذر في الوقت نفسه من مغبة اي تدخل عسكري. وفي ختام قمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي قال بوتين ان العقد لتسليم دمشق هذه الاسلحة المتطورة "وقع قبل عدة سنوات، ولم يطبق حتى الان". واضاف بوتين الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي في ايكاتيرينبورغ (1500 كلم الى الشرق من موسكو) والى جانبه رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، "انه بالتاكيد سلاح خطير. لا نريد الاخلال بميزان القوى في المنطقة". وتأتي هذه التصريحات بعد بضعة ايام من تلميح الرئيس السوري بشار الاسد الى حصول بلاده على صواريخ ارض جو روسية متطورة من طراز اس 300 موازية لصواريخ باتريوت. كذلك حذر بوتين التي تعتبر بلاده الداعم الرئيسي لنظام بشار الاسد، من اي تدخل عسكري اجنبي في سوريا معتبرا ان ذلك سيكون مصيره "الفشل". وقال "اؤكد مرة جديدة ان اية محاولة للتاثير على الوضع في سوريا بالقوة عبر تدخل عسكري مصيرها الفشل وستؤدي الى عواقب انسانية كبرى". واكد فان رومبوي من ناحيته "ان الاتحاد الاوروبي مقتنع انه لا يوجد اي بديل لحل سياسي في سوريا". ومن المرتقب عقد اجتماع تحضيري للمؤتمر الدولي حول سوريا الاربعاء في جنيف. وقد اطلق وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف مطلع ايار/مايو الماضي مبادرة لعقد مؤتمر "جنيف-2" بعد اجتماع جنيف الاول الذي عقد في حزيران/يونيو 2012، على ان يضم ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة. واسفر النزاع في سوريا منذ اذار/مارس 2011 عن سقوط اكثر من 94 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، كما تسبب بنزوح 4,25 مليون شخص من اصل تعداد سكاني يقدر بنحو22 مليون نسمة في سوريا. وعطلت روسيا خلال عطلة نهاية الاسبوع المنصرم مشروع اعلان لمجلس الامن الدولي اقترحته بريطانيا حول الوضع في مدينة القصير بوسط سوريا. وتتهم موسكو من جهتها الاتحاد الاوروبي بتشجيع المعارضة السورية على رفض اي حل سلمي من خلال رفعها الاسبوع المنصرم الحظر على تسليم اسلحة للمقاتلين المعارضين للنظام السوري. وفي تقريرها الاخير الذي نشر الثلاثاء اعلنت لجنة تحقيق الاممالمتحدة حول سوريا ان الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب اصبحت "واقعا يوميا" في سوريا، مشيرة بشكل خاص الى استخدام اسلحة كيميائية ومجازر واعمال تعذيب. وقالت القاضية السويسرية كارلا دل بونتي العضو في لجنة التحقيق "اصبت بذهول كبير لمدى العنف وقساوة الاعمال الاجرامية خصوصا اعمال التعذيب". واضافت دل بونتي "ان عنصرا اخر اقلقني وهو استخدام الاطفال في المعارك" وهم يتعرضون ل"القتل والتعذيب". من جهتها رجحت منظمة هيومن رايتس ووتش التي مقرها في نيويورك في بيان نشرته الثلاثاء ان يكون 147 شخصا على الاقل عثر على جثثهم في نهر قويق في حلب، كبرى مدن شمال سوريا، خلال فترات متفاوتة مطلع السنة الجارية، قد اعدموا في مناطق خاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الاسد. وعلى الارض، قتل مدني واصيب عنصر من القوات النظامية السورية بجروح الثلاثاء في سقوط خمس قذائف في منطقتي العدوي والمزرعة في وسط دمشق، بعضها وقع قرب السفارة الروسية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقد سبق ان حذرت روسيا في ايار/مايو الماضي من اي تدخل عسكري ضد سوريا بعد ان شن الجيش الاسرائيلي غارتين قرب دمشق قال مسؤول اسرائيلي ان الهدف منهما منع نقل اسلحة الى حزب الله اللبناني حليف نظام الرئيس بشار الاسد. ونصب صواريخ اس-300 , وهي انظمة قادرة على اعتراض طائرات او صواريخ موجهة في الجو، من شأنه ان يعقد الى حد كبير اي مشروع للولايات المتحدة او حلفائها لفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا او التدخل لتأمين او تفكيك اسلحة كيميائية. وبحسب وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون فان تسليم سوريا صواريخ اس-300 قد لا يحصل قبل العام 2014. الى ذلك انتقد بوتين امام القادة الاوروبيين مجددا قرار الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي رفع الحظر على تسليم المعارضة السورية اسلحة معتبرا ان ذلك يشكل "عقبة جدية" امام تنظيم مؤتمر جنيف 2. واتهمت روسيا ايضا الغربيين في بيان لوزارة خارجيتها "بتكديس الاسلحة في منطقة متفجرة"، وذلك في رد فعل على تسليم صواريخ باتريوت رض جو اميركية الى الاردن. كذلك تحدث بوتين امام الصحافيين وقادة الاتحاد الاوروبي بتهكم عن سلامة المشاركين الروس في مؤتمر حول سوريا وهم يجلسون مع مسلحين سوريين معارضين "يشقون البطون ويأكلون احشاء اعدائهم"، في تلميح الى شريط فيديو مرعب عرض الشهر الماضي على الانترنت واثار موجة واسعة من الادانات الدولية، يظهر مقاتلا في المعارضة السورية وهو يشق بطن جندي نظامي ويخرج احشاءه متظاهرا بانه يلتهمها. وقال بوتين "آمل ان لا يحضر مثل هؤلاء الى جنيف-2 لانه ان حصل ستكون لدي مشكلة في تامين سلامة المشاركين الروس وسيكون من الصعب المشاركة في العمل مع هؤلاء".