ادرجت الاممالمتحدة الجمعة جبهة النصرة التي تقاتل النظام في سوريا على لائحة المنظمات المرتبطة بالارهاب، غداة اعلانها عن اجتماع دولي ثلاثي يضمها وموسكووواشنطن ويعقد الاربعاء في جنيف للتمهيد للمؤتمر الدولي الهادف الى ايجاد تسوية للازمة السورية. وفيما اعلنت موسكو احتمال تسليم دمشق طائرات مقاتلة من طراز "ميغ"، استمرت الانتقادات الغربية لعمليات تسليم الاسلحة الروسية الى النظام السوري. وفي وقت يستمر تعثر المعارضة السورية السياسية، تسجل قوات النظام مزيدا من التقدم على الارض لا سيما في منطقتي القصير في ريف حمص في وسط البلاد وفي ريف دمشق. في واشنطن، اعلنت لجنة العقوبات في مجلس الامن الدولي الجمعة اضافة جبهة النصرة الاسلامية السورية الى لائحة المنظمات "المرتبطة بالارهاب". وبذلك، يتم تجميد اصول الجبهة ويفرض حظر على تسليمها اسلحة. وكان زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني اعلن في نيسان/ابريل الماضي مبايعة زعيم القاعدة ايمن الظواهري ليؤكد بذلك العلاقة بين جبهة النصرة والقاعدة. وحاول الجيش السوري الحر على الاثر التمايز عن الجبهة باعلانه ان العمليات العسكرية التي يقوم بها لا علاقة لها بما تقوم به الجبهة، وان ما يجمعهما هو "معارك بحكم الامر الواقع" ضد النظام تفرض عليه احيانا. وكانت الحكومة الاميركية ادرجت العام الماضي جبهة النصرة على لائحة المنظمات الارهابية. وفي اطار الجهود المستمرة لايجاد تسوية سياسية للازمة السورية، اعلنت الاممالمتحدة الخميس "ان ممثلين عن الولاياتالمتحدةوروسياوالاممالمتحدة سيعقدون اجتماعا ثلاثيا في الخامس من حزيران/يونيو في جنيف يتمحور حول التحضير للمؤتمر الدولي حول سوريا الذي انطلق بمبادرة اميركية روسية". وجدد الرئيس السوري بشار الاسد عبر تلفزيون "المنار" التابع لحليفه حزب الله، الخميس "موافقته المبدئية" على المشاركة في مؤتمر "جنيف-2"، بينما اعلن الائتلاف السوري المعارضة رفضه ان يكون جزءا من اي جهد دولي ما لم يعمل المجتمع الدولي على وقف "غزو ايران وحزب الله" لمنطقة القصير السورية. جاء ذلك في خلال اجتماع للمعارضة السورية انتهى مساء الخميس في اسطنبول وتزامن مع تطورات عسكرية في القصير، احد آخر معاقل مقاتلي المعارضة، الى جانب تلبيسة والرستن وبعض احياء مدينة حمص، في المحافظة الحدودية مع لبنان. واكد حزب الله وبشار الاسد مشاركة مقاتلين من الحزب اللبناني في معركة القصير. واورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة ان قوات النظام سيطرت على قرية الجوادية "ليصبح الطوق محكما على الارهابيين في مدينة القصير من الجهة الشمالية". وكانت هذه القوات وقوات حزب الله شددت الخناق على المدينة خلال الايام الماضية من الجهات الغربية والشرقية والجنوبية. رغم ذلك، ذكر رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالانابة جورج صبرة وناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلين معارضين تمكنوا من دخول القصير الليلة الماضية. واوضح المرصد انهم نجحوا في التسلل من "ثغرة فتحوها" على مستوى بلدة شمسين شمال شرق القصير حيث كانوا تعرضوا الخميس لكمين نصبته قوات النظام وقتل فيه احد عشر مقاتلا. في ريف دمشق، قتل الجمعة 19 شخصا بينهم تسعة مقاتلين معارضين، بحسب المرصد السوري في عمليات قصف ومعارك في عدد من القرى والبلدات. ويشير المرصد الى ان قوات النظام حققت اخيرا تقدما محدودا في بعض الاحياء والمناطق في ريف العاصمة، من دون ان تسيطر على اي موقع استراتيجي. يأتي ذلك في ظل استمرار الصعوبات داخل الائتلاف المعارض الذي لم يتمكن خلال ثمانية ايام من الاجتماعات في اسطنبول الا من اتخاذ قرار واحد قضى بتوسيعه ليصبح اكثر تمثيلا. واستلزم ذلك تدخل مسؤولين ودبلوماسيين سعوديين وقطريين وغربيين واتراك. وبين المنضمين الجدد المعارض البارز ميشال كيلو الذي كان اقترح لائحة ب22 اسما لضمها الى الائتلاف، والاسماء هي خصوصا لشخصيات علمانية وتنتمي الى الاقليات المسيحية والعلوية والكردية، وذلك بهدف اقامة توازن مع جماعة الاخوان المسلمين التي كانت تملك النفوذ الاكبر في الائتلاف حتى الآن. وتمت الموافقة على عشرة اسماء من تلك التي اقترحها كيلو. كما وافق الائتلاف على حوالى اربعين اسما آخرين ليصبح عدد اعضاء الائتلاف الاجمالي 114. ويمثل المنضوون الاربعون المجالس العسكرية والناشطين على الارض. ولم يتبين بالتحديد بعد لمن باتت تميل الاكثرية داخل الائتلاف. وانتقد السوريون الذين يتظاهرون اسبوعيا للمطالبة باسقاط النظام الجمعة الائتلاف المنقسم، معتبرين اياه، كما جاء في لافتة رفعت في كفرنبل في ريف ادلب (شمال غرب) انه "بات جزءا من المشكلة لا الحل". بينما ذكرت تظاهرة سارت في تلبيسة قادة المعارضة في الخارج بارقام القتلى والجرحى والمهجرين والنازحين وب"مبادىء الثورة السورية" التي هي "الحرية" لا المصالح الشخصية. على صعيد آخر، ذكرت وسائل اعلام روسية الجمعة ان موسكو لم تسلم بعد صواريخ "اس-300" الى النظام السوري، وان التسليم قد لا يتم هذا العام. واعلن مدير شركة ميغ سيرغي كوروتكوف ان روسيا يمكن ان تسلم سوريا عشر مقاتلات من طراز ميغ-29 ام ام2"، وان "هناك وفدا سوريا في موسكو حاليا يتم تحديد تفاصيل الاتفاق معه". واعتبرت كل من واشنطن ولندن ان شحنات الاسلحة الروسية الى النظام لن تسهم في ارساء السلام في سوريا التي قتل فيها في 26 شهرا اكثر من 94 الف شخص. في المقابل، اضفى الاتحاد الاوروبي الصفة الرسمية الجمعة على قرار رفع الحظر على الاسلحة الى المقاتلين السوريين المعارضين الذي كان اتخذته 27 دولة اعضاء في الاتحاد بضغط من بريطانيا وفرنسا قبل ايام. واوضح المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان تسليم الاسلحة المحتمل "لن يكون ممكنا الا وفق شروط صارمة جدا". وسيرتبط خصوصا بضمانات حول "الوجهة النهائية" للاسلحة و"مستخدميها"، في محاولة لتفادي وقوعها بين ايدي المجموعات المتشددة او الاسلامية.