قتل 26 شخصا واصيب نحو 80 آخرين بجروح الخميس في العراق، ليترفع الى اكثر من 600 عدد الذين قتلوا منذ بداية ايار/مايو، في وقت حذرت الاممالمتحدة من تصاعد العنف الطائفي. وقالت مصادر امنية وطبية مسؤولة لوكالة فرانس برس ان 21 شخصا قتلوا واصيب 71 بجروح في بغداد، بينما قتل خمسة اشخاص واصيب ثمانية بجروح في مناطق اخرى في العراق. وتمثل هذه الهجمات امتدادا للعنف الدامي المتصاعد في العراق في الاسابيع الاخيرة، والذي بات يحصد يوميا ما لا يقل عن عشرين قتيلا. وجاءت هذه الهجمات بعد يوم على مقتل 28 شخصا بينهم 16 قضوا في مجموعة تفجيرات استهدفت حفل زفاف في منطقة سنية شيعية في جنوب بغداد. ومنذ بداية ايار/مايو، قتل اكثر من 600 شخص في انحاء متفرقة من البلاد، بحسب حصيلة تعدها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية. وقال ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في اتصال هاتفي مع فرانس برس من برلين "الوضع يمكن ان يسوء اكثر (...) ولو كان هناك توافق سياسي، لكن الامن في وضع افضل". واضاف "ما نراه اليوم هو غياب الاتفاق السياسي، فيما يتصاعد العنف الطائفي"، مضيفا "نشعر بقلق حقيقي". كما ذكر في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه ان "العنف الممنهج على استعداد للانفجار في اي لحظة ان لم يسع القادة العراقيون على الفور لاخراج البلاد من هذه الفوضى". وكان كوبلر اعرب خلال لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي امس الاربعاء عن "مخاوف جدية من ارتفاع وتيرة العنف في العراق، وخطر عودة الصراع الطائفي إلى البلاد في حال عدم اتخاذ إجراءات حاسمة من قبل القادة السياسيين". واضاف بحسب بيان تلقت فرانس برس نسخة منه "تقف البلاد عند مفترق طرق،" داعيا الاتحاد الاوروبي الى القيام بدور اقوى في التعامل مع التطورات التي تشهدها البلاد. بدوره، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي في بغداد "هناك قلق دولي وعالمي حول ما يحصل في العراق". وراى انه "اذا لم يكن هناك من توافق وتفاهم سياسي فسينعكس ذلك ولن يكون هناك وضع امني مستقر (...) هذه قاعدة ذهبية". وتابع زيباري ان "مسؤولية الحكومة (...) منع العودة الى حرب طائفية. هذا الامر لا يجب ان يحدث مجددا". ووقعت اكبر الهجمات الخميس في منطقة البنوك في شرق بغداد، حيث قتل خمسة اشخاص واصيب 16 بجروح بانفجار سيارتين مفخختين. واستهدفت سيارات مفخخة اخرى وعبوات ناسفة في بغداد مناطق مجمع المشن في وسط العاصمة، والكرادة (وسط)، والسيدية (جنوب)، والمغرب (شمال) والشعب (شرق). وفي الانبار، قتل مسلحون مجهولون اثنين من حرس الحدود في كمين نصبوه لهما في منطقة تبعد 160 كلم غرب الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، بحسب العقيد في حرس الحدود عمر داود سليمان. وبعيد منتصف الليل، استهدفت سيارة مفخخة يقودها انتحاري نقطة تفتيش للشرطة في غرب الموصل (350 كلم شمال بغداد) ما ادى الى مقتل ثلاثة من الشرطة واصابة ثمانية اخرين بجروح، بحسب الملازم اول اسلام الجبوري. وفي هذا السياق، اعلنت قيادة عمليات بغداد اليوم "منع حركة الدراجات النارية والعربات بمختلف انواعها اعتبارا من يوم غد وحتى اشعار آخر". كما اعلنت عمليات بغداد عن منع السيارات التي تحمل لوحات مؤقتة من التجول في العاصمة بدءا من الساعة 06,00 (03,00 تغ) من صباح الجمعة "وحتى اشعار اخر". وجاءت هذه القرارات "استعدادا" لزيارة مرقد الامام موسى الكاظم، نجل الامام جعفر الصادق وسابع الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية، والتي تبلغ ذروتها الاسبوع المقبل. وكان رئيس الوزراء نوري المالكي اعلن عن اجراءات امنية جديدة تشمل تغييرات في قيادات العمليات والفرق العسكرية، الا ان هذه الاجراءات لم تحد من اعمال العنف المتصاعدة.