تقوم القوات الامنية بدوريات في شوارع بلدة في شرق بورما الخميس عقب تجدد اعمال عنف دينية اسفرت عن سقوط قتيل والعديد من الجرحى. وتم نشر الجنود في بلدة لاشيو بولاية شان فيما سعت السلطات لوقف اعمال عنف دامية، هي الاخيرة في سلسلة اشتباكات في انحاء البلاد مثلت تحديا كبيرا للحكومة الاصلاحية. واعلن المسؤول في وزارة الاعلام نانغ هساي لي خام لوكالة فرانس برس ان "الجيش بات مكلفا بالامن" في المدينة مضيفا ان الوضع "هادئ" بعد يومين من اعمال العنف. واضاف ان "بعض الاشخاص جابوا امس (الاربعاء) شوارع المدينة على دراجات نارية حاملين سكاكين وعصي لكن ذلك لم يتجدد اليوم وقوات الامن منتشرة في كل مكان". وفتحت بعض المحلات التجارية مجددا الخميس وبدت المدينة هادئة بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وشهدت المدينة خلال يومين موجة جديدة من اعمال العنف بين بوذيين ومسلمين اسفرت عن سقوط قتيل على الاقل وخمسة جرحى حسب حصيلة الحكومة. كما احرق مسجد ودار للايتام فيما كان عدد من مثيري الشغب يجوبون الشوارع حاملين العصي مهددين مسلمين. وافادت الصحيفة الرسمية نيو لايت اوف ميانمار عن احراق ثلاثة مبان دينية وعشرات المحلات التجارية والعديد من المنازل خلال الاشتباكات . واضافت الصحيفة ان اعمال العنف اندلعت اثر اعتداء اجرامي لا علاقة له بالدين، على امرأة بوذية الثلاثاء وان السلطات تدعو السكان على عدم السماح بتحول الاعتداء الى "صراع ديني". وقالت الشرطة البورمية انه تم اعتقال 9 اشخاص حتى الان واضافت ليل الاربعاء ان الشرطة والجيش يعملان سويا لاخماد العنف. والقت هذه الاحداث الضوء على الخلافات العميقة في الدولة ذات الغالبية البوذية واثارت شكوكا ازاء اصلاحات سياسية حظيت بترحيب واسع منذ انتهاء الحكم العسكري قبل عامين. واثار النزاع الطائفي حذرا دوليا. فقد اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي عن "قلق عميق" ازاء الهجمات ضد المسلمين خلال زيارة تاريخية للرئيس ثين سين لواشنطن. والقوات الامنية متهمة بالتباطؤ في الرد -او حتى التواطؤ- في اعمال العنف التي استهدفت في غالبيتها مسلمين. وتم توقيف مسلم في ال48 من العمر عقب الهجوم الثلاثاء على المرأة البوذية (24 عاما) التي اصيبت بحروق لكنها ليست في حالة خطرة، بحسب وسائل الاعلام الحكومية التي وصفت المهاجم بانه مدمن على المخدرات. وفي اذار/مارس الماضي قتل 44 شخصا في اعمال عنف طائفية وسط بورما فيما احرقت الاف المنازل. وبعض الرهبان البوذيين الذي كانوا من اقوى المدافعين عن مطالب الديمقراطية خلال فترة الحكم العسكري القمعي لبورما، تورطوا في اعمال العنف فيما يقود اخرون حركة تدعو لمقاطعة المتاجر المملوكة لمسلمين. واعمال العنف التي هزت ولاية راخين (غرب) العام الماضي ادت الى مقتل نحو 200 شخص ونزوح ما يصل الى 140 الف اخرين، غالبيتهم من الروهينجيا المسلمين.