قال مسؤولون لبنانيون ان مسلحين قتلوا ثلاثة جنود لبنانيين حين فتحوا النار على نقطة تفتيش عسكرية في وادي البقاع الشرقي يوم الثلاثاء قبل ان يلوذوا بالفرار عبر الحدود الى سوريا. ولم يتضح من نفذ الهجوم وهو الاحدث في المنطقة الحدودية التي تنزلق أكثر فأكثر في الصراع الدائر في سوريا المجاورة. وقسمت الحرب الاهلية في سوريا لبنان حيث يؤيد غالبية اللبنانيين الشيعة الرئيس السوري بشار الاسد بينما يؤيد عدد كبير من السنة المعارضة السورية التي يقودها السنة مما يضع الجيش اللبناني تحت ضغط كبير ليكبح التوترات الطائفية في البلاد. ويلقي غالبية السنة في شمال وشرق لبنان على الجيش مسؤولية منعهم من مساندة مقاتلي المعارضة في سوريا بالاسلحة والمقاتلين وفي الوقت نفسه يحملونه مسؤولية الفشل في منع حزب الله الشيعي من ارسال مقاتلين لدعم الاسد. ووقع هجوم يوم الثلاثاء قبل الفجر قرب بلدة عرسال. ويستخدم مقاتلو المعارضة السورية المناطق الحدودية الواقعة حول عرسال لتهريب السلاح والمقاتلين من لبنان الى سوريا وشهدت هذه المنطقة اشتباكات سابقة بين الجيش اللبناني ومسلحين. وذكر الجيش اللبناني ان الجنود في نقطة التفتيش تصدوا للمهاجمين ووقع اشتباك اسفر عن "استشهاد الجنود الثلاثة." وقال في بيان "عند الساعة 3.30 من فجر اليوم تعرض أحد مراكز الجيش في منطقة وادي حميد-عرسال لهجوم غادر قامت به مجموعة مسلحة تستقل سيارة جيب سوداء اللون وقد تصدت عناصر الحاجز للمهاجمين وحصل اشتباك أسفر...عن استشهاد ثلاثة عسكريين وباشرت قوى الجيش ولا تزال عمليات تفتيش واسعة في المنطقة بحثا عن المسلحين الذين فروا الى الجرود المجاورة." وصرح وزير الدفاع اللبناني فايز غصن بأن قوات الجيش تبحث عن المسلحين الذين ربما هربوا الى سوريا. وقال الجيش انه قبل ساعات سقط صاروخ على بلدة الحرمل التي تقطنها غالبية شيعية على بعد 30 كيلومترا شمالي عرسال مما ادى الى مقتل امرأة واصابة شخصين. وامتد الصراع في سوريا المستمر منذ 26 شهرا وأودى بحياة أكثر من 80 الفا الى لبنان بوتيرة اسرع مما اثار مخاوف على الدولة الصغيرة التي فقدت ما بين مئة الف ومئة وخمسين الف قتيل في حربها الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990 . ويقاتل حزب الله الى جانب قوات الاسد لطرد مقاتلي المعارضة من بلدة القصير الحدودية السورية القريبة في الوقت الذي تسلل فيه عبر الحدود عدد من المسلحين السنة الموالين للمعارضة للانضمام الى الانتفاضة. وفي مدينة طرابلس بشمال لبنان قتل الاسبوع الماضي 25 شخصا على الاقل في اشتباكات في الشوارع أذكتها في الاساس التوترات الناجمة عن معركة القصير وفي العاصمة اللبنانية سقط صاروخان على جنوببيروت معقل حزب الله. ووقع الهجوم الصاروخي بعد خطاب لحسن نصر الله زعيم حزب الله تعهد فيه بتحقيق النصر في معركة الحزب دفاعا عن الاسد. وظلت سوريا على مدى 30 عاما تسمح بمرور الاسلحة التي ترسلها ايران الى حزب الله. ولم تعلن اي جهة المسؤولية عن الصواريخ التي اطلقت على جنوببيروت لكن افترض على نطاق واسع انها جاءت ردا على خطاب نصر الله من جانب مقاتلين سوريين هددوا بنقل القتال الى لبنان ما لم ينسحب حزب الله من سوريا. وواجه الجيش اللبناني مسلحين من قبل في عرسال. وفي فبراير شباط قتل جنديان لبنانيان ومسلحان في تبادل لاطلاق النار قرب عرسال بعد ان دخل الجيش المنطقة لاعتقال عضو مشتبه به من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. من ليلى بسام (إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية- تحرير أحمد صبحي خليفة)