ستوكهولم (رويترز) - ساد هدوء نسبي العاصمة السويدية ستوكهولم مساء السبت حيث لم تقع سوى حوادث عنف فردية فقط من قبل شبان بعد اعمال عنف استمرت نحو اسبوع وشهدت حرق سيارات وتخريب ممتلكات مما سلط الضوء على التفاوت المتزايد في المجتمع السويدي. واستدعت الشرطة تعزيزات من كل انحاء السويد لوقف اعمال الشغب وانتشرت بقوة في الضواحي الفقيرة بستوكهولم والتي شهدت اسوأ حوادث. وقال لارس بيستروم المتحدث باسم الشرطة"انها هادئة الى حد ما . "ليست اسوأ من أي ليلة عادية." واضاف بيستروم ان 12 شخصا اعتقلوا في جنوب العاصمة السويدية وان النار اشعلت في عدة سيارات في مناطق مختلفة من المدينة. وامتنع عن تحديد ما اذا كانت الشرطة تعتقد ان موجة اعمال الشغب التي هاجمت خلالها عصابات من الشبان مراكز شرطة ومدارس ومبان اخرى واحرقت مئات السيارات قد انتهت. وفي هاسبي بشمال غرب ستوكهولم احتفل السكان بنهائي بطولة ابطال دوري اوروبا بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند مما ساعد على اشاعة جو احتفالي في واحدة من المناطق التي شهدت اسوأ اعمال شغب خلال الايام الاخيرة. وكشفت أعمال العنف وجود هوة بين أغلبية ميسورة وأقلية أغلبها من الشبان الذين ينتمون لعائلات مهاجرة والذين لايستطيعون العثور على عمل ويشعرون بالتهميش. واثار اعمال الشغب تلك قتل الشرطة بالرصاص في وقت سابق من الشهر الجاري رجلا قالت وسائل الاعلام المحلية انه مهاجر برتغالي ويشتبه بانه كان يشهر سكينا كبيرا في ضاحية هاسبي بستكوكهولم. ولكن حجم اعمال الشغب تلك تعد محدودة نسبيا بالمقارنة مع الاضطرابات التي شهدتها لندن وباريس في السنوات الاخيرة ولم تقع اصابات تقريبا. وسارت الامور بشكل طبيعي في اغلب مناطق العاصمة. ولكن اعمال العنف قد اصابت بالصدمة بلدا يتباهي منذ فترة طويلة بشبكته السخية من التأمين الاجتماعي. ولكن سبع سنوات من حكم يمين الوسط قلصت الرعاية الاجتماعية في حين تواجه بعض البلدات صعوبة في التكيف مع الموجة الثقيلة من الهجرة التي تشهدها من سوريا ودول اخرى مزقتها الحرب. وترتفع حجم البطالة بشكل خاص في احياء مثل التي وقعت فيها اعمال الشغب حيث يعيش طالبو الهجرة من العراق والصومال وافغانستان وامريكا اللاتينية. ونحو 15 في المئة من سكان السويد مولودون في الخارج. في حين ان كثيرين من دول الشمال المجاورة فان اخرين اجتذبتهم سياسة السويد بالترحيب بطالبي اللجوء من الدول التي تمزقها الحرب. وأظهرت دراسة حكومية أجريت حديثا أن نحو ثلث الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و29 عاما في بعض أفقر المناطق في كبرى المدن السويدية لا يدرسون أو يعملون. وتتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء في السويد بوتيرة أسرع من أي دولة أخرى وفقا لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالرغم من أن الفقر المدقع لا يزال غير شائع.