قتل ثلاثة اشخاص على الاقل الاثنين في اعتداء مزدوج بسيارة مفخخة في داغستان الواقعة في منطقة القوقاز الروسي القريبة من الشيشان. وقد تحدثت لجنة التحقيق في مرحلة اولى عن ثمانية قتلى في هذا الاعتداء الذي وقع بالقرب من مقر هيئة قضائية في محج قلعة عاصمة داغستان. لكن مندوبا عن قوات الامن قال بعد ذلك لوكالة فرانس برس ان مصابين اعتبروا قتلى خطأ. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت ساتينا عبيداتوفا المسؤولة عن المكتب الاعلامي للشرطة المحلية "قتل ثلاثة اشخاص، الاول على الفور وتوفي اثنان لدى نقلهما الى المستشفى". واضافت "اصيب اربعة واربعون شخصا، ومعظمهم في حالة خطرة، بمن فيهم احد الاطفال". وشوهدت بقع دماء وقطع سيارات بشعاع 200 متر حول مكان وقوع الانفجار في شارع مكتظ في العاصمة الداغستانية، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس. وألحق الانفجار ايضا اضرارا بخطوط التوتر العالي. وانفجرت سيارتان بفارق دقائق. وذكرت لجنة التحقيق ان "سيارة اولى انفجرت من دون ان تسفر عن سقوط ضحايا. وبعد دقائق عندما وصل عناصر من الشرطة الى مكان الانفجار، حصل انفجار ثان اسفر عن ضحايا". وكان الانفجار الثاني اقوى من الاول. وذكر مصدر في قوات الامن في تصريح لوكالة انباء ايتار تاس الروسية ان الانفجار قد يكون محاولة اغتيال استهدفت مسؤولا رفيع المستوى في جهاز المساعدين القضائيين. وقالت الشرطة ان مساعدا قضائيا واثنين من الشرطة هم بين القتلى. وغالبا ما يلجأ متمردو القوقاز الروسي الى تكتيك الاعتداء المزدوج الذي يوقع قتلى في صفوف قوات الامن. وتم تفجير العبوات عن بعد. من جهتها اوضحت تاتيانا تورناييفا المتحدثة باسم المعاونين القضائيين في تصريح لوكالة انباء انترفاكس ان "جميع موظفي جهاز المعاونة القضائية قد نقلوا الى مكان آخر". وكثيرا ما تتعرض داغستان لهجمات منتظمة يعلن مسؤوليته عنها التمرد الاسلامي الذي تمدد من الشيشان الى كامل انحاء شمال القوقاز. وهي اكثر المناطق تأثرا بأعمال العنف والهجمات اليومية فيها. ويعيش في داغستان والدا الشقيقين تيمورلنك وجوهر تسارناييف المتهمين في تفجيري بوسطن في الولاياتالمتحدة اللذين اسفرا عن ثلاثة قتلى واكثر من 200 جريح في 15 نيسان/ابريل. وقتل احد الشقيقين واعتقل الاخر في الولاياتالمتحدة. وبعد الاعتداءات توجه وفد اميركي الى محج قلعة للقاء والدي الاخوين والتحقيق في صلتهما بالتمرد. واعتبر المحلل المستقل بافل فلغنهاور ان "هذه الانفجارات تؤكد مرة اخرى خطورة الوضع غير المستقر في القوقاز. يمكن الحديث عن التمرد الذي يتخذ من داغستان مركزا". واضاف ان "التمرد جيد التنظيم في القوقاز ويتمتع بقوة غير اعتيادية في داغستان. انه يخوض حربا اهلية ضد قوات الامن". ويستفيد المتمردون من دعم قوي من السكان المحليين الذين ينتقمون بهذه الطريقة من وحشية قوات الامن وفسادها، كما قال هذا الخبير.