بيروت (رويترز) - قال نشطاء من المعارضة السورية إن 25 شخصا قتلوا في قصف شنه الجيش على بلدة حلفايا وسط البلاد يوم الجمعة بعد انهيار هدنة محلية استمرت شهورا بين الجيش والمعارضة المسلحة. وقال ناشط من المنطقة يدعى صافي الحموي لرويترز إن حلفايا تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة منذ ما يزيد على خمسة أشهر وتم الاتفاق على هدنة هناك بين الطرفين المتحاربين في مسعى لحماية آلاف المدنيين. وأضاف أن قوات الرئيس بشار الأسد أطلقت إنذارا نهائيا لشيوخ البلدة قائلة إن المعارضين يجب أن يغادروها بحلول مساء الخميس وبدأت في قصفها بكثافة بعد انتهاء المهلة. وأظهر تسجيل مصور التقطه أحد الهواة ونشره نشطاء من المعارضة على الإنترنت عشرات الأشخاص وهم يشقون طريقهم عبر نهر للهروب من القصف. وقال صوت قريب من الكاميرا إن حلفايا تحت الحصار وإن هذا هو الطريق الوحيد للهروب من مذبحة ترتكبها القوات الحكومية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه تأكد من مقتل خمسة أشخاص ولكنه يعمل على التحقق من سقوط باقي القتلى. وسيطر مقاتلو المعارضة على معظم مناطق البلاد وضعفت قبضة الأسد على السلطة غير أن القوات الحكومية شنت هجوما مضادا في الأسابيع القليلة الماضية. وحلفايا هي أحدث الجبهات التي فتحها الجيش في أنحاء البلاد بما في ذلك مناطق قرب الحدود اللبنانية حيث يحظى الجيش السوري بدعم من مسلحي جماعة حزب الله المؤيدة للأسد. وقالت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي في بيان يوم الجمعة إنها قلقة من التقارير التي تفيد بحشد لقوات الجيش والميليشيات الموالية للأسد قرب بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية. وقال أحد السكان المقيمين قرب القصير إن الجيش ألقى منشورات في البلدة اليوم يحث فيها المدنيين على المغادرة قبل شن هجوم. وقالت بيلاي إن سكان القصير يخشون من احتمال تكرار أعمال القتل التي شهدتها قرية البيضا الساحلية ومدينة بانياس الأسبوع الماضي واللتين قتل فيهما أكثر من مئة شخص بينهم أطفال رضع في هجوم للقوات الحكومية حسبما أفادت جماعات معارضة وأظهرت لقطات مصورة. وأضافت بيلاي "لقد هالني القتل الواضح للنساء والأطفال والرجال... والذي يشير على ما يبدو إلى حملة تستهدف مجتمعات معينة يعتقد أنها داعمة للمعارضة." ولم يتسن التحقق من تقارير النشطاء بشأن سقوط القتلى من مصدر مستقل نظرا لما تفرضه الحكومة السورية من قيود على دخول وسائل الإعلام المستقلة. وعجزت القوى الدولية عن وقف العنف في سوريا ويقوم بعضها بتسليح طرفي الصراع. وتمد روسيا الأسد بالسلاح ولكنها اتفقت مع الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع على عقد مؤتمر دولي يشارك فيه الطرفان المتحاربان. وبينما باءت محاولات سابقة بالفشل لم تلمح موسكو أو واشنطن إلى عزمهما تغيير سياستهما.