04-2013 (ا ف ب) - بعد ازمة سياسية استمرت شهرين، ولدت اخيرا حكومة جديدة في ايطاليا تضم ائتلافا لقوى اليمين واليسار برئاسة رئيس الوزراء الديموقراطي انريكو ليتا ونائبه انجيلينو الفانو رئيس حزب سيلفيو برلوسكوني. وعلق الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو قائلا "لقد كانت الحكومة الوحيدة الممكنة وتشكيلها لم يعد يحتمل التأخير". كما اشاد بقدرة هذه الحكومة التي تضم ائتلافا من قوى اليمين واليسار على الحصول على ثقة مجلسي النواب والشيوخ، طبقا لنصوص الدستور. وبعد الاعراب عن امله في ان تظهر الحكومة الجديدة "اكبر تلاحم" بين اعضائها، قام نابوليتانو طويلا بمصافحة رئيس الحكومة الجديد. وفي مؤشر قوي لهذا "التفاهم العريض" الذي لا يلقى ترحيبا من عدد كبير من ناشطي الحزب الديموقراطي (يسار) بزعامة ليتا، سيشغل انجيلينيو الفانو رئيس حزب شعب الحرية اليميني الذي انشأه برلوسكوني، منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية. كذلك اختير مدير بنك ايطاليا فابريتسيو ساكوماني وزيرا للاقتصاد والمال، في حين يغرق ثالث اكبر اقتصاد في منطقة اليورو في الركود. وتضمنت التشكيلة الحكومية وجها جديدا هي المفوضة الاوروبية السابقة الراديكالية ايما بونينو التي تم تعينها وزيرة للخارجية. في حين اختيرت وزيرة الداخلية الحالية انا ماريا كانسيلييري لتولي وزارة العدل، وهي حقيبة حساسة بالنسبة لبرلوسكوني الملاحق في قضايا عدة. وخلال تقديمه ب"رضى معتدل" تشكيلته الحكومية الجديدة، اشاد ليتا ب"الرقم القياسي للحضور الانثوي وتراجع معدل الاعمار لاعضاء الفريق" الحكومي. وتضم الحكومة الجديدة عددا من الوجوه غير المعروفة لدى العموم في ايطاليا. واتسمت مهمة ليتا بالتعقيد اذ كان عليه جمع قوتين تبادلتا الهجمات المباشرة منذ سنوات. ورددت قوى اليسار مرارا خلال الاسابيع الاخيرة انها ترفض الحكم مع عدوها اللدود، سيلفيو برلوسكوني. وتعذر على هذه القوى اليسارية التي تستحوذ على غالبية مقاعد مجلس النواب لكن ليس في مجلس الشيوخ، الحصول على الدعم المطلوب لتشكيل حكومة. وبعد مراوحة سياسية استمرت شهرين، اضطرت الى تليين مواقفها. وشهدت الساعات الاخيرة تكثيفا للمفاوضات الرامية لاخراج التشكيلة الحكومية المنتظرة. وبعد مشاورات استمرت حتى وقت متأخر من ليل الجمعة السبت تحادث ليتا في الصباح مع بيير لويجي برساني. ثم بدأ لقاء حاسما مع وفد كبير من حزب شعب الحرية (يميني) يضم رئيس الحكومة الاسبق سيلفيو برلوسكوني ورئيس حزب حرية الشعب انجيلينو الفانو والمستشار الخاص ل"كافالييري" وهو جياني ليتا عم الرئيس المكلف. ورأى المحلل مارسيلو سورغي في صحيفة لاستامبا "ان الحزب الديموقراطي لا يستطيع ان يستسيغ فكرة المشاركة في حكومة توافق واسعة مع برلوسكوني (...)". من جانبه، عمد برلوسكوني الذي فرض نفسه كلاعب اساسي في المعادلة، الى رفع سقف المزايدات فيما كان يعتقد حتى قبل بضعة اشهر انه انتهى سياسيا بعد سلسة محاكمات وفضائح. وبعد الاعلان عن الحكومة، اكد برلوسكوني انه بذل جهودا "من اجل تشكيل حكومة من دون فرض اي شرط، من دون استبعاد اشخاص كانوا وزراء في حكومات سابقة". واضاف "بذلك، ساهمنا في تشكيل حكومة في وقت قليل". اما الرئيس نابوليتانو الذي اعيد انتخابه رغما عنه تقريبا والذي سيبلغ قريبا الثامنة والثمانين من العمر، فدعا الى "التجديد، وتغيير في الجيل مع حضور نسائي قوي". وهي طريقة لتلبية الحاجة الى التغيير التي عبر عنها الايطاليون خاصة التصويت بنسبة لم تكن متوقعة لبيبه غريلو الذي رأى في المفاوضات الدائرة "ازدراء بثمانية ملايين ايطالي" صوتوا له. ويتعين على الحكومة الجديدة التي تؤدي اليمين صباح الاحد، الاتفاق على برنامج موحد خصوصا بشأن السياسة الاقتصادية. واكدت وكالة التصنيف الائتماني موديز انفستورز سرفيس الجمعة العلامة التي اعطيت لدين ايطاليا بالرغم من الازمة السياسية وهي "بي ايه ايه2". لكن الوكالة احتفظت بامكانية خفضها على المدى المتوسط لان توقعاتها للنمو تبقى "سلبية". وانتقد انريكو ليتا على غرار برلوسكوني سياسات التقشف. الا ان برلوسكوني يسعى بشكل نشط من اجل الغاء ضريبة عقاربة -كان وعد حتى بتسديدها خلال حملته- ما من شأنه ان يهدد حسابات الامة ويغرق اليسار في ورطة. ومن المتوقع ان يقدم ليتا الاثنين برنامج حكومته امام مجلس النواب مع طرح الثقة امام البرلمان.