ذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية السبت ان مواطنا اميركيا سيحاكم في المحكمة العليا لكوريا الشمالية بعدة تهم بينها محاولة قلب النظام الشيوعي. وقالت الوكالة ان باي جون-هو اعترف بالاتهامات الموجهة اليه وسيحكم عليه في موعد قريب. واوقف باي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عند دخوله الى مدينة راسون الساحلية شمال شرق البلاد، التي تقع داخل منطقة اقتصادية خاصة قرب الحدود الكورية الشمالية مع روسيا والصين. ويأتي ذلك بينما تشهد شبه الجزيرة الكورية توترا تصاعد منذ التجربة النووية الاخيرة التي قامت بها بيونغ يانغ في شباط/فبراير الماضي ودفعت مجلس الامن النووي الى فرض عقوبات عليها. واوضحت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان "التحقيقات الاولية انتهت" انتهت بالنسبة لباي جون-هو الذي اوقف بعد دخوله راسون في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر بتأشيرة سياحية. واضافت ان "باي اقر خلال جلسات الاستماع بجرائم التحريض على جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية ومحاولة الاطاحة بها"، مؤكدة ان "كل الاتهامات الموجهة اليه موثقة بادلة". لكن الوكالة لم توضح ما تستند اليه هذه الاتهامات. وكانت صحيفة كورية جنوبية قالت في كانون الاول/ديسمبر ان المعتقل اميركي كوري في الرابعة والاربعين من العمر ويعمل دليلا سياحيا. وذكرت صحيفة كوكمين ايلبو انه كان برفقة خمسة سياح واوقف بعد العثور على قرص صلب لكمبيوتر بين اغرض المجموعة. واوقف عدد من الاميركيين في كوريا الشمالية في السنوات الاخيرة. وكان وفد اميركي بقيادة روبرت كينغ المبعوث الاميركي الخاص لحقوق الانسان والقضايا الانسانية تمكن من التوصل الى الافراج عن ايدي جون يونغ-سو رجل الاعمال الذي يقيم عادة في كاليفورنيا واوقف في كوريا الشمالية بتهمة ممارسة نشاطات تبشيرية. كما نجح الرئيس الاسبق جيمي كارتر في 2010 في وساطة للافراج عن الاميركي ايجالون مالي غوميس الذي حكم عليه بالسجن ثماني سنوات مع الاشغال الشاقة بتهمة دخول كوريا الشمالية بطريقة غير مشروعة. من جهة اخرى، شهدت العلاقات بين الكوريتين تدهورا كبيرا في الاشهر الاخيرة. واعلنت سيول الجمعة انها قررت الانسحاب بالكامل من مجمع مشترك في الشمال. وقد دعت مواطنيها الى مغادرة مجمع كايسونغ المغلق من الثالث من نيسان/ابريل. وتمنع كوريا الشمالية منذ هذا التاريخ العاملين الكوريين الجنوبين من الدخول الى المجمع الواقع على اراضيها وعلى بعد عشرة كلم تقريبا من الحدود. كما سحبت عامليها ال53 الفا منه وذلك على خلفية توتر شديد على شبه الجزيرة الكورية. ومنذ ذلك الحين عاد القسم الاكبر من الموظفين الكوريين الجنوبيين ال850 من كايسونغ باستثناء 170 كانوا لا يزالون موجودين للاشراف على مصالح المنشات ال123 المعنية. والمجمع هو اخر ما تبقى من جهود التقارب بين الكوريتين بعد جمود في العلاقات في العام 2010. وظل المجمع مفتوحا الا في حالات استثنائية نادرة. وتاسس الموقع في سياق "دبلوماسية الشمس المشرقة" التي انتهجتها كوريا الجنوبية بين 1998 و2008 بهدف تشجيع الاتصالات بين الشقيقين العدوين اللذين ما زالا في حالة حرب نظريا اذ انتهت الحرب الكورية (1950-1953) باتفاق هدنة بدون توقيع معاهدة سلام. والمجمع الصناعي هو كل ما تبقى من جهود التقارب بين الكوريتين بعد تجميد العلاقات الثنائية عام 2010. وفي 2012 حقق رقم اعمال قدره 469,5 مليون دولار وتستفيد منه بيونغ يانغ على صعيد الوظائف والضرائب والعائدات بالعملات الاجنبية.